[زهراء الأمل]

من قال أن مواقف الرجولة وقف على الرجال من دون النساء ...
أبدا...
رُب نساء تزن إحداهن عشرات الرجال ...
وتاريخ إسلامنا العظيم مليء بمواقف لنساء شمخن بإسلامهن ،وشمخ بهن إسلامهن...
من هؤلاء النسوة امراة طاقت ما لا يطاق ..أي امراة تلك التي يقول فيها الرسول القائد العظيم "من يطيق ما تطيقين يا أم عمارة ..."
انها نسيبة بنت كعب "ام عمارة" رضي الله عنها
إنها اسم لا كالأسماء ..
أسلمت نسيبة وزوجها زيد بن عاصم وولداها عبد الرحمان وحبيب،وحضرت بيعة العقبة الثانية، وبايعت الرسول صلوات الله وسلامه عليه مثلما بايعه الأنصار ...
شاركت في عدد من غزوات النبي منها غزوة أحد وحنين،ومعركة اليمامه .وشهدت حروب الردة
وقد جاءت النبي محمد صلوات الله عليه يوما فقالت :"ما أرى كل شيء إلا للرجال، وما أرى النساء يذكرن بشيء "فنزلت آية (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) اية 35 من سورة الاحزاب
ويوم أحد كانت في مقدمة الوفياء من الانصار ،ونفرت الى الغزوة برفقة ولدها عبد الله ،وزوجها غزية بن عمر ،وكانت قد تزوجته بعد وفاة زوجها الأول زيد بن عاصم،وتلقت بجسدها الضربات من دون الرسول صلى الله عليه وسلم ،وقد أبلت بلاء حسنًا وجُرحت ثلاثة عشر جُرحاً بين طعنة برمح أو ضربة بسيف،
ولما جرح ابنها عبد الله ربطت جرحه وصاحت "انهض يا بني نضارب القوم .."ودعت الرسول صلى الله عليه وسلم ان تكون مع اسرتها رفقاءه في الجنه ،واتتها البشارة ...
، ثم شاركت أم عمارة بعد ذلك في غزوة بني قريظة،وغزوة خيبر ...
بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم قُتل ابنها حبيب على يد مسيلمة الكذّاب ومثّل به ،فنذرت أن تشهد قتل مسيلمه ،وتشارك في قتله ...وفعلا كان لها ذلك
في معركة اليمامه ـأعتى معارك حروب الردةـ خرجت نسيبه مع الجيش المتوجه لقتال مسيلمه تجر وراءها ستين عاما من عمرها الشامخ بالوفاء وأبلت فيها بلاءً حسنًا، حيث نجح ابنها عبد الله في الثأر لأخيه، وقتل بسيفه مسيلمة.لكن ام عمارة عادت من المعركه بأحد عشر جرحًا، وقُطعت يدها.
وتمضي الايام بعدئذ سراعا ،ويرتفع ذات يوم في المدينة صوت ينعي "نسيبة بنت كعب " في ذمة الله ...