منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - *** القرآن كلام الله ***
عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-04-15, 11:08   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عمي صالح
مشرف عام
 
الصورة الرمزية عمي صالح
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز **وسام تقدير** وسام أفضل خاطرة المرتبة  الثانية وسام التميز وسام الحضور المميز في منتدى الأسرة و المجتمع وسام الحفظ 
إحصائية العضو










Flower2

بسم الله.الرحمن.الرحيم
الحمد لله.رب.العالمين والصلاة والسلام على أشرف.الأنبياء والمرسلين وبعد:
السلام.عليكم و رحمة.الله و بركاته
القرآن كلام الله



سورة هود
تفسير ابن كثير
أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ

يُخْبِر تَعَالَى عَنْ حَال الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ هُمْ عَلَى فِطْرَة اللَّه تَعَالَى الَّتِي فَطَرَ عَلَيْهَا عِبَادَهُ مِنْ الِاعْتِرَاف لَهُ بِأَنَّهُ لَا إِلَه إِلَّا هُوَ كَمَا قَالَ تَعَالَى " فَأَقِمْ وَجْهك لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَة اللَّه الَّتِي فَطَرَ النَّاس عَلَيْهَا " الْآيَة وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كُلّ مَوْلُود يُولَد عَلَى الْفِطْرَة فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ كَمَا تُولَد الْبَهِيمَة بَهِيمَة جَمْعَاء هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاء ؟ " الْحَدِيث وَفِي صَحِيح مُسْلِم عَنْ عِيَاض بْن حَمَّاد عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " يَقُول اللَّه تَعَالَى إِنِّي خَلَقْت عِبَادِي حُنَفَاء فَجَاءَتْهُمْ الشَّيَاطِين فَاجْتَالَتْهُمْ عَنْ دِينهمْ وَحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْت لَهُمْ وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بِي مَا لَمْ أُنَزِّل بِهِ سُلْطَانًا " وَفِي الْمُسْنَد وَالسُّنَن" كُلّ مَوْلُود يُولَد عَلَى هَذِهِ الْمِلَّة حَتَّى يُعْرِب عَنْهُ لِسَانه " الْحَدِيث فَالْمُؤْمِن بَاقٍ عَلَى هَذِهِ الْفِطْرَة وَقَوْله" وَيَتْلُوهُ شَاهِد مِنْهُ " أَيْ وَجَاءَهُ شَاهِد مِنْ اللَّه وَهُوَ مَا أَوْحَاهُ إِلَى الْأَنْبِيَاء مِنْ الشَّرَائِع الْمُطَهَّرَة الْمُكَمَّلَة الْمُعَظَّمَة الْمُخْتَتَمَة بِشَرِيعَةِ مُحَمَّد صَلَوَات اللَّه وَسَلَامه عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ لِهَذَا قَالَ اِبْن عَبَّاس وَمُجَاهِد وَعِكْرِمَة وَأَبُو الْعَالِيَة وَالضَّحَّاك وَإِبْرَاهِيم النَّخَعِيّ وَالسُّدِّيّ وَغَيْر وَاحِد فِي قَوْله تَعَالَى " وَيَتْلُوهُ شَاهِد مِنْهُ " أَنَّهُ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام وَعَنْ عَلِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ وَالْحَسَن وَقَتَادَة هُوَ مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكِلَاهُمَا قَرِيب فِي الْمَعْنَى لِأَنَّ كُلًّا مِنْ جِبْرِيل وَمُحَمَّد صَلَوَات اللَّه عَلَيْهِمَا بَلَّغَ رِسَالَة اللَّه تَعَالَى فَجِبْرِيل إِلَى مُحَمَّد وَمُحَمَّد إِلَى الْأُمَّة وَقِيلَ : هُوَ عَلِيّ وَهُوَ ضَعِيف لَا يَثْبُت لَهُ قَائِل , وَالْأَوَّل هُوَ الْحَقّ وَذَلِكَ أَنَّ الْمُؤْمِن عِنْده مِنْ الْفِطْرَة وَمَا يَشْهَد مِنْ حَيْثُ الْجُمْلَة وَالتَّفَاصِيل تُؤْخَذ مِنْ الشَّرِيعَة وَالْفِطْرَة تُصَدِّقهَا وَتُؤْمِن بِهَا لِهَذَا قَالَ تَعَالَى " أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَة مِنْ رَبّه وَيَتْلُوهُ شَاهِد مِنْهُ" وَهُوَ الْقُرْآن بَلَّغَهُ جِبْرِيل إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَلَّغَهُ النَّبِيّ مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أُمَّته ثُمَّ قَالَ تَعَالَى " وَمِنْ قَبْله كِتَاب مُوسَى " أَيْ وَمِنْ قَبْل الْقُرْآن كِتَاب مُوسَى وَهُوَ التَّوْرَاة" إِمَامًا وَرَحْمَة " أَيْ أَنْزَلَ اللَّه تَعَالَى إِلَى تِلْكَ الْأُمَّة إِمَامًا لَهُمْ وَقُدْوَة يَقْتَدُونَ بِهَا وَرَحْمَة مِنْ اللَّه بِهِمْ فَمَنْ آمَنَ بِهَا حَقّ الْإِيمَان قَادَهُ ذَلِكَ إِلَى الْإِيمَان بِالْقُرْآنِ وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى " أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ " ثُمَّ قَالَ تَعَالَى مُتَوَعِّدًا لِمَنْ كَذَّبَ بِالْقُرْآنِ أَوْ بِشَيْءٍ مِنْهُ " وَمَنْ يَكْفُر بِهِ مِنْ الْأَحْزَاب فَالنَّار مَوْعِده " أَيْ وَمَنْ كَفَرَ بِالْقُرْآنِ مِنْ سَائِر أَهْل الْأَرْض مُشْرِكهمْ وَكَافِرهمْ وَأَهْل الْكِتَاب وَغَيْرهمْ وَمِنْ سَائِر طَوَائِف بَنِي آدَم عَلَى اِخْتِلَاف أَلْوَانهمْ وَأَشْكَالهمْ وَأَجْنَاسهمْ مِمَّنْ بَلَغَهُ الْقُرْآن كَمَا قَالَ تَعَالَى " لِأُنْذَركُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ " وَقَالَ تَعَالَى " قُلْ يَا أَيّهَا النَّاس إِنِّي رَسُول اللَّه إِلَيْكُمْ جَمِيعًا " وَقَالَ تَعَالَى " وَمَنْ يَكْفُر بِهِ مِنْ الْأَحْزَاب فَالنَّار مَوْعِده " وَفِي صَحِيح مُسْلِم مِنْ حَدِيث شُعْبَة عَنْ أَبِي بِشْر عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " وَاَلَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يَسْمَع بِي أَحَد مِنْ هَذِهِ الْأُمَّة يَهُودِيّ أَوْ نَصْرَانِيّ ثُمَّ لَا يُؤْمِن بِي إِلَّا دَخَلَ النَّار " وَقَالَ أَيُّوب السِّخْتِيَانِيّ عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر قَالَ : كُنْت لَا أَسْمَع بِحَدِيثٍ عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى وَجْهه إِلَّا وَجَدْت مِصْدَاقه أَوْ قَالَ تَصْدِيقه فِي الْقُرْآن فَبَلَغَنِي أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " لَا يَسْمَع بِي أَحَد مِنْ هَذِهِ الْأُمَّة يَهُودِيّ وَلَا نَصْرَانِيّ فَلَا يُؤْمِن بِي إِلَّا دَخَلَ النَّار " فَجَعَلْت أَقُول أَيْنَ مِصْدَاقه فِي كِتَاب اللَّه ؟ وَقَالَ وَقَلَّمَا سَمِعْت عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا وَجَدْت لَهُ تَصْدِيقًا فِي الْقُرْآن حَتَّى وَجَدْت هَذِهِ الْآيَة " وَمَنْ يَكْفُر بِهِ مِنْ الْأَحْزَاب فَالنَّار مَوْعِده" قَالَ مِنْ الْمِلَل كُلّهَا وَقَوْله " فَلَا تَكُ فِي مِرْيَة مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقّ مِنْ رَبّك " الْآيَة أَيْ الْقُرْآن حَقّ مِنْ اللَّه لَا مِرْيَة وَلَا شَكَّ فِيهِ قَالَ تَعَالَى " الم تَنْزِيل الْكِتَاب لَا رَيْب فِيهِ مِنْ رَبّ الْعَالَمِينَ " وَقَالَ تَعَالَى " الم ذَلِكَ الْكِتَاب لَا رَيْب فِيهِ " وَقَوْله " وَلَكِنَّ أَكْثَر النَّاس لَا يُؤْمِنُونَ " كَقَوْلِهِ تَعَالَى " وَمَا أَكْثَر النَّاس وَلَوْ حَرَصْت بِمُؤْمِنِينَ " وَقَالَ تَعَالَى " وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَر مَنْ فِي الْأَرْض يُضِلُّوك عَنْ سَبِيل اللَّه " وَقَالَ تَعَالَى " وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيس ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنْ الْمُؤْمِنِينَ .
تفسير الجلالين
أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ

"أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَة" بَيَان "مِنْ رَبّه" وَهُوَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ الْمُؤْمِنُونَ وَهِيَ الْقُرْآن "وَيَتْلُوهُ" يَتْبَعهُ "شَاهِد" لَهُ بِصِدْقِهِ "مِنْهُ" أَيْ مِنْ اللَّه وَهُوَ جِبْرِيل "وَمِنْ قَبْله" الْقُرْآن "كِتَاب مُوسَى" التَّوْرَاة شَاهِد لَهُ أَيْضًا "إمَامًا وَرَحْمَة" حَال كَمَنْ لَيْسَ كَذَلِكَ ؟ لَا "أُولَئِكَ" أَيْ مَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَة "يُؤْمِنُونَ بِهِ" أَيْ بِالْقُرْآنِ فَلَهُمْ الْجَنَّة "وَمَنْ يَكْفُر بِهِ مِنْ الْأَحْزَاب" جَمِيع الْكُفَّار "فَالنَّار مَوْعِده فَلَا تَكُ فِي مِرْيَة" شَكّ "مِنْهُ" مِنْ الْقُرْآن "إنَّهُ الْحَقّ مِنْ رَبّك وَلَكِنَّ أَكْثَر النَّاس" أَيْ أَهْل مَكَّة
تفسير الطبري
أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى

الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَة مِنْ رَبّه } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : { أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَة مِنْ رَبّه } قَدْ بُيِّنَ لَهُ دِينه فَتَبَيَّنَهُ , { وَيَتْلُوهُ شَاهِد مِنْهُ } وَاخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي تَأْوِيل ذَلِكَ , فَقَالَ بَعْضهمْ : يَعْنِي بِقَوْلِهِ : { أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَة مِنْ رَبّه } مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 13935 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن خَلَف , قَالَ : ثَنَا حُسَيْن بْن مُحَمَّد , قَالَ : ثَنَا شَيْبَان , عَنْ قَتَادَة , عَنْ عُرْوَة , عَنْ مُحَمَّد اِبْن الْحَنَفِيَّة , قَالَ : قُلْت لِأَبِي : يَا أَبَت أَنْتَ التَّالِي فِي { وَيَتْلُوهُ شَاهِد مِنْهُ } ؟ قَالَ : لَا وَاَللَّه يَا بُنَيّ ! وَدِدْت أَنِّي كُنْت أَنَا هُوَ , وَلَكِنَّهُ لِسَانه 13936 - حَدَّثَنِي يَعْقُوب وَابْن وَكِيع , قَالَا : ثَنَا اِبْن عُلَيَّة , عَنْ أَبِي رَجَاء , عَنْ الْحَسَن : { وَيَتْلُوهُ شَاهِد مِنْهُ } قَالَ : لِسَانه 13937 - حَدَّثَنَا اِبْن بَشَّار , قَالَ : ثَنَا اِبْن أَبِي عَدِيّ , عَنْ عَوْف , عَنْ الْحَسَن , فِي قَوْله : { وَيَتْلُوهُ شَاهِد مِنْهُ } قَالَ : لِسَانه حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْمُثَنَّى , قَالَ : ثَنَا الْحَكَم بْن عَبْد اللَّه أَبُو النُّعْمَان الْعِجْلِيّ , قَالَ : ثَنَا شُعْبَة , عَنْ أَبِي رَجَاء , عَنْ الْحَسَن , مِثْله . حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن الْحَسَن الْأَزْدِيّ , قَالَ : ثَنَا الْمُعَافَى بْن عِمْرَان , عَنْ قُرَّة بْن خَالِد , عَنْ الْحَسَن , مِثْله . 13938 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله : { أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَة مِنْ رَبّه } وَهُوَ مُحَمَّد كَانَ عَلَى بَيِّنَة مِنْ رَبّه حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , عَنْ الْحَسَن , قَوْله : { وَيَتْلُوهُ شَاهِد مِنْهُ } قَالَ : لِسَانه 13939 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثَنَا مُحَمَّد بْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة : { وَيَتْلُوهُ شَاهِد مِنْهُ } قَالَ : لِسَانه هُوَ الشَّاهِد حَدَّثَنَا اِبْن وَكِيع , قَالَ : ثَنَا أَبُو أُسَامَة , عَنْ شُعْبَة , عَنْ أَبِي رَجَاء , عَنْ الْحَسَن , مِثْله . حَدَّثَنَا اِبْن وَكِيع , قَالَ : ثَنَا غُنْدَر , عَنْ عَوْف , عَنْ الْحَسَن , مِثْله . وَقَالَ آخَرُونَ : يَعْنِي بِقَوْلِهِ : { وَيَتْلُوهُ شَاهِد مِنْهُ } مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 13940 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن بَشَّار , قَالَ : ثَنَا اِبْن أَبِي عَدِيّ , عَنْ عَوْف , عَنْ سُلَيْمَان الْعَلَّاف , عَنْ الْحُسَيْن بْن عَلِيّ فِي قَوْله : { وَيَتْلُوهُ شَاهِد مِنْهُ } قَالَ : الشَّاهِد مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَنَا اِبْن وَكِيع , قَالَ : ثَنَا غُنْدَر , عَنْ عَوْف , قَالَ : ثني سُلَيْمَان الْعَلَّاف , قَالَ : بَلَغَنِي أَنَّ الْحُسَيْن بْن عَلِيّ قَالَ : { وَيَتْلُوهُ شَاهِد مِنْهُ } قَالَ : مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ثَنَا أَبُو أُسَامَة , عَنْ عَوْف , عَنْ سُلَيْمَان الْعَلَّاف , سَمِعَ الْحُسَيْن بْن عَلِيّ : { وَيَتْلُوهُ شَاهِد مِنْهُ } يَقُول : مُحَمَّد هُوَ الشَّاهِد مِنْ اللَّه 13941 - حَدَّثَنِي يُونُس بْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد , فِي قَوْله : { أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَة مِنْ رَبّه وَيَتْلُوهُ شَاهِد مِنْهُ } قَالَ : رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ عَلَى بَيِّنَة مِنْ رَبّه , وَالْقُرْآن يَتْلُوهُ شَاهِد مِنْهُ أَيْضًا مِنْ اللَّه بِأَنَّهُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 13942 - حَدَّثَنَا اِبْن وَكِيع , قَالَ : ثَنَا جَرِير , عَنْ لَيْث , عَنْ مُجَاهِد : { أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَة مِنْ رَبّه } قَالَ : النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 13943 - حَدَّثَنَا اِبْن وَكِيع , قَالَ : ثَنَا أَبِي , عَنْ نَضْر بْن عَرَبِيّ , عَنْ عِكْرِمَة , مِثْله . 13944 - قَالَ : ثَنَا أَبِي , عَنْ سُفْيَان , عَنْ مَنْصُور , عَنْ إِبْرَاهِيم , مِثْله . 13945 - حَدَّثَنَا الْحَارِث , قَالَ : ثَنَا أَبُو خَالِد , سَمِعْت سُفْيَان يَقُول : { أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَة مِنْ رَبّه } قَالَ : مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ آخَرُونَ : هُوَ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 13946 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عُمَارَة الْأَسَدِيّ , قَالَ : ثَنَا رُزَيْق بْن مَرْزُوق , قَالَ : ثَنَا صَبَّاح الْفَرَّاء , عَنْ جَابِر , عَنْ عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى , قَالَ : قَالَ عَلِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ : مَا مِنْ رَجُل مِنْ قُرَيْش إِلَّا وَقَدْ نَزَلَتْ فِيهِ الْآيَة وَالْآيَتَانِ . فَقَالَ لَهُ رَجُل : فَأَنْتَ فَأَيّ شَيْء نَزَلَ فِيك ؟ فَقَالَ عَلِيّ : أَمَا تَقْرَأ الْآيَة الَّتِي نَزَلَتْ فِي هُود { وَيَتْلُوهُ شَاهِد مِنْهُ } وَقَالَ آخَرُونَ : هُوَ جِبْرَئِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 13947 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , عَنْ عِكْرِمَة , عَنْ اِبْن عَبَّاس : { وَيَتْلُوهُ شَاهِد مِنْهُ } إِنَّهُ كَانَ يَقُول : جِبْرَائِيل 13948 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب وَابْن وَكِيع , قَالَا : ثَنَا اِبْن إِدْرِيس , عَنْ الْحَسَن بْن عُبَيْد اللَّه , عَنْ إِبْرَاهِيم : { وَيَتْلُوهُ شَاهِد مِنْهُ } قَالَ : جِبْرَائِيل وَحَدَّثَنَا بِهِ أَبُو كُرَيْب مَرَّة أُخْرَى بِإِسْنَادِهِ عَنْ إِبْرَاهِيم , فَقَالَ : قَالَ يَقُولُونَ عَلِيّ , إِنَّمَا هُوَ جِبْرَئِيل 13949 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب وَابْن وَكِيع , قَالَا : ثَنَا اِبْن إِدْرِيس , عَنْ لَيْث , عَنْ مُجَاهِد , قَالَ : هُوَ جِبْرَئِيل , تَلَا التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل وَالْقُرْآن , وَهُوَ الشَّاهِد مِنْ اللَّه حَدَّثَنَا اِبْن بِشْر , قَالَ : ثَنَا عَبْد الرَّحْمَن , قَالَ : ثَنَا سُفْيَان , وَحَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الْمُخَرِّمِيّ , قَالَ : ثَنَا جَعْفَر بْن عَوْن , قَالَ : ثَنَا سُفْيَان . وَحَدَّثَنَا الْحَسَن بْن يَحْيَى , قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّزَّاق , قَالَ : أَخْبَرَنَا الثَّوْرِيّ , وَحَدَّثَنِي الْمُثَنَّى , قَالَ : ثَنَا أَبُو نُعَيْم , قَالَ : ثَنَا سُفْيَان , عَنْ مَنْصُور , عَنْ إِبْرَاهِيم : { وَيَتْلُوهُ شَاهِد مِنْهُ } قَالَ : جِبْرَائِيل حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْمُثَنَّى , قَالَ : ثَنَا مُحَمَّد بْن جَعْفَر , قَالَ : ثَنَا شُعْبَة , عَنْ مَنْصُور , عَنْ إِبْرَاهِيم , مِثْله . قَالَ : ثَنَا سَهْل بْن يُوسُف , قَالَ : ثَنَا شُعْبَة , عَنْ مَنْصُور , عَنْ إِبْرَاهِيم , مِثْله . حَدَّثَنَا اِبْن وَكِيع , قَالَ : ثَنَا جَرِير , عَنْ مَنْصُور , عَنْ إِبْرَاهِيم , مِثْله . 13950 - قَالَ : ثَنَا جَرِير , عَنْ لَيْث , عَنْ مُجَاهِد , قَالَ : جِبْرَائِيل 13951 - قَالَ : ثَنَا عَبْد اللَّه , عَنْ إِسْرَائِيل , عَنْ السُّدِّيّ , عَنْ أَبِي صَالِح : { وَيَتْلُوهُ شَاهِد مِنْهُ } قَالَ : جِبْرَائِيل 13952 - قَالَ : ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة , عَنْ جُوَيْبِر , عَنْ الضَّحَّاك : { وَيَتْلُوهُ شَاهِد مِنْهُ } قَالَ : جِبْرَائِيل 13953 - حُدِّثْت عَنْ الْحُسَيْن بْن الْفَرَج , قَالَ : سَمِعْت أَبَا مُعَاذ , قَالَ : أَخْبَرَنَا عُبَيْد بْن سُلَيْمَان , قَالَ : سَمِعْت الضَّحَّاك يَقُول , فِي قَوْله : { أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَة مِنْ رَبّه } يَعْنِي مُحَمَّدًا هُوَ عَلَى بَيِّنَة مِنْ اللَّه , { وَيَتْلُوهُ شَاهِد مِنْهُ } جِبْرَائِيل شَاهِد مِنْ اللَّه يَتْلُو عَلَى مُحَمَّد مَا بُعِثَ بِهِ 1354 - حَدَّثَنَا اِبْن وَكِيع , قَالَ : ثَنَا أَبِي , عَنْ أَبِي جَعْفَر , عَنْ الرَّبِيع , عَنْ أَبِي الْعَالِيَة , قَالَ : هُوَ جِبْرَائِيل 13955 - قَالَ : ثَنَا أَبِي , عَنْ نَضْر بْن عَرَبِيّ , عَنْ عِكْرِمَة , قَالَ : هُوَ جِبْرَائِيل قَالَ : ثَنَا أَبِي , عَنْ سُفْيَان , عَنْ مَنْصُور , عَنْ إِبْرَاهِيم , قَالَ : جِبْرَائِيل 13956 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سَعْد , قَالَ : ثَنِي أَبِي , قَالَ : ثني عَمِّي , قَالَ : ثَنِي أَبِي , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله : { أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَة مِنْ رَبّه } يَعْنِي مُحَمَّدًا عَلَى بَيِّنَة مِنْ رَبّه , { وَيَتْلُوهُ شَاهِد مِنْهُ } فَهُوَ جِبْرَائِيل شَاهِد مِنْ اللَّه بِاَلَّذِي يَتْلُو مِنْ كِتَاب اللَّه الَّذِي أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّد , قَالَ : وَيُقَال : { وَيَتْلُوهُ شَاهِد مِنْهُ } يَقُول : يَحْفَظهُ الْمَلَك الَّذِي مَعَهُ حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى , قَالَ : ثَنَا أَبُو النُّعْمَان عَارِم , قَالَ : ثَنَا حَمَّاد بْن زَيْد , عَنْ أَيُّوب , قَالَ : كَانَ مُجَاهِد يَقُول فِي قَوْله : { أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَة مِنْ رَبّه } قَالَ : يَعْنِي مُحَمَّدًا , { وَيَتْلُوهُ شَاهِد مِنْهُ } قَالَ : جِبْرَائِيل وَقَالَا آخَرُونَ : هُوَ مَلَك يَحْفَظهُ . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 13957 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثَنَا عِيسَى , عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد : { وَيَتْلُوهُ شَاهِد مِنْهُ } قَالَ : مَعَهُ حَافِظ مِنْ اللَّه مَلَك حَدَّثَنَا اِبْن وَكِيع , قَالَ : ثَنَا يَزِيد بْن هَارُون , وَسُوَيْد بْن عَمْرو , عَنْ حَمَّاد بْن سَلَمَة , عَنْ أَيُّوب , عَنْ مُجَاهِد : { وَيَتْلُوهُ شَاهِد مِنْهُ } قَالَ : مَلَك يَحْفَظهُ قَالَ : ثَنَا مُحَمَّد بْن بَكْر , عَنْ اِبْن جُرَيْج , عَمَّنْ سَمِعَ مُجَاهِدًا : { وَيَتْلُوهُ شَاهِد مِنْهُ } قَالَ : الْمَلَك حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى , قَالَ : ثَنَا أَبُو حُذَيْفَة , قَالَ : ثَنَا شِبْل , عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد : { وَيَتْلُوهُ شَاهِد مِنْهُ } يَتْبَعهُ حَافِظ مِنْ اللَّه مَلَك 13958 - حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى , قَالَ : ثَنَا الْحَجَّاج بْن الْمِنْهَال , قَالَ : ثَنَا حَمَّاد , عَنْ أَيُّوب , عَنْ مُجَاهِد : { وَيَتْلُوهُ شَاهِد مِنْهُ } قَالَ : الْمَلَك يَحْفَظهُ : { يَتْلُونَهُ حَقّ تِلَاوَته } 2 121 قَالَ : يَتَّبِعُونَهُ حَقّ اِتِّبَاعه حَدَّثَنَا الْقَاسِم , قَالَ : ثَنَا الْحُسَيْن , قَالَ : ثني حَجَّاج , عَنْ اِبْن جُرَيْج , عَنْ مُجَاهِد : { وَيَتْلُوهُ شَاهِد مِنْهُ } قَالَ : حَافِظ مِنْ اللَّه مَلَك وَأَوْلَى هَذِهِ الْأَقْوَال الَّتِي ذَكَرْنَاهَا بِالصَّوَابِ فِي تَأْوِيل قَوْله : { وَيَتْلُوهُ شَاهِد مِنْهُ } قَوْل مَنْ قَالَ : هُوَ جِبْرَائِيل , لِدَلَالَةِ قَوْله : { وَمِنْ قَبْله كِتَاب مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَة } عَلَى صِحَّة ذَلِكَ , وَذَلِكَ أَنَّ نَبِيّ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَتْلُ قَبْل الْقُرْآن كِتَاب مُوسَى , فَيَكُون ذَلِكَ دَلِيلًا عَلَى صِحَّة قَوْل مَنْ قَالَ : عُنِيَ بِهِ لِسَان مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , أَوْ مُحَمَّد نَفْسه , أَوْ عَلِيّ عَلَى قَوْل مَنْ قَالَ : عُنِيَ بِهِ عَلِيّ . وَلَا يُعْلَم أَنَّ أَحَدًا كَانَ تَلَا ذَلِكَ قَبْل الْقُرْآن أَوْ جَاءَ بِهِ مِمَّنْ ذَكَرَ أَهْل التَّأْوِيل أَنَّهُ عُنِيَ بِقَوْلِهِ : { وَيَتْلُوهُ شَاهِد مِنْهُ } غَيْر جِبْرَائِيل عَلَيْهِ السَّلَام . فَإِنْ قَالَ قَائِل : فَإِنْ كَانَ ذَلِكَ دَلِيلك عَلَى أَنَّ الْمَعْنِيّ بِهِ جِبْرَائِيل , فَقَدْ يَجِب أَنْ تَكُون الْقِرَاءَة فِي قَوْله : { وَمِنْ قَبْله كِتَاب مُوسَى } بِالنَّصْبِ , لِأَنَّ مَعْنَى الْكَلَام عَلَى مَا تَأَوَّلْت يَجِب أَنْ يَكُون : وَيَتْلُو الْقُرْآن شَاهِد مِنْ اللَّه , وَمِنْ قَبْل الْقُرْآن كِتَاب مُوسَى ؟ قِيلَ : إِنَّ الْقُرَّاء فِي الْأَمْصَار قَدْ أَجْمَعَتْ عَلَى قِرَاءَة ذَلِكَ بِالرَّفْعِ فَلَمْ يَكُنْ لِأَحَدٍ خِلَافهَا , وَلَوْ كَانَتْ الْقِرَاءَة جَاءَتْ فِي ذَلِكَ بِالنَّصْبِ كَانَتْ قِرَاءَة صَحِيحَة وَمَعْنًى صَحِيحًا . فَإِنْ قَالَ : فَمَا وَجْه رَفْعهمْ إِذَا الْكِتَاب عَلَى مَا اِدَّعَيْت مِنْ التَّأْوِيل ؟ قِيلَ : وَجْه رَفْعهمْ هَذَا أَنَّهُمْ اِبْتَدَءُوا الْخَبَر عَنْ مَجِيء كِتَاب مُوسَى قَبْل كِتَابنَا الْمُنَزَّل عَلَى مُحَمَّد , فَرَفَعُوهُ بِ " مِنْ " قَبْله , وَالْقِرَاءَة كَذَلِكَ , وَالْمَعْنَى الَّذِي ذَكَرْت مِنْ مَعْنَى تِلَاوَة جِبْرَائِيل ذَلِكَ قَبْل الْقُرْآن , وَأَنَّ الْمُرَاد مِنْ مَعْنَاهُ ذَلِكَ وَإِنْ كَانَ الْخَبَر مُسْتَأْنَفًا عَلَى مَا وَصَفْت اِكْتِفَاء بِدَلَالَةِ الْكَلَام عَلَى مَعْنَاهُ .
إِمَامًا وَرَحْمَةً أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ

وَأَمَّا قَوْله : { إِمَامًا } فَإِنَّهُ نُصِبَ عَلَى الْقَطْع مِنْ كِتَاب مُوسَى , وَقَوْله { وَرَحْمَة } عُطِفَ عَلَى " الْإِمَام " , كَأَنَّهُ قِيلَ : وَمِنْ قَبْله كِتَاب مُوسَى إِمَامًا لِبَنِي إِسْرَائِيل يَأْتَمُّونَ بِهِ , وَرَحْمَة مِنْ اللَّه تَلَاهُ عَلَى مُوسَى . كَمَا : 13959 - حَدَّثَنَا اِبْن وَكِيع , قَالَ : ثَنَا أَبِي , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ مَنْصُور , عَنْ إِبْرَاهِيم , فِي قَوْله : { وَمِنْ قَبْله كِتَاب مُوسَى } قَالَ : مِنْ قَبْله جَاءَ بِالْكِتَابِ إِلَى مُوسَى . وَفِي الْكَلَام مَحْذُوف قَدْ تُرِكَ ذِكْره اِكْتِفَاء بِدَلَالَةِ مَا ذُكِرَ عَلَيْهِ مِنْهُ , وَهُوَ : { أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَة مِنْ رَبّه وَيَتْلُوهُ شَاهِد مِنْهُ وَمِنْ قَبْله كِتَاب مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَة } كَمَنْ هُوَ فِي الضَّلَالَة مُتَرَدِّد , لَا يَهْتَدِي لِرُشْدٍ , وَلَا يَعْرِف حَقًّا مِنْ بَاطِل , وَلَا يَطْلُب بِعَمَلِهِ إِلَّا الْحَيَاة الدُّنْيَا وَزِينَتهَا ؟ وَذَلِكَ نَظِير قَوْله : { أَفَمَنْ هُوَ قَانِت آنَاء اللَّيْل سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَر الْآخِرَة وَيَرْجُو رَحْمَة رَبّه قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَاَلَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ } 39 9 وَالدَّلِيل عَلَى حَقِيقَة مَا قُلْنَا فِي ذَلِكَ أَنَّ ذَلِكَ عَقِيب قَوْله : { مَنْ كَانَ يُرِيد الْحَيَاة الدُّنْيَا } الْآيَة , ثُمَّ قِيلَ : أَهَذَا خَيْر أَمَّنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَة مِنْ رَبّه ؟ وَالْعَرَب تَفْعَل ذَلِكَ كَثِيرًا إِذَا كَانَ فِيمَا ذَكَرَتْ دَلَالَة عَلَى مُرَادهَا عَلَى مَا حَذَفَتْ , وَذَلِكَ كَقَوْلِ الشَّاعِر : فَأُقْسِم لَوْ شَيْء أَتَانَا رَسُوله سِوَاك وَلَكِنْ لَمْ نَجِد لَك مَدْفَعًا وَقَوْله : { أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ } يَقُول : هَؤُلَاءِ الَّذِينَ ذَكَرْت يُصَدِّقُونَ وَيُقِرُّونَ بِهِ إِنْ كَفَرَ بِهِ هَؤُلَاءِ الْمُشْرِكُونَ الَّذِينَ يَقُولُونَ : إِنَّ مُحَمَّدًا اِفْتَرَاهُ .
وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ

الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { وَمَنْ يَكْفُر بِهِ مِنْ الْأَحْزَاب فَالنَّار مَوْعِده فَلَا تَكُ فِي مِرْيَة مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقّ مِنْ رَبّك وَلَكِنَّ أَكْثَر النَّاس لَا يُؤْمِنُونَ } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : وَمَنْ يَكْفُر بِهَذَا الْقُرْآن فَيَجْحَد أَنَّهُ مِنْ عِنْد اللَّه مِنْ الْأَحْزَاب وَهُمْ الْمُتَحَزِّبَة عَلَى مِلَلهمْ فَالنَّار مَوْعِده , إِنَّهُ يَصِير إِلَيْهَا فِي الْآخِرَة بِتَكْذِيبِهِ يَقُول اللَّه لِنَبِيِّهِ مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . { فَلَا تَكُ فِي مِرْيَة مِنْهُ } يَقُول : فَلَا تَكُ فِي شَكّ مِنْهُ , مِنْ أَنَّ مَوْعِد مَنْ كَفَرَ بِالْقُرْآنِ مِنْ الْأَحْزَاب النَّار , وَأَنَّ هَذَا الْقُرْآن الَّذِي أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْك مِنْ عِنْد اللَّه . ثُمَّ اِبْتَدَأَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ الْخَبَر عَنْ الْقُرْآن , فَقَالَ : إِنَّ هَذَا الْقُرْآن الَّذِي أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْك يَا مُحَمَّد الْحَقّ مِنْ رَبّك لَا شَكّ فِيهِ , وَلَكِنَّ أَكْثَر النَّاس لَا يُصَدِّقُونَ بِأَنَّ ذَلِكَ كَذَلِكَ . فَإِنْ قَالَ قَائِل : أَوَ كَانَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شَكّ مِنْ أَنَّ الْقُرْآن مِنْ عِنْد اللَّه , وَأَنَّهُ حَقّ , حَتَّى قِيلَ لَهُ : فَلَا تَكُ فِي مِرْيَة مِنْهُ ؟ قِيلَ : هَذَا نَظِير قَوْله : { فَإِنْ كُنْت فِي شَكّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْك } 10 94 وَقَدْ بَيَّنَّا ذَلِكَ هُنَالِكَ . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 13960 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن بَشَّار , قَالَ : ثَنَا عَبْد الْوَهَّاب , قَالَ : ثَنَا أَيُّوب , قَالَ : نُبِّئْت أَنَّ سَعِيد بْن جُبَيْر قَالَ : مَا بَلَغَنِي حَدِيث عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى وَجْهه إِلَّا وَجَدْت مِصْدَاقه فِي كِتَاب اللَّه تَعَالَى , حَتَّى قَالَ " لَا يَسْمَع بِي أَحَد مِنْ هَذِهِ الْأُمَّة وَلَا يَهُودِيّ وَلَا نَصْرَانِيّ ثُمَّ لَا يُؤْمِن بِمَا أُرْسِلْت بِهِ إِلَّا دَخَلَ النَّار " . قَالَ سَعِيد : فَقُلْت أَيْنَ هَذَا فِي كِتَاب اللَّه ؟ حَتَّى أَتَيْت عَلَى هَذِهِ الْآيَة : { وَمِنْ قَبْله كِتَاب مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَة أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُر بِهِ مِنْ الْأَحْزَاب فَالنَّار مَوْعِده } قَالَ : مِنْ أَهْل الْمِلَل كُلّهَا 13961 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الْمُخَرِّمِيّ وَابْن وَكِيع , قَالَا : ثَنَا جَعْفَر بْن عَوْن , قَالَ : ثَنَا سُفْيَان , عَنْ أَيُّوب , عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر , فِي قَوْله : { وَمَنْ يَكْفُر بِهِ مِنْ الْأَحْزَاب } قَالَ : مِنْ الْمِلَل كُلّهَا حَدَّثَنِي يَعْقُوب وَابْن وَكِيع , قَالَا : ثَنَا اِبْن عُلَيَّة , قَالَ : ثَنَا أَيُّوب , عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر , قَالَ : كُنْت لَا أَسْمَع بِحَدِيثٍ عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى وَجْهه , إِلَّا وَجَدْت مِصْدَاقه - أَوْ قَالَ تَصْدِيقه - فِي الْقُرْآن , فَبَلَغَنِي أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " لَا يَسْمَع بِي أَحَد مِنْ هَذِهِ الْأُمَّة وَلَا يَهُودِيّ وَلَا نَصْرَانِيّ ثُمَّ لَا يُؤْمِن بِمَا أُرْسِلْت بِهِ إِلَّا دَخَلَ النَّار " فَجَعَلْت أَقُول : أَيْنَ مِصْدَاقهَا ؟ حَتَّى أَتَيْت عَلَى هَذَا : { أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَة مِنْ رَبّه } إِلَى قَوْله : { فَالنَّار مَوْعِده } قَالَ : فَالْأَحْزَاب : الْمِلَل كُلّهَا حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثَنَا مُحَمَّد بْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , قَالَ : ثني أَيُّوب , عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر , قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَا مِنْ أَحَد يَسْمَع بِي مِنْ هَذِهِ الْأُمَّة وَلَا يَهُودِيّ وَلَا نَصْرَانِيّ فَلَا يُؤْمِن بِي إِلَّا دَخَلَ النَّار " فَجَعَلْت أَقُول : أَيْنَ مِصْدَاقهَا فِي كِتَاب اللَّه ؟ قَالَ : وَقَلَّمَا سَمِعْت حَدِيثًا عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا وَجَدْت لَهُ تَصْدِيقًا فِي الْقُرْآن , حَتَّى وَجَدْت هَذِهِ الْآيَات : { وَمَنْ يَكْفُر بِهِ مِنْ الْأَحْزَاب فَالنَّار مَوْعِده } الْمِلَل كُلّهَا 13962 - قَالَ : ثَنَا مُحَمَّد بْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة : { وَمَنْ يَكْفُر بِهِ مِنْ الْأَحْزَاب فَالنَّار مَوْعِده } قَالَ : الْكُفَّار أَحْزَاب كُلّهمْ عَلَى الْكُفْر 13963 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله : { وَمِنْ الْأَحْزَاب مَنْ يُنْكِر بَعْضه } 13 36 أَيْ يَكْفُر بِبَعْضِهِ , وَهُمْ الْيَهُود وَالنَّصَارَى . قَالَ : بَلَغَنَا أَنَّ نَبِيّ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُول : " لَا يَسْمَع بِي أَحَد مِنْ هَذِهِ الْأُمَّة وَلَا يَهُودِيّ وَلَا نَصْرَانِيّ ثُمَّ يَمُوت قَبْل أَنْ يُؤْمِن بِي , إِلَّا دَخَلَ النَّار " 13964 - حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى , قَالَ : ثَنَا يُوسُف بْن عَدِيّ النَّضْرِيّ , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن الْمُبَارَك , عَنْ شُعْبَة , عَنْ أَبِي بِشْر , عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر , عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ : أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " مَنْ سَمِعَ بِي مِنْ أُمَّتِي أَوْ يَهُودِيّ أَوْ نَصْرَانِيّ , فَلَمْ يُؤْمِن بِي لَمْ يَدْخُل الْجَنَّة "
تفسير القرطبي
أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ

اِبْتِدَاء وَالْخَبَر مَحْذُوف ; أَيْ أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَة مِنْ رَبّه فِي اِتِّبَاع النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ مِنْ الْفَضْل مَا يَتَبَيَّن بِهِ كَغَيْرِهِ مِمَّنْ يُرِيد الْحَيَاة الدُّنْيَا وَزِينَتهَا ؟ ! عَنْ عَلِيّ بْن الْحُسَيْن وَالْحَسَن بْن أَبِي الْحَسَن . وَكَذَلِكَ قَالَ اِبْن زَيْد إِنَّ الَّذِي عَلَى بَيِّنَة هُوَ مَنْ اِتَّبَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . " وَيَتْلُوهُ شَاهِد مِنْهُ " مِنْ اللَّه , وَهُوَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَقِيلَ الْمُرَاد بِقَوْلِهِ " أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَة مِنْ رَبّه " النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْكَلَام رَاجِع إِلَى قَوْله : " وَضَائِق بِهِ صَدْرك " [ هُود : 12 ] ; أَيْ أَفَمَنْ كَانَ مَعَهُ بَيَان مِنْ اللَّه , وَمُعْجِزَة كَالْقُرْآنِ , وَمَعَهُ شَاهِد كَجِبْرِيل - عَلَى مَا يَأْتِي - وَقَدْ بَشَّرَتْ بِهِ الْكُتُب السَّالِفَة يَضِيق صَدْره بِالْإِبْلَاغِ , وَهُوَ يَعْلَم أَنَّ اللَّه لَا يُسْلِمهُ . وَالْهَاء فِي " رَبّه " تَعُود عَلَيْهِ ,
وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ

وَرَوَى عِكْرِمَة عَنْ اِبْن عَبَّاس أَنَّهُ جِبْرِيل ; وَهُوَ قَوْل مُجَاهِد وَالنَّخَعِيّ . وَالْهَاء فِي " مِنْهُ " لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ; أَيْ وَيَتْلُو الْبَيَان وَالْبُرْهَان شَاهِد مِنْ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ . وَقَالَ مُجَاهِد : الشَّاهِد مَلَك مِنْ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ يَحْفَظهُ وَيُسَدِّدهُ . وَقَالَ الْحَسَن الْبَصْرِيّ وَقَتَادَة : الشَّاهِد لِسَان رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . قَالَ مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن الْحَنَفِيَّة : قُلْت لِأَبِي أَنْتَ الشَّاهِد ؟ فَقَالَ : وَدِدْت أَنْ أَكُون أَنَا هُوَ ; وَلَكِنَّهُ لِسَان رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَقِيلَ : هُوَ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب ; رُوِيَ عَنْ اِبْن عَبَّاس أَنَّهُ قَالَ : ( هُوَ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب ) ; وَرُوِيَ عَنْ عَلِيّ أَنَّهُ قَالَ : ( مَا مِنْ رَجُل مِنْ قُرَيْش إِلَّا وَقَدْ أُنْزِلَتْ فِيهِ الْآيَة وَالْآيَتَانِ ; فَقَالَ لَهُ رَجُل : أَيّ شَيْء نَزَلَ فِيك ؟ فَقَالَ عَلِيّ : " وَيَتْلُوهُ شَاهِد مِنْهُ " ) . وَقِيلَ : الشَّاهِد صُورَة رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَوَجْهه وَمَخَائِلُهُ ; لِأَنَّ مَنْ كَانَ لَهُ فَضْل وَعَقْل فَنَظَرَ إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِمَ أَنَّهُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ; فَالْهَاء عَلَى هَذَا تَرْجِع إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , عَلَى قَوْل اِبْن زَيْد وَغَيْره . وَقِيلَ : الشَّاهِد الْقُرْآن فِي نَظْمه وَبَلَاغَته , وَالْمَعَانِي الْكَثِيرَة مِنْهُ فِي اللَّفْظ الْوَاحِد ; قَالَهُ الْحُسَيْن بْن الْفَضْل , فَالْهَاء فِي " مِنْهُ " لِلْقُرْآنِ . وَقَالَ الْفَرَّاء قَالَ بَعْضهمْ : " وَيَتْلُوهُ شَاهِد مِنْهُ " الْإِنْجِيل , وَإِنْ كَانَ قَبْله فَهُوَ يَتْلُو الْقُرْآن فِي التَّصْدِيق ; وَالْهَاء فِي " مِنْهُ " لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ . وَقِيلَ : الْبَيِّنَة مَعْرِفَة اللَّه الَّتِي أَشْرَقَتْ لَهَا الْقُلُوب , وَالشَّاهِد الَّذِي يَتْلُوهُ الْعَقْل الَّذِي رُكِّبَ فِي دِمَاغه وَأَشْرَقَ صَدْره بِنُورِهِ
وَمِنْ قَبْلِهِ

أَيْ مِنْ قَبْل الْإِنْجِيل .
كِتَابُ مُوسَى

رُفِعَ بِالِابْتِدَاءِ , قَالَ أَبُو إِسْحَاق الزَّجَّاج وَالْمَعْنَى وَيَتْلُوهُ مِنْ قَبْله كِتَاب مُوسَى ; لِأَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَوْصُوف فِي كِتَاب مُوسَى " يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدهمْ فِي التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل " [ الْأَعْرَاف : 157 ] وَحَكَى أَبُو حَاتِم عَنْ بَعْضهمْ أَنَّهُ قَرَأَ " وَمِنْ قَبْله كِتَاب مُوسَى " بِالنَّصْبِ ; وَحَكَاهَا الْمَهْدَوِيّ عَنْ الْكَلْبِيّ ; يَكُون مَعْطُوفًا عَلَى الْهَاء فِي " يَتْلُوهُ " وَالْمَعْنَى : وَيَتْلُو كِتَاب مُوسَى جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام ; وَكَذَلِكَ قَالَ اِبْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا ; الْمَعْنَى مِنْ قَبْله ( تَلَا جِبْرِيل كِتَاب مُوسَى عَلَى مُوسَى ) . وَيَجُوز عَلَى مَا ذَكَرَهُ اِبْن عَبَّاس أَيْضًا مِنْ هَذَا الْقَوْل أَنْ يُرْفَع " كِتَاب " عَلَى أَنْ يَكُون الْمَعْنَى : وَمِنْ قَبْله كِتَاب مُوسَى كَذَلِكَ ; أَيْ تَلَاهُ جِبْرِيل عَلَى مُوسَى كَمَا تَلَا الْقُرْآن عَلَى مُحَمَّد .
إِمَامًا

نَصْب عَلَى الْحَال .
وَرَحْمَةً

مَعْطُوف .
أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ

إِشَارَة إِلَى بَنِي إِسْرَائِيل , أَيْ يُؤْمِنُونَ بِمَا فِي التَّوْرَاة مِنْ الْبِشَارَة بِك ; وَإِنَّمَا كَفَرَ بِك هَؤُلَاءِ الْمُتَأَخِّرُونَ فَهُمْ الَّذِينَ مَوْعِدهمْ النَّار ; حَكَاهُ الْقُشَيْرِيّ . وَالْهَاء فِي " بِهِ " يَجُوز أَنْ تَكُون لِلْقُرْآنِ , وَيَجُوز أَنْ تَكُون لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ

أَيْ بِالْقُرْآنِ أَوْ بِالنَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَام .
مِنَ الْأَحْزَابِ

يَعْنِي مِنْ الْمِلَل كُلّهَا ; عَنْ قَتَادَة ; وَكَذَا قَالَ سَعِيد بْن جُبَيْر : " الْأَحْزَاب " أَهْل الْأَدْيَان كُلّهَا ; لِأَنَّهُمْ يَتَحَازَبُونَ . وَقِيلَ : قُرَيْش وَحُلَفَاؤُهُمْ .
فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ

أَيْ هُوَ مِنْ أَهْل النَّار ; وَأَنْشَدَ حَسَّان : أُورِدْتُمُوهَا حِيَاض الْمَوْت ضَاحِيَة فَالنَّار مَوْعِدهَا وَالْمَوْت لَاقِيهَا وَفِي صَحِيح مُسْلِم مِنْ حَدِيث أَبِي يُونُس عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( وَاَلَّذِي نَفْس مُحَمَّد بِيَدِهِ لَا يَسْمَع بِي أَحَد مِنْ هَذِهِ الْأُمَّة يَهُودِيّ وَلَا نَصْرَانِيّ ثُمَّ يَمُوت وَلَمْ يُؤْمِن بِاَلَّذِي أُرْسِلْت بِهِ إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَاب النَّار ) .
فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ

أَيْ فِي شَكّ .
مِنْهُ

أَيْ مِنْ الْقُرْآن .
إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ

أَيْ الْقُرْآن مِنْ اللَّه ; قَالَهُ مُقَاتِل . وَقَالَ الْكَلْبِيّ : الْمَعْنَى فَلَا تَكُ فِي مِرْيَة فِي أَنَّ الْكَافِر فِي النَّار . " إِنَّهُ الْحَقّ " أَيْ الْقَوْل الْحَقّ الْكَائِن ; وَالْخِطَاب لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُرَاد جَمِيع الْمُكَلَّفِينَ .
و السلام.عليكم و رحمة.الله و بركاته









رد مع اقتباس