منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الدَّالَّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ
عرض مشاركة واحدة
قديم 2021-02-06, 05:25   رقم المشاركة : 172
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B11

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته



هذا الحديث رواه الإمام أحمد (17545)

عن وابصة بن معبد رضي الله عنه

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له :

(جِئْتَ تَسْأَلُنِي عَنْ الْبِرِّ وَالْإِثْمِ فَقَالَ نَعَمْ فَجَمَعَ أَنَامِلَهُ

فَجَعَلَ يَنْكُتُ بِهِنَّ فِي صَدْرِي

وَيَقُولُ يَا وَابِصَةُ اسْتَفْتِ قَلْبَكَ وَاسْتَفْتِ نَفْسَكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ

الْبِرُّ مَا اطْمَأَنَّتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي النَّفْسِ

وَتَرَدَّدَ فِي الصَّدْرِ وَإِنْ أَفْتَاكَ النَّاسُ وَأَفْتَوْكَ) .

وهو من أحاديث الأربعين النووية

وقد حسنه النووي والمنذري والشوكاني


وحسنه الألباني لغيره في "صحيح الترغيب" (1734) .

وقد جاءت أحاديث أخرى

تدل على ما دل عليه حديث وابصة

فعن النواس بن سمعان رضي الله عنه

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

(الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ ، وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي صَدْرِكَ

وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ)


رواه مسلم (2553) .

وعن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه قال :

قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

(الْبِرُّ مَا سَكَنَتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ وَاطْمَأَنَّ إِلَيْهِ الْقَلْبُ

وَالْإِثْمُ مَا لَمْ تَسْكُنْ إِلَيْهِ النَّفْسُ وَلَمْ يَطْمَئِنَّ إِلَيْهِ الْقَلْبُ

وَإِنْ أَفْتَاكَ الْمُفْتُونَ)


رواه أحمد (29/278-279)

و قال الشيخ الألباني "إسناده جيد" في "صحيح الترغيب" (2/151)
.

يخطئ كثير من الناس في فهم هذا الحديث

حيث يجعلونه مطية لهم في الحكم بالتحليل

أو التحريم على وفق ما تمليه عليهم أهواؤهم ورغباتهم

فيرتكبون ما يرتكبون من المحرمات ويقولون : (استفت قلبك)

!! مع أن الحديث لا يمكن أن يراد به ذلك

وإنما المراد من الحديث أن المؤمن صاحب القلب السليم

قد يستفتي أحداً في شيء فيفتيه بأنه حلال

ولكن يقع في نفس المؤمن حرج من فعله

فهنا عليه أن يتركه عملاً بما دله عليه قلبه .

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

"أي : حتى وإن أفتاك مفتٍ بأن هذا جائز

ولكن نفسك لم تطمئن ولم تنشرح إليه فدعه

فإن هذا من الخير والبر

إلا إذا علمت في نفسك مرضا من الوسواس والشك

والتردد فلا تلتفت لهذا

والنبي صلى الله عليه وسلم إنما يخاطب الناس

أو يتكلم على الوجه الذي ليس في قلب صاحبه مرض" انتهى .

"شرح رياض الصالحين" (2/284) .

فالذي يستفتي قلبه

ويعمل بما أفتاه به هو صاحب القلب السليم

لا القلب المريض

فإن صاحب القلب المريض

لو استفتى قلبه عن الموبقات والكبائر

لأفتاه أنها حلال لا شبهة فيها !

وفي هذا قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله :

"(الإثم ما حاك في نفسك)

أي : تردد وصرت منه في قلق (وكرهت أن يطلع عليه الناس)

لأنه محل ذم وعيب

فتجدك متردداً فيه وتكره أن يطلع عليك الناس .

وهذه الجملة إنما هي لمن كان قلبه صافياً سليماً

فهذا هو الذي يحوك في نفسه ما كان إثماً

ويكره أن يطلع عليه الناس .

أما المُتَمَرِّدون الخارجون عن طاعة الله الذين قست قلوبهم

فهؤلاء لا يبالون ، بل ربما يتبجحون بفعل المنكر والإثم

فالكلام هنا ليس عاماً لكل أحد

بل هو خاص لمن كان قلبه سليماً طاهراً نقياً

فإنه إذا هَمَّ بإثم وإن لم يعلم أنه إثم

من قبل الشرع تجده متردداً يكره أن يطلع الناس عليه

فهذا علامة على الإثم في قلب المؤمن" انتهى .


"شرح الأربعين النووية" (صـ 294 ، 295) .

اخوة الاسلام

و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

من اجل استكمال الموضوع