منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الدَّالَّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ
عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-10-14, 04:49   رقم المشاركة : 71
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B11

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

الإصلاح في الأرض وظيفة الأنبياء

ومهمة الرسل الأولى

يقوم بها من بعدهم الصالحون والمؤمنون

يبتغون في ذلك رضوان الله تعالى

الذي أمرهم بالخيرات ، ونهاهم عن السيئات .

فقد قال عز وجل على لسان نبيه شعيب عليه السلام :

( إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ

وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ) هود/88.

ثم إن من فضل الله على عباده

أن فتح للخير أبوابا لا تعد ولا تحصى

ونصب لمن أراد الإصلاح والصلاح كل سبيل

ولم يَقصُر سبيل الخير على شخص أو مكان أو زمان .

عن أبي هريرة رضي الله عنه

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

( الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنْ الْإِيمَانِ )


رواه البخاري (9) ومسلم (35).

فكل طاعة نقوم بها من صلاة وصيام وزكاة وقراءة للقرآن

هي لبنة في صلاح الأرض وعمارتها بالخير

إذ هي سبب لنزول الرحمات وتتابع الخيرات ودفع النقمات

ورب حسنة كانت سببا في نجاة قوم من العذاب والهلاك

بل حتى الاستغفار والذكر باللسان

سبب يفتح الله به أبواب البركات .

يقول الله سبحانه : ( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا

. يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا .

وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ) نوح/10-12

ومن أعظم الإصلاح في الأرض الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

فإذا عرف المسلم أركان الإسلام وفرائضه الظاهرة بلّغَها الناس

وذكر بها الغافلين

وعلمها الجاهلين

وإذا عرف الكبائر والمحرمات الظاهرة حذر منها المسلمين

ووعظ الوالغين فيها من سخط الله وعقابه

يبدأ بِمَن حوله من أهل بيته وجيرانه وأصحابه

وإن قدر على إيصال كلمته إلى غيرهم

لم يتوان ولم يُقصِّر

وهو في ذلك يبتغي مرضات الله عز وجل .

فإن عجز احدنا عن شيء من ذلك كله

فأمسك عن الشر

فهو صدقة منك على نفسك

وإصلاح لنفسك ، ولغيرك :

عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ :

( قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ ؟

قَالَ : الْإِيمَانُ بِاللَّهِ وَالْجِهَادُ فِي سَبِيلِهِ .

قَالَ : قُلْتُ : أَيُّ الرِّقَابِ أَفْضَلُ ؟

قَالَ : أَنْفَسُهَا عِنْدَ أَهْلِهَا ، وَأَكْثَرُهَا ثَمَنًا .

قَالَ : قُلْتُ : فَإِنْ لَمْ أَفْعَلْ ؟

قَالَ : تُعِينُ صَانِعًا ، أَوْ تَصْنَعُ لِأَخْرَقَ .

قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَرَأَيْتَ إِنْ ضَعُفْتُ عَنْ بَعْضِ الْعَمَلِ ؟

قَالَ : تَكُفُّ شَرَّكَ عَنْ النَّاسِ ، فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ مِنْكَ عَلَى نَفْسِكَ .)


رواه مسلم (84) .

ووصيتي لكم اخوة الاسلام

أن تُفَتِّشوا حولكم عن أبواب الخير كلِّها

البر بالأقارب والأصحاب والإخوان

والإحسان إلى الجيران

ورعاية الفقراء والأيتام

وعيادة المرضى ونحوها من الأبواب

فتسلكوا منها ما ييسره الله لكم

مع حرصكم الدائم على مراقبة الله تعالى

في انفسكم في السر والعلن

والمسارعة نحو الاستزادة من الطاعات والعبادات

ليكون كل يوم يمر علينا أفضل من اليوم الذي يسبقه .


كما اوصيكم

بالبحث عن العلم النافع

سواء كان علما شرعيا أم علما دنيويا

ليكون لك بابا من أبواب الخير

وتتمكنوا به من خدمة المسلمين وإصلاح شأنهم

واحرصوا على اختيار العلم الذي يحتاجه مَن حولكم مِن الناس

لتكونوا أنتم مَن يسد عنهم حاجتهم

فتنالوا بذلك الأجر العظيم عند الله تعالى .


و الخلاصة

أن الله يتقبل من عباده كل إصلاح وصلاح

إذا كان خالصا لوجهه الكريم

مهما كان صغيرا

خاصة إذا كان فيه إحسان إلى الناس

ومساعدة لهم وتفريج كرباتهم وقضاء حوائجهم .

عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ :

قَالَ لِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

( لَا تَحْقِرَنَّ مِنْ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ )


رواه مسلم (2626)

و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر









آخر تعديل *عبدالرحمن* 2020-10-14 في 04:53.