منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الدَّالَّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ
عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-10-09, 05:00   رقم المشاركة : 64
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

من الطبع الوارد في الشرع في حق عصاة المسلمين

3. الطبع بسبب التخلف عن صلاة الجمعة .

أ. عَنْ أَبِي الْجَعْدِ الضَّمْرِيِّ

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :

( مَنْ تَرَكَ ثَلَاثَ جُمَعٍ تَهَاوُنًا بِهَا طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قَلْبِهِ ) .


رواه الترمذي ( 500 ) وأبو داود ( 1052 )

والنسائي ( 1369 ) وابن ماجه ( 1126 ) .


قال ابن الجوزي – رحمه الله - :

أَصْلُ الطَّبْعِ : الوَسَخُ ، والدَّرَنُ ، ويحتمل أَنْ يُراد به

: الخَتْمُ عَلَى القَلْبِ ، حَتَّى لاَ يَفْهَمَ الصَّوابَ .


" غريب الحديث " ( 2 / 26 ، 27 ) .

والمعني الثاني هو الأظهر عند عامة الشرَّاح .

قال السيوطي :

قال الباجي : معنى الطبع على القلب :

أن يُجعل بمنزلة المختوم عليه ، لا يصل إليه شيء من الخير .


" تنوير الحوالك شرح موطأ مالك " ( 1 / 102 ) .

ب. وعن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَأَبي هُرَيْرَةَ

أَنَّهُمَا سَمِعَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :

( لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمْ الْجُمُعَاتِ

أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ ثُمَّ لَيَكُونُنَّ مِنْ الْغَافِلِينَ ) .


رواه مسلم ( 865 ) .

قال الصنعاني – رحمه الله - :

( لينتهين أقوام عن وَدْعهم ) بفتح الواو وسكون

الدال المهملة وكسر العين المهملة أي : تركهم الجمعات .

( أو ليختمن الله على قلوبهم ) الختم

: الاستيثاق من الشيء بضرب الخاتم عليه ؛ كتماً له

وتغطية ؛ لئلا يتوصل إليه ، ولا يطلع عليه

شبهت القلوب بسبب إعراضهم عن الحق واستكبارهم

عن قبوله وعدم نفوذ الحق إليها :

بالأشياء التي استوثق عليها بالختم

فلا ينفذ إلى باطنها شيء

وهذه عقوبة على عدم الامتثال لأمر الله

وعدم إتيان الجمعة من باب تيسير العسرى .

( ثم ليكونن من الغافلين )

بعد ختمه تعالى على قلوبهم

فيغفلون عن اكتساب ما ينفعهم من الأعمال

وعن ترك ما يضرهم منها .

وهذا الحديث من أعظم الزواجر عن ترك الجمعة والتساهل فيها .

وفيه إخبار بأن تركها من أعظم أسباب الخذلان بالكلية .


" سبل السلام " ( 2 / 45 ) .

ومعنى " من باب تيسير العسرى " :

من بخل بطاعة ربه

وتأخر عنها : صار ذلك الكسل والتأخر

عن الطاعة عادة ملازمة له ، يسهل عليه إتيانها

ويشق عليه تركها ، وهي طريق موصلة للعسرى .

قال ابن كثير رحمه الله :

" فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى أي: لطريق الشر

كما قال تعالى: وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ [الأنعام: 11]

والآيات في هذا المعنى كثيرة دالة على أن الله عز وجل

يُجازي من قصد الخير بالتوفيق له

ومن قصد الشر بالخذلان . وكل ذلك بقدر مُقدّر . "


انتهى . "تفسير ابن كثير" (8/417) .

والخلاصة :

أن الناس أربعة أصناف

: كافر ، ومنافق ، ومؤمن ، ومسلم عاصٍ

ولكل واحدٍ من أولئك قلبه الخاص به

قال ابن القيم – رحمه الله - :

وقد قسَّم الصحابة رضي الله تعالى عنهم القلوبَ إلى أربعة

كما صح عن حذيفة بن اليمان : " القلوب أربعة :

قلب أجرد ، فيه سراج يُزهِر ، فذلك قلب المؤمن

وقلب أغلف ، فذلك قلب الكافر

وقلب منكوس ، فذلك قلب المنافق

عَرفَ ثم أنكر ، وأبصر ثم عمى

وقلبٌ تُمِدُّه مادتان : مادة إيمان ، ومادة نفاق

وهو لما غلب عليه منهما " .

فقوله : " قلب أجرد " أي : متجرد مما سوى الله ورسوله

فقد تجرد وسلِم مما سوى الحق

و " فيه سراج يزهر " وهو مصباح الإيمان

فأشار بتجرده إلى سلامته من شبهات الباطل

وشهوات الغي ، وبحصول السراج فيه إلى إشراقه

واستنارته بنور العلم ، والإيمان .

وأشار بالقلب الأغلف : إلى قلب الكافر

لأنه داخل في غلافه ، وغشائه

فلا يصل إليه نور العلم والإيمان

كما قال تعالى حاكياً عن اليهود

: ( وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ ) البقرة/ 88

وهو جمع أغلف ، وهو الداخل في غلافه ، كقُلف وأقلف

وهذه الغشاوة هي الأكِنَّة التي ضربها الله على قلوبهم

عقوبة لهم على رد الحق ، والتكبر عن قبوله

فهي أكنة على القلوب ، ووقْر في الأسماع

وعمًى في الأبصار

وهي الحجاب المستور عن العيون في قوله تعالى :

( وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجاباً مستوراً . وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقراً ) الإسراء/ 45 ، 46

فإذا ذكر لهذه القلوب تجريد التوحيد

وتجريد المتابعة ولى أصحابها على أدبارهم نفورا

وأشار بالقلب المنكوس ، وهو المكبوب : إلى قلب المنافق

كما قال تعالى : ( فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا ) النساء/ 88

أي : نكسهم ، وردهم في الباطل الذي كانوا فيه بسبب كسبهم

وأعمالهم الباطلة ، وهذا شر القلوب ، وأخبثها

فإنه يعتقد الباطل حقّاً ، ويوالي أصحابه

والحقَّ باطلاً ، ويعادي أهله ، فالله المستعان .

وأشار بالقلب الذي له مادتان :

إلى القلب الذي لم يتمكن فيه الإيمان

ولم يزهر فيه سراجه

حيث لم يتجرد للحق المحض الذي بعث الله به رسوله

بل فيه مادة منه ، ومادة من خلافه

فتارة يكون للكفر أقرب منه للإيمان

وتارة يكون للإيمان أقرب منه للكفر

والحكم للغالب ، وإليه يرجع .


" إغاثة اللهفان " ( 1 / 12 ، 13 )

و لنا عودة ان قدر لنا البقاء و اللقاء

من اجل استكمال الموضوع