منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - & معنى الشّبهات.. لغة واصطلاحا.. &
عرض مشاركة واحدة
قديم 2021-12-06, 14:11   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
أمير جزائري حر
الأَديبُ الحُرّ
 
الصورة الرمزية أمير جزائري حر
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

.
تحية طيبة من الله للمتابعين..
...
سنتناول بعض المواضع التي وردت فيها كلمة "شبهة" و مرادفاتها في القرآن. ثُمّ في وقت لاحق سنتناول ورودها في السُنّة الشريفة.
أولا: كلمة " شُبْهَة " في القرآن
...
بالنسبة لكلمة " شُبْهَة" أو "شُبُهَات" فهي لم تَرِد في القرآن الكريم. لكنها وردت في مواضع عدّة بصيغ أخرى نكتفي منها بالآية رقم 7 من سورة آل عمران حيث وردت بصيغة "متشابهات" و "تشابه" والآية رقم 25 من سورة البقرة.


1// في سورة البقرة / الآية 25 قال تعالى:
وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ.
جاء في الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: "قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ "لتشابه" ما يُؤتون به وأرادوا: هذا من نوع ما رُزقنا من قبل وأتوا به متشابهًا في اللَّون والصُّورة مختلفًا في الطَّعم وذلك أبلغ في باب الإِعجاب


2// في سورة آل عمران/الآية رقم 7 قال تعالى:
هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ.
جاء في تفسير البغوي "معالم التنزيل": قَوْلُهُ تَعَالَى: "هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌمُبَيِّنَاتٌ مُفَصَّلَاتٌ سُمِّيَتْ مُحْكَمَاتٍ من الإحكام، لإحكامها، فَمَنَعَ الْخَلْقَ مِنَ التَّصَرُّفِ فِيهَا لِظُهُورِهَا وَوُضُوحِ مَعْنَاهَا، هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ ، أي: أصله الذي يعول عَلَيْهِ فِي الْأَحْكَامِ، وَإِنَّمَا قَالَ: هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ، وَلَمْ يَقُلْ: أُمَّهَاتِ الْكِتَابِ لِأَنَّ الْآيَاتِ كُلَّهَا فِي تَكَامُلِهَا وَاجْتِمَاعِهَا كَالْآيَةِ الْوَاحِدَةِ، وكلام الله تعالى وَاحِدٌ.
وجاء في تفسير ابن كثير: يخبر تعالى أن في القرآن آيات محكمات هن أم الكتاب، أي: بينات واضحات الدلالة ، لا التباس فيها على أحد من الناس ، ومنه آيات أخر فيها اشتباه في الدلالة على كثير من الناس أو بعضهم ، فمن رد ما اشتبه عليه إلى الواضح منه ، وحكم محكمه على متشابهه عنده ، فقد اهتدى. و من عكس انعكس. وما اتفق عليه كثير من الصحابة أنّ المُحكم هو "الذي يُعمل به" مثل: الحُدود والفرائض، والأمر والنهي، والحلال والحرام. وبالمقابل فإنّ "المتشابه" هو "ما لا يُعمل به" أو " ما يؤمن به ولا يعمل به.."
انتهى كلام ابن كثير.

تعليق: لذلك يقول العلماء بأنّ "الخوض في أي مسألة أو جدال لا ينبني عليه عمل فهو من اللّغو الواجب الإعراض عنه.."

وجاء في تفسير ابن كثير: ولهذا قال تعالى : ( فأما الذين في قلوبهم زيغ ) أي : ضلال وخروج عن الحق إلى الباطل ( فيتبعون ما تشابه منه ) أي : إنما يأخذون منه بالمتشابه الذي يمكنهم أن يحرفوه إلى مقاصدهم الفاسدة ، وينزلوه عليها ، لاحتمال لفظه لما يصرفونه ، فأما المحكم فلا نصيب لهم فيه ، لأنه دامغ لهم وحجة عليهم ، ولهذا قال : ( ابتغاء الفتنة ) أي : الإضلال لأتباعهم ، إيهاما لهم أنهم يحتجون على بدعتهم بالقرآن ، وهذا حجة عليهم لا لهم. وقوله : ( وابتغاء تأويله ) أي : تحريفه على ما يريدون.









آخر تعديل أمير جزائري حر 2021-12-06 في 14:17.
رد مع اقتباس