منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - موضوع مميز بانوراما فلسطين
الموضوع: موضوع مميز بانوراما فلسطين
عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-08-02, 12:36   رقم المشاركة : 6153
معلومات العضو
BAROUD
سَفِيرُ الأَقْصَى
 
الصورة الرمزية BAROUD
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

( لئن أرعى الإبل لابن تاشفين خيرٌ لي من أن أرعى الخنازير لألفونسو)



جملة شهيرة من التاريخ قالها المعتمد_بن_عباد حاكم إشبيلية وأحد أشهر ملوك الطوائف في الأندلس...
فماذا كانت قصتها؟ ومن هو ابن تاشفين؟

- بعد أربعة قرون من حكم المسلمين للأندلس وصلوا لحالة من الضعف الشديد والتشرذم حتى تحولت الأندلس الى قرابة اثنين وعشرين إمارة يحكمها اثنين وعشرين حاكماً، كل واحد فيهم يدعي أنه أمير المؤمنين.
وكانت بينهم صراعات شديدة على الحكم حتى أن بعضهم كانوا يستنجدون بالصليبيين لمعاونتهم ضد المسلمين في الإمارات الأخرى.
ووصل الحال بأغلب هؤلاء الحكام إلى أنهم كانوا يدفعون الجزية للصليبيين!

وكان المعتمد بن عباد يحكم إشبيلية، وكان يدفع الجزية لألفونسو السادس ملك قشتالة، وعندما جاءه ذات يوم وزير ألفونسو لأخذ الجزية، أساء الأدب مع المعتمد، وطلب بكل وقاحة أن يسمح لزوجة ألفونسو الحامل أن تضع مولودها في أكبر مساجد المسلمين، لأنه تم التنبؤ لها أنها إذا ولدت هناك سيَدين المسلمين بالولاء لولدها.
فغضب المعتمد وقتل الوزير، وعندما علم ألفونسو السادس بقتل وزيره، غضب وسار إلى أشبيلية وحاصرها بجيشه، وبعث إلى المعتمد بن عباد يخبره أنه سيمكث هنا ولا يوجد ما يضايقه سوى الذباب، ويأمره أن يبعث له بمروحة ليروح بها الذباب، فلما وصلت هذة الرسالة إلى المعتمد قلبها وكتب على ظهرها :
"والله لئن لم ترجع لأروحن لك بمروحة من المرابطين".
ثم قال قولته الشهيرة :
( لئن أرعى الإبل لابن تاشفين خيرٌ لي من أن أرعى الخنازير لألفونسو)
...
وبالفعل استعان المعتمد بـ يوسف_بن_تاشفين الذي جهز جيشًا من سبعة الاف مقاتل واستعد لعبور البحر وحدثت عاصفة اثناء عبوره البحر بجيشه فدعا ربه قائلا :
( اللهم إن كنت تعلم أن جوازي هذا خيرًا وصلاحًا للمسلمين فسهل علي جواز هذا البحر، وإن كان غير ذلك فصعبه علي حتى لا أجوزه)
وعبر البحر وانضم لجيشه الكثير من مسلمي الأندلس حتى صار الجيش ثلاثين الف مقاتل...

وكان جيش الصليبيين قوامه ستين الف مقاتل...
اجتمع الجيشين في موقعة_الزلاقة عام 479 هجرية الموافق 1086 ميلادية...
وانتصر المسلمون انتصارا ساحقا أفنوا فيه جيش الصليبيين بالكامل عدا قلة قليلة هربوا وكان منهم الفونسو الذي قُطعت رجله.
وكانت الزلاقة من أعظم معارك المسلمين عبر التاريخ ..
فبسببها ولقوة جيش المرابطين بقيادة يوسف بن تاشفين استمر الاسلام في الأندلس لأربعة قرون أخرى بعد أن كاد الصليبيون ينهون وجود المسلمين في عهد ملوك الطوائف.
والمفاجأة الاخري هي أن يوسف بن تاشفين كان وقت المعركة يبلغ من العمر قرابة الثمانين عاما.
....
الغريب بعد ذلك أن يوسف بن تاشفين ترك الاندلس وعاد الى بلاد المغرب في مشهد غريب يدل على زهد الرجل وعدم طمعه في حكم الاندلس...
ولكنه بعد عودته للمغرب عاد ملوك الطوائف الى التقاتل مرة أخرى...
فعبر ابن تاشفين مرة اخرى الى الأندلس ولكن ليخضعها لحكم دولة المرابطين ويقضي على ملوك الطوائف...
وقد نجح في ذلك وثبت ملكه فيها وبذلك اصبحت دولة المرابطين تحكم الاندلس وبلاد المغرب العربي حتى بلاد السودان و غرب افريقيا جنوباً.

وظل يحكمها يوسف بن تاشفين إلى أن لاقى ربه في سن المائة عام.

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين










رد مع اقتباس