منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - حُسْنُ الْخُلُقِ
عرض مشاركة واحدة
قديم 2021-03-12, 05:57   رقم المشاركة : 314
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

أقسام النَّزَاهَة

قَسَّم الماوردي النَّزَاهَة إلى قسمين

فقال: (النَّزاهة نوعان: أحدهم

: النَّزاهة عن المطامع الدَّنيَّة.

والثَّاني: النَّزاهة عن مواقف الرِّيبة.

فأمَّا المطامع الدَّنيَّة؛ فلأنَّ الطَّمَع ذلٌّ

والدَّناءة لُؤْم، وهما أدفع شيء للمروءة...

والباعث على ذلك شيئان: الشَّرَه، وقلَّة الأنَفَة

فلا يقنع بما أُوتي وإن كان كثيرًا، لأجل شَرَهه

ولا يستنكف ممَّا منع، وإن كان حقيرًا

لقلَّة أنَفَته. وهذه حال من لا يرضى لنفسه قدرًا

ويرى المال أعظم خطرًا

فيرى بذل أهون الأمرين لأجلِّهما مغنمًا

وليس لمن كان المال عنده أجل، ونفسه عليه أقل

إصغاءً لتأنيبٍ، ولا قبول لتأديب.

وحَسْم هذه المطامع شيئان: اليأس، والقناعة...

وأمَّا مواقف الرِّيبة: فهي التَّردُّد بين منزلتي حَمْدٍ وذمّ

والوقوف بين حالتي سلامةٍ وسقمٍ

فتتوجَّه إليه لائمة المتوهِّمين، ويناله ذِلَّة المريبين

وكفى بصاحبها موقفًا، إن صحَّ افتُضح

وإن لم يصح امتُهن

. وقد قال النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم

: ((دَعْ ما يرِيبك إلى ما لا يريبك))

والدَّاعي إلى هذه الحال شيئان: الاسترسال، وحسن الظَّنِّ.

والمانع منهما شيئان: الحياء والحذر.

وربَّما انتفت الرِّيبة بحسن الثِّقة

وارتفعت التُّهمة بطول الخبرة)

[3754] ((أدب الدُّنْيا والدِّين)) (326-327).

من صور النَّزاهَة

1- التَّنَزُّه عن المال المشبوه:

عن عائشة رضي الله عنها قالت:

(كان لأبي بكر غلام يُخْرج له الخَراج

وكان أبو بكر يأكل من خَراجه، فجاء يومًا بشيء

فأكل منه أبو بكر، فقال له الغلام: تدري ما هذا؟

فقال أبو بكر: وما هو؟

قال: كنت تكهَّنت لإنسان في الجاهلية

وما أُحْسِن الكَهَانَة، إلَّا أنِّي خدعته، فلقيني

فأعطاني بذلك

فهذا الذي أكلتَ منه. فأدخل أبو بكر يده

فقاء كلَّ شيء في بطنه)


[3755] رواه البخاري (3842).

2- التَّنَزُّه عن مواقف الرِّيبة:

وقد تقدم أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم

عندما أتته صفية تزوره في المسجد، وهو معتكف

ثم خرج ليوصلها، فرآه رجلان من الأنصار

فسلما عليه، فقال لهما النَّبي صلى الله عليه وسلم:

((على رِسْلِكما، إنَّما هي صفيَّة بنت حُيي)


[3756] رواه البخاري (2035)، ومسلم (2175).

خوفًا من أن يقذف الشيطان في قلبيهما شيئًا فيهلكا.

3- التَّنَزُّه عن أشياء من الحلال

مخافة الوقوع في الحرام:


(عن أبي يزيد الفيض، قال: سألت موسى

بن أَعْيَنَ عن قول الله:

إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ [المائدة: 27]

قال: تنزَّهوا عن أشياء من الحلال

مخافة أن يقعوا في الحرام، فسمَّاهم متَّقين)


[3757] رواه ابن أبي الدُّنْيا في ((الورع)) (52).

4- التَّنَزُّه عن ذمِّ النَّاس وفُحْش القول:

قال الماوردي: (النَّزَاهَة عن الذمِّ كرم

والتَّجاوز في المدح مَلَقٌ يصدر عن مَهَانة.

والسَّرَف في الذمِّ انتقام يصدر عن شَرٍّ

وكلاهما شَيْن، وإن سَلِم من الكذب)


[3758] ((أدب الدُّنْيا والدِّين)) (ص 282).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ النَّزَاهَة









رد مع اقتباس