منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - استشارات
الموضوع: استشارات
عرض مشاركة واحدة
قديم 2021-03-04, 17:43   رقم المشاركة : 94
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

كان ختام اللقاء السابق


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة *عبدالرحمن* مشاهدة المشاركة
و بعد عرض المفاهيم نوضح الامور كلها

من اراد الوصول لحسن الظن بالله

يجب ان يتم عنده اليقين في عقيدتة

و بعد اتمام اليقين ينتج عنه حب الله

ثم حسن الظن

هكذا يكون الترتيب الصحيح
و الام مع الشرح المختصر

لمزيد من التوضيح

سبيل تحصيل اليقين يحتاج إلى مقامين :

مقام الرسوخ في العلم النافع

بكثرة النظر والبحث فيه

والنظر في شواهده ودلائله الصحيحة .

ثم بذل الوسع في فعل المأمور

والمجاهدة والمصابرة عليه ، واجتناب المنهي عنه

حتى تتزكى النفس

وتتخلص من حظوظها ويسلم القلب ويصفو


ويزداد الإيمان حتى يبلغ مرتبة اليقين .

وأعظم أبواب تحصيل اليقين :

العناية بكلام رب العالمين ، تلاوة

وتدبرا ، وعلما ، وعلما .

قال محمد رشيد رضا :

" وَاعْلَمْ أَنَّ قُوَّةَ الدِّينِ وَكَمَالَ الْإِيمَانِ وَالْيَقِينِ لَا يَحْصُلَانِ

إِلَّا بِكَثْرَةِ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ وَاسْتِمَاعِهِ

مَعَ التَّدَبُّرِ بِنِيَّةِ الِاهْتِدَاءِ بِهِ وَالْعَمَلِ بِأَمْرِهِ وَنَهْيِهِ.

فَالْإِيمَانُ الْإِذْعَانِيُّ الصَّحِيحُ : يَزْدَادُ وَيَقْوَى وَيَنْمَى

وَتَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ آثَارُهُ مِنَ الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ

وَتَرْكِ الْمَعَاصِي وَالْفَسَادِ =

بِقَدْرِ تَدَبُّرِ الْقُرْآنِ، وَيَنْقُصُ

وَيَضْعُفُ عَلَى هَذِهِ النِّسْبَةِ مَنْ تَرَكَ تَدَبُّرَهُ

وَمَا آمَنَ أَكْثَرُ الْعَرَبِ إِلَّا بِسَمَاعِهِ وَفَهْمِهِ

وَلَا فَتَحُوا الْأَقْطَارَ، وَمَصَّرُوا الْأَمْصَارَ

وَاتَّسَعَ عُمْرَانُهُمْ، وَعَظُمَ سُلْطَانُهُمْ، إِلَّا بِتَأْثِيرِ هِدَايَتِه "


انتهى من "تفسير المنار" (9/463) .

محبة الله تعالى

فإن محبة الله من أعظم مقامات العبادة

عليها تدور رحى الطاعة والسير إلى الله

لأنها تسوق المؤمن إلى القرب

وترغبه في الإقبال على الله

وتجشم المشقة والعناء في سبيل رضا الله والفوز بجنته.

قال تعالى في وصف المؤمنين:

{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ

يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ

أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ يُجاهِدُونَ

فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ}.سورة المائدة 54

وفي صحيح البخاري من حديث أنس رضي الله عنه

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

- ثلاثٌ مَنْ كُنَّ فيه وجَدَ حلاوَةَ الإيمانِ :

أنْ يكونَ اللهُ و رسولُهُ أحبُّ إليه مِمَّا سِواهُما

و أنْ يُحِبَّ المرْءَ لا يُحبُّهُ إلَّا للهِ

و أنْ يَكْرَهَ أنْ يَعودَ في الكُفرِ

بعدَ إذْ أنقذَهُ اللهُ مِنْهُ

كَما يَكرَهُ أنْ يُلْقى في النارِ


أخرجه البخاري (16)، ومسلم (43)

وهذه الآية تسمى عند السلف بآية الامتحان

قال تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي

يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ}

(31) سورة سورة آل عمران

يمتحن بها كل من يدعي محبة الله

فإن كان متبعا للسنة كان صادقا في دعواه

وإن كان معرضا عن السنة كان كاذبا في دعواه.

أما دعوى المؤمن الصادقة لمحبة الله ورسوله

تنفعه بإذن الله ولو قصر في العمل أو منعه عذر

ولم يلحق بالمقربين

لما ثبت عند الترمذي عن أنس رضي الله عنه قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

قالَ أينَ السَّائلُ عن قيامِ السَّاعةِ

فقالَ الرَّجلُ أَنا يا رسولَ اللَّهِ قالَ ما أعددتَ لَها

قالَ يا رسولَ اللهِ ما أعددتُ لَها كبيرَ صلاةٍ

ولا صومٍ إلَّا أنِّي أحبُّ اللَّهَ ورسولَهُ.

فقالَ النبيُّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ

المرءُ معَ مَن أحبَّ وأنتَ معَ مَن أحببتَ

فما رأيتُ فرِحَ المسلمونَ بعدَ الإسلامِ فرحَهُم بِهَذا.


رواه الترمذي 2385

وأعظم ما يمتحن به العبد في باب المحبة لله

ما كان يألفه من دواعي الهوى

والنفس الأمارة بالسوء والعوائد السيئة

فإن قدمها على محبة الله وأتبع نفسه إياها

فقد باء بالخسران وفاته خير عظيم

وإن قدم محبة الله عليها واعتزلها وتركها لله فقد فاز

وكان من أهل الفلاح

ولذلك امتحن الله المؤمنين بتقديم محابهم الثمان

على محبته والجهاد في سبيله، فقال:

{قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ

وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ

كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ

وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ

بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} سورة التوبة 24

فتارك الصلاة يمتحن بفعل الصلاة

وشارب الخمر يمتحن بترك الخمر

والزاني يمتحن بتركه الزنا

وآكل الربا يمتحن بتركه الربا

والكذاب المفسد بين الناس يمتحن بتركه النميمة

والمرأة المتبرجة تمتحن بالحجاب

والفنان يمتحن بهجر الغناء وهكذا.

قال ابن تيمية:

"فمحبة الله ورسوله وعباده المتقين تقتضي

فعل محبوباته وترك مكروهاته والناس يتفاضلون

في هذا تفاضلًا عظيمًا فمن كان أعظم نصيبًا

من ذلك كان أعظم درجة عند الله".


حسن الظن بالله

وأكثر ما يتعيَّن على المسلم

حسن الظن بربِّه تعالى في موضعين :


الأول : عند قيامه بالطاعات .

عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ :

قَالَ النبي صلى الله عليه وسلم

( يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي

وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ

ذَكَرْتُهُ في نَفْسِي

وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلأٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلأٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ

وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَىَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا

وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَىَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا

وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً ) .


رواه البخاري ( 7405 ) ومسلم ( 2675 ) .

فيلاحظ في الحديث

علاقة حسن الظن بالعمل أوضح ما يكون

فقد أعقبه بالترغيب بذِكره عز وجل

والتقرب إليه بالطاعات

فمن حسُن ظنه بربه تعالى دفعه ذلك لإحسان عمله .

قال الحسن البصري رحمه الله :

" إن المؤمن أحسنَ الظنّ بربّه فأحسن العملَ

وإنّ الفاجر أساءَ الظنّ بربّه فأساءَ العمل .


رواه أحمد في " الزهد " ( ص 402 ) .

وقال ابن القيم - رحمه الله - :

ومن تأمل هذا الموضع حق التأمل

علِم أن حُسن الظن بالله هو حُسن العمل نفسه

فإن العبد إنما يحمله على حسن العمل ظنه بربه

أنه يجازيه على أعماله ويثيبه عليها ، ويتقبلها منه

فالذي حمله على العمل حسن الظن

فكلما حسُن ظنُّه حسُنَ عمله

وإلا فحُسن الظن مع اتباع الهوى : عجْز .
.. .
وبالجملة : فحُسن الظن إنما يكون

مع انعقاد أسباب النجاة

وأما مع انعقاد أسباب الهلاك :

فلا يتأتي إحسان الظن .


" الجواب الكافي " ( ص 13 - 15 ) مختصراً .

الثاني : عند المصائب ، وعند حضور الموت .

عَنْ جَابِرٍ رضِيَ الله عَنْه قَالَ

: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم

قَبْلَ وَفَاتِهِ بِثَلاَثٍ يقولُ

( لاَ يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلاَّ وَهُوَ يُحْسِنُ بِاللَّهِ الظَّنَّ )


. رواه مسلم ( 2877 ) .

يجب على المؤمن أن يُحسن الظنَّ بالله تعالى

وأكثر ما يجب أن يكون إحساناً للظن بالله :

عند نزول المصائب ، وعند الموت

قال الحطاب : ندب للمحتضر تحسين الظن بالله تعالى

وتحسين الظن بالله

وإن كان يتأكد عند الموت وفي المرض

إلا أنه ينبغي للمكلف أن يكون دائماً حسن الظن بالله .


" الموسوعة الفقهية " ( 10 / 220 ) :

وينظر : " شرح مسلم " ، للنووي ( 17 / 10 ) .


فتبين مما سبق أن حسن الظن بالله تعالى

لا يكون معه ترك واجب ولا فعل معصية

ومن اعتقد ذلك نافعاً له فهو لم يثبت لله تعالى

ما يليق به من أسماء وصفات

وأفعال على الوجه الصحيح

وقد أوقع نفسه بذلك في مزالق الردى

وأما المؤمنون العالِمون بربهم فإنهم أحسنوا

العمل وأحسنوا الظن بربهم أنه يقبل منهم

وأحسنوا الظن بربهم عند موتهم

أنه يعفو عنهم ويرحمهم ولو كان عندهم تقصير

فيُرجى لهم تحقيق ذلك منه تعالى كما وعدهم .

والله أعلم









رد مع اقتباس