إن الرؤساء الولايات المتحدة الأمريكية، في سباق فيما بينهم ومع الزمن بمن يقدم خدمات جليلة للبنت الأمريكية المدللة إسرائيل.
حتى نشأة إسرائيل جاء من مجرد وعد من وزير خارجية بريطانيا بلفور.
في الأمس القريب جعل دونالد ترامب المستحيل ممكنا، الذي رعى محادثات ومفاوضات بين الإسرائليين وأطراف عربية نتج عنها إبرام معاهدة إبراهام.
وبموجب هذه المعاهدة، تم تطبيع العلاقات بين إسرائيل وهذه الأطراف العربية.
وأصبح هذا العضو الغريب المتمثل في إسرائيل يحظى بالقبول في الجسم العربي بعد تحقينه بمضاد حيوي ضد الشعورية.
واليوم يسعى جو بايدن إلى توثيق العلاقة بين الأعراب وإسرائيل أكثر فأكثر وإيصالها إلى المدى الأقصى، أمام حاجة الجانبين الواحد للأخر.
ويأمل أن يتحقق ذلك في زيارته للمنطقة التي تشمل طبعا إسرائيل إلى جانب السعودية، أين ستجمعه قمة مع حكام مجلس التعاون الخليجي، ويمكن أن تنظم إليها الأردن ومصر والمغرب، بل وحتى إسرائيل.
ويبقى فقط التحفظ السعودي للتطبيع العلني مع إسرائيل، هو الحائل دون تحقيق هذا المشروع الحلم، رغم أن السعودية هي من أعطت الضوء الأخضر للبحرين في تطبيع علاقاتها مع إسرائيل.
لكن هذه المرة، الأمر يختلف فالأمريكان بحاجة إلى السعودية لا إلى من ينوبها، لأن ما يسعون إليه لا بد له من دعامة دينية ومعنوية يرتكز عليها.
ولأجل تحقيق ذلك سيذهب الأمريكيون في الضغط على الإسرائليين لتمكين الفلسطينيين من بعض حقوقهم وإفتكاك من الحكومة الإسرائلية تصريحا ما يشبه تعهدا بذلك.
وبالتالي إرضاء السعودية التي تشترط للتطبيع مع إسرائيل تمكين الفلسطينيين من حقوقهم.
وبذلك ستتوج إجتماعات بايدن بإعلان عن حلف ناتو عسكري شرق أوسطي، بعد أن أوكلت المهمة للأردن للترويج له.
ولو يحدث هذا فنقول "باي باي" لأي وفاق عربي، الذي تسعى بلادي تحقيقه.
بقلم الأستاذ محند زكريني