منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - معنى اسم الله تعالى القابض و الباسط
عرض مشاركة واحدة
قديم 2019-12-07, 18:09   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










#زهرة


ثَمَراتُ الإِيمَانِ بِهَذِينِ الاسْمَينِ:

1- إِنَّ اللهَ تَعَالَى هُوَ القَابِضُ البَاسِطُ، وهُمَا مِنَ الطَّيِّ والنَّشْرِ، والتَّوسِعَةِ والتَّضْييقِ، والأخْذِ والعَطَاءِ، وهُوَ يَتَنَاولُ أُمُورًا كَثيرَةً، كَمَا مَرَّ مَعَنا فِي أَقْوالِ العُلمَاءِ.

قَالَ ابنُ الحَصَّارِ: "وهَذَانِ الاسْمَانِ يَخْتَصَّانِ بِمَصَالحِ الدُّنْيَا والآخِرَةِ

قَالَ اللهُ العَظِيمُ: ﴿ وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ ﴾ [الشورى: 27].

وذَلِكَ يَتَضَمَّنُ قِوَامَ الخَلْقِ باللُّطْفِ والخِبْرَةِ، وحُسْنِ التَّدْبِيرِ والتَّقْدِيرِ، والعِلْمِ بِمَصَالحِ العِبَادِ فِي الجُمْلَةِ والتَّفَاصِيلِ، وبِحَسَبِ ذَلِكَ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ، ويُسَخَّرُ السَّحَابَ، فيُمطِرُ بَلدًا، ويَمْنَعُ غَيْرَهُ، ويُقِلُّ ويُكثِرُ

كما في قوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ} [الروم: 48]

وكَذَلِكَ يُصَرِّفُ جُمْلَةَ العَوَالِم لِجُمْلَةِ العَالَمِينَ".

وقَالَ بَعْضُ العُلَمَاءِ: إنَّ أَعْظَمَ البَسْطِ: بَسْطُ الرَّحْمَةِ عَلَى القُلُوبِ حَتَّى تَسْتَضِيءَ، وتَخْرُجَ مِنْ وَضَرِ الذُّنُوبِ

وهَذَا هُوَ الشَّرْحُ المَذْكُورُ فِي قَولِهِ عز وجل: ﴿ أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ ﴾ [الزمر: 22].

وقَوْلِهِ: ﴿ فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ ﴾ [الأنعام: 125].

وضدُهُ المَذْكُورُ فِي قَوْلِهِ: ﴿ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ ﴾ [الأنعام: 125].

فَأَمَّا قَوْلُهُ عز وجل: ﴿ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ ﴾ [الأنعام: 44].

وقَوْلُهُ: ﴿ وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ ﴾ [الزخرف: 33].

إِلَى آخِرِ المَعْنَى، فَليْسَ بِفَتْحٍ عَلَيهم ولا بَسْطٍ لَهُم، وإنَّمَا حَقِيقَتُهُ: مَكْرٌ بِهم، واسْتِدْرَاجٌ لهم، لِحِرمَانٍ شَاءَهُ بِهم.

كَذَلَكَ لَيْسَ المَذْكُورُ فِي قَوْلِهِ عز وجل: ﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ ﴾ [التوبة: 16].

وقَوْلِهِ: ﴿ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ﴾ [العنكبوت: 3].

ومَا ذَكَرَ مِنَ خَطِيئَةِ آدَمَ وداود عليه السلام، وبلاءِ أَيُّوبَ عليه السلام، وشِبْهُ ذَلِكَ لَيْسَ بِقَبْضٍ فِي الحَقِيقَةِ، لَكِنَّ ذَلِكَ مِحْنَةٌ عَاجِلةٌ مُوصِلةٌ إلى جُودِهِ المُتَّصِلِ لهم فِي الآجِلِ.

قَالَ القُرْطُبِيُّ مُعَقِّبًا:

"قُلْتُ: وهَذَا مِنْ هَذَا العَالمِ إشَارَةٌ إِلَى أَنَّ مَا أَصَابَ المُؤْمِنَ مِنْ مِحَنِ الدُّنْيَا نِعْمَةٌ، ومَا أَصَابَ الكَافِرَ مِنَ نِعَمِ الدُّنْيَا فِتْنَةٌ"[

الكتاب الأسنى (2/ ورقة 357 ب – 358 أ).

2- وقَالَ ابنُ جَريرٍ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ [البقرة: 245]:

"يَعْنِي تَعَالَى ذِكْرُه بذلك: أَنَّه الذِي بِيَدِهِ قَبْضُ أرْزَاقِ العِبَادِ وبِسْطِها دُونَ غَيْرِهِ مِمَّنِ ادَّعَى أَهْلُ الشِّرْكِ بِهِ أَنَّهم آلِهَةٌ، واتَّخَذُوه ربًّا دُونَهُ يَعْبُدُونَهُ، وذَلِكَ نَظِيرُ الخَبَرِ الذِي رُوي عَنِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم...

عَنِ أنسٍ رضي الله عنه قَالَ: غَلا السِّعْرُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

قَالَ: فَقَالوا: يَا رَسُولَ اللهِ، غَلا السِّعْرُ فأَسْعِرْ لنَا، فقَالَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللهَ البَاسِطُ القَابِضُ الرَّازِقُ، وإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَلْقَى اللهَ لَيْسَ أَحَدٌ يَطْلُبُنِي بِمَظْلَمَةٍ فِي نَفْسٍ ومَالٍ"

صحيح: أخرجه أحمد (3/ 156)، والترمذي (1314) بسند صحيح.

قَالَ أبو جَعْفَرٍ:

"يَعْنِي بذَلِكَ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ الغَلَاءَ والرُّخْصَ والسِّعَةَ والضِّيقَ بِيَدِ اللهِ دُونَ غَيْرِهِ، فَكَذَلِكَ قَوْلُه تَعَالَى ذِكْرُهُ: ﴿ وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ ﴾

يَعْنِي بقَوْلِهِ: ﴿ يَقْبِضُ ﴾: يُقَتِّرُ بِقَبْضِهِ الرِّزْقَ عَمَنْ يَشَاءُ مِنْ خَلْقِهِ، ويَعْنِي بِقَولِهِ: ﴿ وَيَبْسُطُ ﴾: يُوَسِّعُ بِبَسْطِهِ الرِّزْقَ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنهم

وإنَّمَا أَرَادَ تَعَالَى ذِكْرُهُ بقوْلِهِ ذلك حَثَّ عِبَادِهِ المُؤْمِنينَ الذِينَ قَدْ بَسَطَ عَلَيهم مِنْ فَضْلِهِ فَوَسَّعَ عَلَيهم مِنْ رِزْقِهِ

عَلَى تَقْوِيَةِ ذَوي الإقْتَارِ مِنْهم بِمَالِهِ، ومَعَونَتِه بالإنْفَاقِ عَلَيهِ، وحَمُولَتِهِ عَلَى النُّهُوضِ لِقِتَالِ عَدُوِّهِ مِنَ المُشْرِكِينَ

فِي سَبِيلِهِ -

فَقَالَ تَعَالَى ذِكْرُهُ: مَنْ يُقَدِّمُ لِنَفْسِهِ ذُخرًا عِنْدِي بإعْطَائِهِ ضُعَفَاءَ المُؤْمِنينَ، وأَهْلَ الحَاجَةِ مِنْهم مَا يَسْتَعِينُ بِهِ عَلَى القِتَال فِي سبيلي؛ فأضَاعِفَ لَهُ مِنْ ثَوَابِي أَضْعَافًا كَثيرَةً مِمَّا أَعْطَاهُ وقَوَّاهُ بِهِ

فَإنِّي أنا المُوَسِّعُ الذِي قَبْضُتُ الرِّزْقَ عَمَّنْ نَدَبْتُكَ إلَى مَعُونَتِهِ وإعْطَائِهِ، لأبْتَلِيَهُ بالصَّبْرِ عَلَى مَا ابْتَليْتُهُ بِهِ، والذِي بَسَطْتُ عَليكَ لِأَمْتَحِنُكَ بعَمَلِكَ فِيمَا بَسَطْتُ عَلَيكَ

فَأَنْظُرَ كَيفَ طَاعَتُكَ إيايَ فِيهِ؟ فأُجَازِيَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُما عَلَى قَدْرِ طَاعَتِكما لِي فِيمَا ابتَليْتُكُمَا فِيهِ، وامْتَحَنتُكُمَا فِيهِ، مِنْ غِنًى وَفاقةٍ، وسَعَةٍ وضِيقٍ، عِنْدَ رُجُوعِكُما إلَيَّ فِي آخِرَتِكُما، ومَصِيركُمَا إلَيَّ فِي مَعَادِكُمَا"

جامع البيان (2/ 372).

3- ثُمَّ حَذَّرَ اللهُ تَعَالَى مِنَ اسْتِعْمَالِ ما بَسَطَ مِنَ الرِّزْقِ فِي مَعَاصِيهِ فَقَالَ: {وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}، يَعْنِي تَعَالَى ذِكْرُهُ بِذَلِكَ: وإِلَى اللهِ مَعَادِكُم أَيُّها النَّاسُ، فاتَّقُوا اللهَ فِي أنْفُسِكُم أَنْ تُضَيِّعُوا فَرَائِضَهُ، وتَتَعَدَّوْا حُدُودَهُ

وأنْ يَعْمَلَ مَنْ بسَطَ عَلَيهِ مِنْكُم فِي رِزْقِهِ بِغَيْرِ مَا أَذنَ لَهُ بالعَمَلِ فِيهِ رَبُّهُ، وأَنْ يَحْمِلَ بالمُقَتِّرِ مِنْكُم فَيَقْبِضَ عَنْهُ رِزْقُهُ إقْتَارهُ عَلَى مَعْصِيَتِهِ

والتَّقَدُّمُ عَلَى مَا نَهَاهُ، فَيَسْتَوْجِبُ بِذَلِكَ مِنْهُ - بِمَصِيرِهِ إلَى خَالِقِهِ - مَا لا قِبَلَ لَهُ بِهِ مِنْ أَليمِ عِقَابِهِ.

وكَانَ قَتَادَةُ يَتَأَوَّلُ قَوْلَهُ: ﴿ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾، وإِلَى التُّرَابِ تُرْجَعُونَ

جامع البيان (2/ 373)


وما ذكرهُ عن قتادة رواهُ عنه بعد ذلك بسند حسَن.

4- فَيَنْبَغِي لِمَنِ امْتَنَّ اللهُ عَلَيهِ بِبَسْطَةٍ فِي المَالِ أَوِ العِلْمِ أَوِ الجِسْمِ أَوِ الجَاهِ، أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَى عِبَادِ اللهِ تَعَالَى كَمَا تَفَضَّلَ اللهُ عَلَيهِ وأَحْسَنَ، فإِنَّ هَذَا مِنْ شُكْرِ هَذِهِ النِّعَمِ.

ويَجِبُ عَلَى مَنْ ضَيَّقَ عَلَيه فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ أَنْ لا يَلْجَأ إِلَّا إلَى القَابِضِ البَاسِطِ الذِي يَمْلِكُ مَا يَتَمَنِّى ويُرِيدُ، وأَنْ يَعْلَمَ أَنَّ ذَلِكَ بِعَدْلِهِ سُبْحَانَهُ وَهُوَ لا يَظْلِمُ أَحَدًا.

قَالَ القُرطُبِيُّ:

"فَيَجِبُ عَلَى كُلِّ مُكَلَّفٍ أَنْ يَعْتَقِدَ أَنْ لا قَابِضَ ولا بَاسِطَ إلا اللهُ سُبْحَانَهُ، هُوَ الذِي يَقْبِضُ الجَمِيعَ ويَبْسُطُهُ، وهُوَ الذِي يَبْسُطُ القُلُوبَ والألْسنَةَ والأيْدِيَ وَسَائِرَ الأسْبَابِ.

فَإِنْ كُنْتَ مَبْسُوطَ القَلْبِ بالمَعَارِفِ، والحَقِيقَةِ والعُلُومِ الدِّينِيَّةِ، فَابْسُطْ بِسَاطَكَ، وابْسُطْ وَجْهَكَ، واجْلِس للنَّاسِ حَتَّى يَقتَبِسُوا مِنْ ذَلِكَ النِّبْرَاسِ.

وإنْ كُنْتَ ذا بَسْطَةٍ فِي الجِسْمِ، فابْسُطْهُ فِي العِبَادَةِ التي تُفْضِي بِكَ إلَى السَّعَادَةِ، وفِي الصَّولَةِ عَلَى الأعْدَاءِ، بِمَا خُوِّلْتَ مِنَ المِنَّةِ والشِّدَةِ.

وإِنْ كُنْتَ ذا بَسْطٍ فِي المَالِ، فابْسُطْ يَدَكَ بالعَطَاءِ، وأَزِلْ مَا عَلَى مَالِكَ مِنَ الغِطَاءِ، ولا تُوِكِ[

منَ الوِكَاءِ وهو رِبَاطُ القِربَةِ، أي: لا تَمْنع العَطَاء فيمنعَ اللهُ عنك عَطَاءهُ.

فَيُوكِي اللهُ عَلَيكَ، ولا تُحْصِ فَيُحْصِي اللهُ عَلَيكَ.

وإِنْ كُنْتَ لم تَنَلْ حَظًّا مِنْ هَذِهِ البَسَطَاتِ فابْسُطْ قَلْبَكَ لِأَحْكَامِ رَبِّكَ، ولِسَانَكَ لِذِكْرِهِ وشُكْرِهِ، وَيَدَكَ لِبَذْلِ الوَاجِبَاتِ عَلَيكَ، وَوَجْهَكَ للْخَلْقِ، كَمَا قَالَ صلى الله عليه وسلم فِي بَذْلِ المَعْرُوفِ:

"فَإِنْ لَمْ تَجِدْ فَالْقَ أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ"، ويُرْوى: "طَلِيقٍ"، ولَقَدْ أَحْسَنَ القَائِلُ:

الكتابُ الأسنى (2/ ورقة 358 ب).

بُنَيَّ إِنَّ البِرَّ شَيْءٌ هَيِّنُ ♦♦♦ وَجْهٌ طَلِيقٌ ولِسَانٌ ليِّنُ

5- مَا وَرَدَ فِي النُّصُوصِ السَّابِقَةِ مِنْ إِثْبَاتِ القَبْضِ والبَسْطِ للهِ تعَالَى، هُوَ مِنَ الأدِلَةِ الكثِيرَةِ التي تُؤَيِّدُ مَا ذَهبَ إليه

أَهْلُ السُّنَّةِ والجَمَاعَةِ مِنْ إِثْبَاتِ صِفَةِ (اليَدِ) للهِ جَلَّ شَأْنُهُ عَلَى مَا يَلِيقُ بِذَاتِهِ سُبْحَانَهُ مِنْ غَيْرِ تَمْثِيلٍ

إِذْ هُوَ {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11].

وذَلِكَ أَنَّ القَبْضَ والبَسْطَ قَدْ وَرَدَ إِضَافَتُهما إِلَى أَشْيَاءَ مَحْسُوسَةٍ تُقْبَضُ بالْيَدِ الحَقِيقِيَّةِ، ولا يَصِحُّ حَمْلُها عَلَى القَبْضِ والبَسْطِ المَعْنَويِ

كَقَوْلِهِ جَلَّ ذِكْرُهُ: ﴿ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ [الزمر: 67].

وعَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

"يَطْوِي اللهُ عَزَّ وَجَلَّ السَّمَاوَاتِ يَوْمَ القِيَامَةِ، ثُمَّ يَأْخُذُهُنَّ بِيدِهِ اليُمْنَى، ثُمَّ يَقُولُ: أنَا المَلِكُ أَيْنَ الجَبَّارُونَ؟

أَيْنَ المُتَكَبِّرُونَ؟

ثُمَّ يَطْوِي الأرْضِينَ بِشِمَالِهِ، ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا المَلِكُ، أَيْنَ الجَبَّارُونَ؟ أَيْنَ المُتَكَبَّرُونَ؟"

صحيح: أخرجه مسلم (2788).

وعَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مسعودٍ، قَالَ: جَاءَ حَبْرٌ إِلَى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم

فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَوْ يا أَبَا القَاسِمِ، إِنَّ اللهَ تَعَالَى يُمْسِكُ السَّمَاواتِ يَوْمَ القِيَامَةِ عَلَى إصْبَعٍ، والأرْضِينَ عَلَى إصْبَعٍ، والجِبَالَ والشَّجَرَ عَلَى إصْبَعٍ، والمَاءَ والثَّرَى عَلَى إصْبَعٍ، وَسَائِرَ الخَلْقِ عَلَى إصْبَعٍ

ثُمَّ يَهُزُّهُنَّ فَيَقُولُ: أنَا المَلِكُ أنَا المَلِكُ، فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَعَجُّبًا مِمَّا قَالَ الحَبْرُ، تَصْدِيقًا لَهُ

ثُمَّ قَرَأَ: ﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ [الزمر: 67]

صحيح: أخرجه البخاري (4811)، ومسلم (2786).

وعَنْ أَبي مُوسَى الأشْعَرِي، قَالَ: قَالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

"إِنَّ اللهَ خَلَقَ آدَمَ مِنْ قَبْضَةٍ قَبَضَهَا مِنْ جَمِيعِ الأرْضِ، فَجَاءَ بنو آدَمَ مِنْهم الأحْمَرُ والأسْودُ والأبْيَضُ وَبَيْنَ ذَلِكَ، والسَّهَلُ والحَزْنُ، والخَبِيثُ والطَّيِّبُ"[

حديث صحيح: أخرجه ابن سعد (1/ 26)، وأحمد (4/ 400، 406)، وأبو داود (4693)، والترمذي (5/ 204)، وابن جرير في تفسيره (1/ 170)

وابن خزيمة في التوحيد (ص: 64)، وابن حبان (8/ 11)، وأبو نعيم في الحلية (3/ 104)، (8/ 135)، والحاكِمُ (2/ 261-262)

والبيهقي في الأسماء (ص: 327، 385)، وفي السنن (9/ 3) من طريق عن عوف الأعرابي، عن قسامة بن زهير المازني البصري، عن أبي موسى الأشعري مرفوعًا به.

قال الترمذي: حديث حسَن صحيح، وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقَه الذهبي، وهو كما قالوا.

وعَنْ أَبي نَضْرَةَ، قَالَ: إِنَّ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، يُقَالُ لهُ: أبو عَبْدِ اللهِ، دَخَلَ عَلَيهِ أَصْحَابُه يَعُودُونَهُ وهو يَبكِي، فَقَالُوا لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟

أَلَمْ يَقُلْ لَكَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"خُذْ مِنْ شَارِبِكَ، ثُمَّ أَقْرِرْهُ حَتَّى تَلْقَانِي"، قَالَ: بَلَى، ولَكِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

"إِنَّ اللهَ قَبَضَ قَبْضَةً بِيَمِينِهِ وقَالَ: هَذِهِ لِهَذِهِ ولا أُبَالِي، وقَبضَ قَبْضَةً أُخْرَى بِيَدِهِ الأُخْرَى جَلَّ وعَلَا فَقَالَ: هَذِهِ لِهَذِهِ ولَا أُبَالِي"، فَلا أَدْرِي فِي أَيِّ القَبْضَتينِ أَنَا؟

حديث صحيح: أخرجه أحمد (4/ 176-177) (5/ 68) عن حماد بن سلمة، حدثنا الجريري، عن أبي نضرة به.

وغَيْرُهَا مِنَ الأحَادِيثِ.

وقَدْ بَيَّنَ الإمامُ أبو بكرِ بنِ خزيمةَ فِي كتابِ التَّوْحِيدِ أَنَّ ذِكْرَ القَبْضَةِ فِي الأحاديثِ دَلِيلٌ عَلَى إِثْبَاتِ صِفَةِ اليَدِ لِرَبِّنَا سبحانه وتعالى.

فَقَالَ: "بَابُ ذِكْرِ صِفَةِ خَلْقِ اللهِ آدَمَ عليه السلام.

والبَيَانُ الشَّافِي أَنَّه خَلَقَهُ بِيَدِهِ لا بِنِعْمَتِهِ، عَلَى مَا زَعَمَتِ الجَهْمِيَّةُ المُعَطِّلَةُ، إذْ قَالَتْ: إِنَّ اللهَ يَقْبِضُ بِنِعْمَتِهِ! مِنْ جَمِيعِ الأرْضِ قَبْضَةً فَيَخْلُقُ مِنْهَا بَشَرًا.

وَهَذِهِ السُّنَّةُ السَّادِسَةُ فِي إِثْبَاتِ اليَدِ للخَالِقِ البَاري جَلَّ وعَلَا.

ثُمَّ ذَكَرَ حَدِيثَ أَبي مُوسَى الأشْعَرِي المُتَقَدِّمَ

التوحيد (ص: 63-64).

وقَالَ الشَّيْخُ الهَرَّاسُ مُعَلِّقًا عَلَى تَأْويلِ الجَهْمِيَّةِ القَبْضُ بالنِّعْمَةِ: وَهَذَا تَأَويلٌ بَاطِلٌ! فَإِنَّ القَبْضَ إِنَّمَا يَكُونُ باليَدِ الحَقِيقِيَّةِ لا بالنِّعْمَةِ! فَإِنْ قَالُوا: إِنَّ الَباءَ هُنَا للسَّبَبِيَّةِ؛ أَيْ: بِسَبَبِ إرَادَتِهِ الإنْعَامَ.

قُلنَا لَهُم: وبِمَاذا قَبَضَ؟ فَإنَّ القَبْضَ مُحْتَاجٌ إلَى آلةٍ فَلَا مَنَاصَ لهم لَوْ أنْصَفُوا مِنْ أَنْفُسِهم، إلَّا أَنْ يَعْتَرِفُوا بِثُبُوتِ مَا صَرَّحَ بِهِ الكِتَابُ والسُّنَّةُ

التوحيد (ص: 63-64)

وقَالَ الإمام عُثْمَانُ بنُ سعيدٍ الدَّارِمِيُّ فِي كِتَابِهِ: الرَّدِّ عَلَى بِشْر المريسي العَنِيدِ: "وأَمَّا دَعْوَاكَ أَيُّها المَريسي فِي قَوْلِ اللهِ: ﴿ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ ﴾ [المائدة: 64]، فَزَعَمْتَ أَنَّ تَفْسِيرَها عِنْدَك:

رَزَقَاهُ رِزْقٌ مُوِسَّعٌ ورِزْقٌ مَقْتُورٌ، ورِزْقٌ حَلَالٌ ورِزْقٌ حَرَامٌ.

فَقَوْلُهُ يَدَاهُ عِنْدَكَ رِزْقَاهُ! فَقَدْ خَرَجْتَ بهَذَا التَّأويلِ مِنْ حَدِّ العَرَبِيَّةِ كُلِّها، ومِنْ حَدِّ مَا يَفْقَهَهُ الفُقَهَاءُ، ومِنْ جَمِيعِ لُغَاتِ العَرَبِ والعَجَمِ، فَمِمَنْ تَلَقَّيْتَهُ؟

وعَمَّنْ رَوَيتَهُ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ بالعَرَبِيِّةِ والفَارِسِيَّةِ؟

وإنَّكَ جِئْتَ بمُحَالٍ لا يَعْقِلُهُ أَعْجَمِيٌّ ولا عَرَبيٌّ، ولا نَعْلَمُ أَحْدًا مِنْ أَهْلِ العِلْمِ والمَعْرِفَةِ سَبَقَكَ إلَى هَذَا التَّفْسِيرِ، فَإِنْ كُنْتَ صَادِقًا فِي تَفْسِيرِكَ هَذَا فَأْثُرْهُ عَنْ صَاحِبِ عِلْمٍ أَوْ صَاحِبِ عَرَبِيَّةٍ، وإلا فَإِنَّكَ مَعَ كُفْرِكَ بِهَا مِنَ المُدَلِّسِينَ.

وإِنْ كَانَ تَفْسِيرُهما عِنْدَكَ مَا ذَهَبْتَ إِليهِ فَإِنَّه كَذِبٌ مُحَالٌ، فَضْلًا عَنْ أَنْ يَكُونَ كُفْرًا؛ لأنَّكَ ادَّعَيْتَ أَنَّ للهِ رِزْقًا مْوَسَّعًا ورِزْقًا مُقِتَّرًا

ثُمَّ قُلْتَ: إِنَّ رِزْقَيهِ جَمِيعًا مَبْسُوطَانِ، فَكَيْفَ يَكُونَا مَبْسُوطَينِ، والمَقْتُورُ أَبْدًا فِي كَلَامِ العَرَبِ غَيْرُ مَبْسُوطٍ؟ وكَيْفَ قَالَ اللهُ: إنَّ كِلْتَيهِمَا مَبْسُوطَتَانِ، وأَنْتَ تَزْعُمُ أَنَّ إِحْدَاهُما مَقْتُورَةٌ؟

فَهَذَا أَوَّلُ كَذِبِكَ وَجَهَالَتِكَ بالتَّفْسِيرِ، وقَدْ كَفَانا اللهُ ورسُولهُ مَؤُنَةَ تَفْسِيرِكَ هَذَا بالنَّاطِقِ مِنْ كِتَابِهِ، وبِمَا أَخْبَرَ اللهُ عَلَى لِسَانِ رَسُولِهِ.

أَمَّا النَّاطِقُ مِنْ كِتَابِهِ، فَقَولُهُ: ﴿ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ﴾ [ص: 75]

وَقَوْلُهُ: ﴿ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ ﴾ [المائدة: 64].

وقَوْلُهُ: ﴿ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ﴾ [الفتح: 10]، وقَوْلُهُ: ﴿ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ﴾﴿ ﴾ [آل عمران: 26]

وقَوْلُهُ: ﴿ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ ﴾ [الحديد: 29]

وقَوْلُهُ: ﴿ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ ﴾ [الملك: 1]

وقَوْلُهُ: ﴿ لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾ [الحجرات: 1].

فَهَلْ يَجُوزُ لَكَ أَنْ تَتَأَوَّلَ فِي جَمِيعِ مَا ذَكَرْنَا مِنْ كِتَابِهِ أَنَّه رِزْقَاهُ، فَتَقُولَ: بِرِزْقِهِ الخَيْرُ! وبِرِزْقِهِ الفَضْلُ! وبِرِزْقِهِ المُلْكُ! ولا تُقَدِّمُوا بَيْنَ رِزْقِ اللهِ ورسُولِهِ!!

وأَمَّا المَأْثُورُ مِنْ قَوْلِ رسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَوْلُهُ: "إِنَّ المُقْسِطِينَ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُور عَنْ يَمِينِ الرَّحْمَنِ، وكِلْتَا يَدَيهِ يَمِينٌ"

رواه مسلم (3/ 1458)، وأحمد (2/ 160) من حديث ابن عمرو رضي الله عنهما.

فَتَفْسِيرُ قَوْلِ النَّبي صلى الله عليه وسلم فِي تَأْوِيلِكِ أَيُّها المريسي: أَنَّهم عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ عَنْ رِزْقَيِ الرَّحْمَنِ، وكِلْتَا رِزْقيْهِ يَمينٌ!!

وعَنِ ابنِ عُمَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "يَأْخُذُ الجَبَّارُ سَمَاواتِهِ وَأَرْضَهُ بِيَدَيهِ" - وقَبَضَ كَفَيِّهِ أَوْ قَالَ: يَدَيهِ - فَجَعَلَ يَقبِضُها ويَبْسُطُهَا

ثُمَّ يَقُولُ: "أَنَا المَلِكُ، أنَا الجَبَّارُ، أَيْنَ المُتَكَبِّرُونَ"، وَيَمِيلُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ يَمِينِهِ وعَنْ شِمَالِهِ حَتَى نَظَرْتُ إلى المِنْبَرِ أَسْفَلَ شَيْءٍ مِنْه حَتَّى إِنِّي لَأَقُولُ: أَسَاقِطٌ هُوَ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟

صحيح: رواه مسلم (2788).

فَيَجُوزُ - أِيُّها المريسي - أَنْ تَتَأَوَّلَ هَذَا الحَدِيثَ؛ أَنَّه يَأْخُذُ السَّمَاواتِ والَأْرضَ بِرِزْقَيْهِ! مَوْسُوعِهِ ومَقْتُورِهِ، وحَلَالِهِ وحَرَامِهِ، ومَا أَرَاكَ إِلَّا وَسَتَعْلَمُ أَنَّكَ تَتَكَلَّمُ بالمُحَالِ، لتُغَالِطَ بِهَا الجُهَّالَ، وتُرَوِّجَ عَلَيهم الضَّلَا

. وقَوْلُ النَّبِي صلى الله عليه وسلم: "والذِي نَفْسِي بِيَدِهِ" و "نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لا تَدْخُلُوا الجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، ولا تُؤْمِنُوا حَتى تَحَابوُا..." الحديث

صحيح: رواه مسلم (54)

وعَنْ أَبِي هُريرَةَ عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: "يَقْبِضُ اللهُ الَأرْضَ يَوْمَ القِيامَةِ، ويَطْوِي السَّمَاءَ بِيَمِنِهِ، ثُمَّ قَالَ: أَنَا المَلِكُ أَيْنَ مُلُوكُ الأَرْضِ؟"

صحيح: رواه البخاري (4812)، ومسلم (2787).

أَفَيَجُوزُ أَنْ يَطْوِي اللهُ السَّمَاواتِ بأَحَدِ رِزْقَيْهِ؟

فَأيُّهمَا المُوَسِّعُ عِنْدَكَ مِنَ المَقْتُورِ؟ وأَيُّهمَا الحَلَالُ مِنَ الحَرَامِ؟ لأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "كِلتَا يَدَيهِ يَمِينٌ".

وادَّعَيْتَ أَنْتَ أَنَّ أَحَدَهما مُوَسَّعٌ والآخَرَ مَقْتُورٌ.

وعَنْ أَبِي مُوسَى عَنِ النَّبي صلى الله عليه وسلم، قَالَ: "إِنَّ اللهَ يَبْسُطُ يَدَهُ باللَّيلِ لِيَتُوبَ مُسيءُ النَّهَارِ، ويَبْسُطُ يَدَه بالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيلِ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا"

صحيح: رواه مسلم (2759).

أَفَيَجُوزُ أَنْ يُقَالَ: يَبْسُطُ حَلَالَه باللَّيلِ وحَرَامَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ المُسِيئَانِ؟

فَلَوْ أَنَّك إِذْ أَرَدْتَ مُعَانَدَةَ اللهِ ورسُولِهِ ومُخَالفَةَ أَهْلِ الإسْلَامِ احْتَجَجْتَ بِكَلَامٍ أسْتَرَ عَوْرَة، وأَقَلَّ اسْتِحَالَة مِنْ هَذَا، لَكَانَ أَنْجَعَ لَكَ فِي قُلُوبِ الجُهَّالِ، مِنْ أَنْ تَأْتِيَ بِشَيْءٍ لَا يَشُكُّ عَاقِلٌ ولا جَاهِلٌ فِي بُطُولِهِ واسْتِحَالَتِهِ"

رد الدارمي على المريسي (ص: 30-33) باختصار.

6- قَدْ ثَبَتَ عَنِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَنَّه دَعَا رَبَّهُ وأَثْنَى عَلَيه، بِذِكْرِ قَبْضِهِ وبَسْطِهِ وتَفَرُّدِهِ فِي ذَلِكَ سُبْحَانَهُ.

فَعَنْ عُبَيْدِ بنِ رِفَاعةَ الزِّرْقِي، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ وانكَفَأَ المُشْرِكُونَ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "اسْتَوُوا حَتَّى أُثْنِيَ عَلَى رَبِّي"، فَصَارُوا خَلْفَهُ صُفُوفًا

فَقَالَ: "اللُّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ كُلُّه، اللَّهُمَّ لا قَابِضَ لِمَا بَسَطتَ، ولا بَاسِطَ لِمَا قَبَضْتَ، ولا هَادِيَ لِمَا أَضْلَلْتَ، ولَا مُضِلَّ لِمَنْ هَدَيْتَ، ولا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ

ولا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، ولا مُقرِّبَ لِمَا بَاعَدْتَ، ولا مُباعِدَ لِمَا قَرَّبْتَ، اللُّهُمَّ ابْسُطْ عَلَينَا مِنْ بَرَكَاتِكَ ورَحَمَتِكَ وفَضْلِكَ ورِزْقِكَ، اللُّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ النَّعِيمَ المُقِيمَ الذِي لا يَحُولُ ولا يَزُولُ، اللُّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ النَّعِيمَ يَوْمَ القِيَامَة

كَذَا عِنْدَ البزار، وعند أحمد: العلية، وفي المجمع: الغلبة!

والأَمْنَ يَوْمَ الخَوْفِ، اللُّهُمَّ إِنِّي عَائِدٌ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا أَعْطيْتَنا، وشَرِّ مَا مَنَعْتَ، اللُّهُمَّ حَبِّبْ إِلينَا الإِيمَانَ وَزَيِّنُه فِي قُلوُبِنا، وكَرِّه إلْينَا الكُفْر والفُسُوقَ والعِصْيَانَ

واجْعَلْنا مِنَ الرَّاشِدِينَ، اللُّهُمَّ تَوفَّنا مُسْلمِينَ، وأَحْينَا مُسْلمِينَ، وأَلْحِقْنَا بالصَّالِحِينَ

غَيْرَ خَزَايا ولا مَفْتُونِينَ، اللُّهُمَّ قَاتِلِ الكَفَرَةَ الذِينَ يُكَذِّبُونَ رُسُلَكَ، ويَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلكَ، واجْعَلْ عَلَيهم رِجْزَكَ وعَذَابَكَ، اللُّهُمَّ قَاتِلِ الكَفَرَةَ الذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ، إلهَ الحَقِّ"

إسناده حسَن: رواه أحمد (3/ 424)

والبزار (1800 – زوائد) عن مروان بن معاوية، حدثنا عبد الواحدِ بنُ أيمن المكي، عن عبيدٍ بنِ رفاعةَ الزرقي، عن أبيه؛ مرفوعًا به.












رد مع اقتباس