منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - حلقات "حسين" في محراب القرآن والضاد.
عرض مشاركة واحدة
قديم 2019-04-22, 21:16   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف الخيمة والمنتديات الأدبيّة
 
الصورة الرمزية علي قسورة الإبراهيمي
 

 

 
إحصائية العضو









افتراضي



سلام من الله يغشاكم.
كم اتذكرك.. وأنّى لي الذكرى.
أناديك في كل نص أدبي جميل. فينبلج ضياء بيان الضاد، من بعد ما مسها من رطنات العجمةَ، وعامية اللهجات وقد ادمن عليها بنو يعرب
أولئك الذين استبدلوا ما هو خير بما هو أدنى، وكذلك يفعلون.
وحين يصدح الفصيح بهجة بألحان الحبور.. أن حيّ على لغة العرب. أناديك في بلاغة سحبان، وقريض المتنبي سحر قس بن سعادة.
ومع ذلك لا شيء هناك من مجيب، ولا حتى رجع الصدى.. فأعود القهقرى بذاكرتي وذلك خوفً من النسيان.
وبعد تنهيدة .. أقول:
سقاها الله من أيام! ما أجملها!.. رغم ما مسني فيها من لغوب نتيجة تلك الحلقات.
في إحدى الأيام قال لي حسين ــ رحمه الله ..
هناك اسم من اسماء الاستفهام كنّا قد درسناه هو " أنّى "
فقد ورد في القرآن الكريم ذلك الاسم على عدة معانٍ.
ولك أن تقرأ ما يلي :
(( وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنّى يؤفكون))
ولو تألمنا في كلمة " أنّى " نجدها هنا جاءت بمعنى " كيف " فهي على الحالية في محل نصب .. أي بمعنى .. أخزاهم الله كيف ينصرفون عن الحق بعد وضوح الدلالة على وحدانية الله عز وجل.
أما إذا تأملنا في هذه الآية الكريمة :
((فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا وكفلها زكريا كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يامريم أنّى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب))
والمتأمل الى كلمة " أنى" في هذه الآية يجدها أنها أتت بمعنى " من أين لك " جعلت هنا ظرفًا مكانيًّا. إذا أن " أنّى " هنا اسم استفهام مبني على السكون على الظرفية المكانية.
ولو مررنا الى هذه الآية الكريمة:
((أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال أنّى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوما أو بعض يوم قال بل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه وانظر إلى حمارك ولنجعلك آية للناس وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما فلما تبين له قال أعلم أن الله على كل شيء قدير ))
ففي هذه الحالة نجد أنّ " أنّى " جاءت بمعنى " متى " وهي ظرف زمان.
أي متى يحييها.. وتحتمل أن تكون بمعنى كيف.
لأجل ذلك لو نتأمل هذه الآية:
(( نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم وقدموا لأنفسكم واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين ))
لوجدنا أن كل معاني " أنى " المذكورة سابقا قد جاءت في سياق الآية وهي : ( كيف، ومتى، ومن أين)
بمعنى نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم ( كيف، ومن أين، ومتى ) شئتم .. بشرط أن يكون مكان الحرث الذي يزرع فيه وينبتُ منه.
وحتى نكون على بينة من ذلك .. أن العرب يعرفون معاني الحرث والزرع في هذا الشأن..
يقودنا هذا أنه.. فتشبيه النساء بالحرثِ هو تشبيهُ لطيفُ.. كما أن تشبيه النسل بالزرع هو غاية في الحسن والجمال .. حيث نجد ذلك في قول أبي طالب وهو يخطب السيدة خديجة ــ رضي الله عنها ــ من عمها لابن أخيه النبي محمد ــ صلى الله عليه وسلم ــ إذ جاء في كلامه:
"الحمد لله الذي جعلنا من ذرية إبراهيم وزرع إسماعيل.. "
كما أن الشاعر العربي قال موضحًا ذلك ما يلي:
إنما الأرحام أر ضون لنا محترثات ** فعلينا الزرع فيها وعلى الله النبات.
لأجل ذلك نجد " أنّى " في هذه الآية هي أعم واشمل من ( كيف، ومن أين، ومتى).
وكالعادة احترتُ ماذا اقول.
وإلى اللقاء، إن كان لنا في هذه الدنيا بقاء.
تحياتي.









رد مع اقتباس