منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - رد الشبهات عن صحابه الرسول صلي الله عليه وسلم
عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-02-18, 03:44   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال:

هل فعلا ورد في السيرة النبوية أن سيدة نساء الجنة فاطمة الزهراء
وقع لها سحر فكرهها سيدنا علي ، وأراد أن يتزوج عليها ؟

إذا كان نعم ، فالمرجو منكم أن تخبرونا كيف فك هذا السحر ؟

وهل هناك علاقة بخلخالها ؟


الجواب :

الحمد لله


القول بأن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم سحرت ، فكرهها عليّ رضي الله عنه ، ورغب في الزواج بغيرها : قول باطل لا أصل له ، ولا نعلم أحدا من أهل العلم ممن ترجم للصحابة رضي الله عنهم ، أو صنف في السيرة ، ذكر مثل هذا الكلام .

نعم ، ثبت أن عليا رضي الله عنه همّ بالزواج من ابنة أبي جهل ، فمنعه النبي صلى الله عليه وسلم ، فترك ذلك ، وقد ذكر العلماء جملة من الأسباب التي من أجلها منع النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب من هذا الزواج

كما ثبت أنه كان قد غاضبها وهجر البيت ، فأصلح النبي صلى الله عليه وسلم بينهما .

روى البخاري (441) ، ومسلم (2409) عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه ، قَالَ : " جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْتَ فَاطِمَةَ فَلَمْ يَجِدْ عَلِيًّا فِي البَيْتِ ، فَقَالَ : ( أَيْنَ ابْنُ عَمِّكِ ؟ ) قَالَتْ: كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ شَيْءٌ ، فَغَاضَبَنِي ، فَخَرَجَ ، فَلَمْ يَقِلْ عِنْدِي [القيلولة هي النوم نصف النهار] فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِإِنْسَانٍ : (انْظُرْ أَيْنَ هُوَ؟) فَجَاءَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّه ِ، هُوَ فِي المَسْجِدِ رَاقِدٌ ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُضْطَجِعٌ ، قَدْ سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ شِقِّهِ، وَأَصَابَهُ تُرَابٌ ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُهُ عَنْهُ، وَيَقُولُ: ( قُمْ أَبَا تُرَابٍ، قُمْ أَبَا تُرَابٍ) " .

أما تسلط الشياطين عليها بالسحر ، فتغير عليها زوجها ، ورغب عنها ، وسعى في الزواج بغيرها : فظاهر البطلان والكذب .

وقد كانا رضي الله عنهما يحيان حياة طيبة سعيدة ، لا يكدر عليهما فيها إلا ما قد يقع عادة بين الزوجين من الاختلاف والنزاع والغضب ، ثم سرعان ما يفيئا ، وقد قال الله تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) النحل/ 97 .

قال ابن كثير رحمه الله :

" هذا وعد من الله تعالى لمن عمل صالحا - وهو العمل المتابع لكتاب الله تعالى وسنة نبيه من ذكر أو أنثى من بني آدم ، وقلبه مؤمن بالله ورسوله ، وإن هذا العمل المأمور به مشروع من عند الله - بأن يحييه الله حياة طيبة في الدنيا وأن يجزيه بأحسن ما عمله في الدار الآخرة.

والحياة الطيبة تشمل وجوه الراحة من أي جهة كانت"

انتهى من "تفسير ابن كثير" (4 /601) .

فكانت حياتهما رضي الله عنهما حياة طيبة، تشمل وجوه الراحة من كل وجه .

والله تعالى أعلم .









رد مع اقتباس