صرح رئيس الجمهورية في ندوته الصحفية الأخيرة أنه سمع من الرؤساء الأفارقة حسرتهم عن غياب الجزائر الإفريقي، التي يعتبرونها بالنسبة للدول الإفريقية بمثابة الأخ الأكبر.
الخطاب الذي يناقض تلك الصور التي تناقلتها مواقع التواصل الإجتماعي، المتمثلة في المعاملة القاسية التي تعرض لها النازحون الأفارقة من قبل المصالح الأمنية، التي بمنظور روادها أنهم موالون للحكومة ويقفون إلى جانب السلطات الجزائرية التي بدورها تلقى المساندة من الشعب، ويمجدون ما تقوم به من إجراءات ضد النازحين الأفارقة.
إلا أن مسعاهم في الحقيقة، يضر بسمعة البلاد على مستوى إفريقيا، ويعطي مبررا لمنظمات حقوق الإنسان للإدلاء بدلوها في هذا الشأن، مثلما يحدث في تونس حاليا.
إن الأخ الأكبر لا يعامل إخوته بتلك المعاملة السيئة، وإن تلك الصور لا تخدم البلاد بما تصبو إليه، ولا مشروع رئيس الجمهوربة في إسترجاع مكانة الجزائر في إفريقيا.
إن رئيس الجمهورية قام بضخ مليار دولار في الوكالة الجزائرية للتعاون الدولي بمناسبة جلسات إختتام القمة الإفريقية الأخيرة بأديس أبابا، وسيق أن الغرض من ذلك هو تمويل مشاريع تهدف إلى تحسين ظروف حياة الفرد الإفريقي.
إذن، إن تحسين الظروف المعيشية للنازحين الأفارقة يدخل في هذا الباب.
لماذا لا تقوم سلطات بلادي بتأطير تواجد الأفارقة بصفة قانونية، بمنح لهم تصاريح إقامة، وبتحويل مبلغ زهيد من المليار دولار الذي في رصيد الوكالة الجزائرية للتعاون الدولي تقام لهم مراقد جماعية خاصة بالرجال وأخرى خاصة بالنساء بالبناء الجاهز في المناطق التي تشهد حركية في مشاريع البناء، المهن التي ينفر منها الجزائري، وبذلك سيساهمون في تنشيط مشاريع البناء، ويخلقون في تلك المناطق حركية تجارية، ما بجعل تواجد الأفارقة يعتبر قيمة مضافة بالنسبة للجزائر.
بقلم الأستاذ محند زكريني