منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - موضوع مميز [ للنقاش حول الحرب الروسية الأكرانية و تداعياتها ] بقلم : الحاج بوكليبات
عرض مشاركة واحدة
قديم 2022-05-05, 00:14   رقم المشاركة : 35
معلومات العضو
الحاج بوكليبات
محظور
 
إحصائية العضو










B2 لهذه الأسباب تختلف أوكرانيا عن أفغانستان.

لهذه الأسباب فإنّ روسيا ليست الإتحاد السوفياتي والحرب في أوكرانيا ليست الحرب في أفغانستان وجيش أوكرانيا ليس هو مجاهدو أفغانستان .. وإليكم الدّليل.

نقاط في صالح روسيا من أجل النّصر في أوكرانيا

هُناك خمسة عوامل هامة تجعل أوكرانيا بالنّسبة للروس ليست أفغانستان بالنسبة للإتحاد السوفياتي والنّصر مؤكد للروس بعكس السوفييت وهي:

أولاً، عامل المجال الحيّوي وهو الأهم في نظرنا والمتمثل في التركيبة السّكانية لأوكرانيا، فأوكرانيا تضمّ عدداً كبيراً بالملايين من الأوكرانيين الّذين ينحدرون في أُوصولهم من الشّعب الرّوسي بعكس شعب أفغانستان الّذي يخلوا فيه المجال الحيّوي للسوفييت يعني كلّ الشّعب الأفغاني من عرقيات متعددة مختلفة عن السوفيت رغم أنّهم من قبائل متعددة أهمها قبائل البشتون.


ثانياً، أنّ روسيا ليست غريبة على المنطقة فأوكرانيا وكلّ شبر فيها يعرفه الروس جيداً، فروسيا في ظلّ حكم الإتحاد السوفياتي هي من أنشأت هذه الدّولة وتعرف جيداً شِعابها شعبة شعبة بعكس الأمريكان وأوروبا في علاقتهم مع أوكرانيا رغم ما يمتلكونه من ماكنة وتقنيات عالية (الأقمار الصناعية)، كما أنّ الرّوس يعرفون حتّى نفسية الأوكرانيين وعقليتهم وهذه نقطة ثانية في صالح روسيا من أجل تحقيق النصر، بعكس الإتحاد السوفياتي مع أفغانستان في تضاريسها وشعبها ونفسية شعبها.


ثالثاً، الإمتداد الجغرافي، بمعنى أنّ الأراضي الرّوسية مُتصلة بالأراضي الأوكرانية بعكس الأمريكي أو الأوروبي الغربي الذي هو بعيد عن الأراضي الأوكرانية وتفصله عنها مسافات و تضاريس طبيعة وعقبات (دول أوروبا الشرقية الّتي في أغلبها أقليات روسية بأعداد متباينة بين الكثرة والقلّة) رغم الامكانيات المتوفرة لهذه الأخيرة من أقمار صناعية ووكلاء من أهل المنطقة مستعدين لخدمتها والموت في سبيلها، بعكس الاتحاد السوفياتي مع أفغانستان.


رابعاً، الوازع الديني، فالأوكران يحاربون الرُّوس دون وازع ديني بينما "المجاهدون" الأفغان كانوا يُحاربون الإتحاد السوفياتي من مُنطلق ووازع ديني باعتبار ما يقُومون به هو جهاد وطريق نحو الجنّة والّذي استغله الغرب وحفزه وساعد في بلورته وانفجاره في داخل قوات الجيش السوفياتي في أفغانستان والّذي أدى في نهاية المطاف إلى انسحابه من هذا البلد.


الوازع الديني سلاح أقوى من النّووي ومن سلاح الدّمار الشّامل ولا يضاهيه أي سلاح آخر في الوجود، أي الرغبة في القتال إلى آخر رمق والموت في سبيله والقتال من أجل هدف وهذا غير متوفر عند المقاتل الأوكراني الّذي هو في هذه الأثناء مجرد مُرتزق ومُقاول ومُقاتل يُقاتل بالوكالة لصالح أمريكا وحلف النّاتو والمنظومة الغربية، حتّى لو كان المجاهدون الأفغان قد قاتلوا الاتحاد السوفياتي كوكلاء لأمريكا (لصالح وكالة السي آي آي/ أي تمّ خِداعهم) ولكن من نافلة القول أنّ دافع هؤلاء كان بالأساس دينياً وإن تمّ الضّحك عليهم واستخدامهم في حروب لا ناقة ولا جمل لهم فيها.


خامساً، طبيعة الحرب، الحرب الروسية الأوكرانية (الغربية) ذات طابع جُيوسياسي (هيمنة) اقتصادي لا صفة دينية فيها لذلك لا زخم بالنسبة للمقاتيلين الأوكران الّذين يُقاتلون الرُّوس فيها بعكس الحرب بين الإتحاد السوفياتي ومجاهُدو أفغانسان (لصالح الغرب) ذات طابع ديني بين الإسلام والشُّيوعية لذلك أخذت كل ذلك الزّخم الكبير والرغبة في قتال ما يُسمى المجاهدين لجيش الإتحاد السوفياتي.


لذلك كلّه فإنّ هذه العوامل هي في صالح روسيا ولم تكُن في صالح الإتحاد السوفياتي فالأول سينتصر لهذه الأسباب والثّاني خسر لتلك الأسباب.


بقلم: الحاج بوكليبات (ناشط سياسي عربي من منطقة المغرب العربي الكبير)









رد مع اقتباس