والسؤال الذي يطرح نفسه هو:
ما هي الدوافع التي جعلت الخليفة الوليد
يستدعي موسى وطارقًا؟
قد يكون السبب واحدًا من هذه الأسباب أو أكثر، أو قد يكون كلها وهي:
-ما نمى إلى الخليفة من خلاف حدث بين موسى وطارق وخوفه أن ينتهي هذا الخلاف بتفرق كلمة المسلمين ونكبتهم في تلك الأقطار الجديدة المجهولة التي افتتحوها.
-أو لعل الخليفة الوليد حينما بلغه أن موسى يفكر بل ويعتزم أن يأتي المشرق من ناحية القسطنطينية حتى يلحق بدار الخلافة وذلك عن طريق البحر الأسود ثم تركيا حتى يصل إلى سوريا، يعني: يقطع أوربا كلها كما ذكر ذلك ابن خلدون في تاريخه (4/150) خاف على المسلمين؛ لأن عواقبها قد تكون وخيمة.
وخاصة أن الخليفة الوليد متخوف من غزو الأندلس من الأصل، ويؤيد ذلك: أن الخليفة الوليد كان منذ البداية قد كتب إلى موسى يحذره لاتخاذ كافة التدابير لوقاية المقاتلين.
-أو لعل الخليفة الوليد خاف أن يفكر موسى بالاستقلال وهو القائد الفذ القوي الداهية المطاع، وهذا هو شأن بعض الخلفاء والأمراء، إذا رأوا قائدًا تفوق وعلا شأنه، وسطع نجمه، وكثر أتباعه، فإنهم يحاولون إسقاطه خوفًا على سلطانهم وملكهم.
-كما فعل أبو جعفر المنصور الخليفة العباسي الثاني مع أبي مسلم الخراساني صاحب الدعوة العباسية حينما استطاع أن يستدرج المنصور أبا مسلم من خراسان إلى دار الخلافة بالعراق وقتله بيده.
وهذه الأسباب أو قريب منها كانت أيضًا وراء استدعاء طارق بن زياد، وموسى بن نصير رحمهما الله جميعًا.