منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - لم أتزوج بمن أحب
عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-08-12, 17:41   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
همسات ايمانية
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية همسات ايمانية
 

 

 
الأوسمة
أفضل موضوع في القسم العام 
إحصائية العضو










افتراضي لم أتزوج بمن أحب

كثيرون من يسألون عن التعارف قبل الزواج وضرورته ,, رغم ان الامر محسوم شرعا وهو محرم

https://www.djelfa.info/vb/showthread...post3995999286
لكل هؤلاء ,, ولكل من يظن ان سعادته منقوصة لأان زواجه كان تقليديا فليتمعن في قراءة هذه المقالة المفيدة ,, فالسعادة ليست في التعارف ولا تضمنه ,, فكثير من الزيجات التقليدية نجحت وعمرت طويلا ,, واستطاع اصحابها بناء علاقة وطيدة مبنية على المودة والاحترام ,, في حين فشلت كثير من الزيجات التي كان أساسها التعارف ,,,, بعد القراءة أفيدونا بمداخلاتكم ....

°)))أنا لم أتزوج حبيبتي ..!
هكذا أخبرني وهو يمسح عرق وهمي سرى داخل رأسه!،
قبل أن يضيف:
بلى، تزوجتها بناء على نصيحة من قريب .. في مجلس غلبت عليه عبارات مجاملة محفوظة كان لقائنا الأول، وبعد عدة لقاءات تزوجنا زواجاً يطيب للبعض تعريفه بأنه "زواج صالونات" نظراً لأن لقاءنا الأول كان نمطياً تقليدياً في حضرة الأهل والمعارف.
تزوجنا وعشنا سعداء .. كل منا كان يعرف جيداً الدور المنوط به في إسعاد شريكه، كان هذا قبل أن يكتشف كلانا أننا لم نكن حبيبين قبل أن نتزوج!!.
حاصرتنا الدراما وهي تسخر من زواج تقليدي لم تسبقه عاطفة حارة، وأرقتنا كثيراً كلمات بعض الخبراء والإخصائيين وعلماء النفس وخبراء الزواج وأهل التنمية البشرية وهم يخبرونا أننا لم نكن صائبين حينما ارتبطنا بهذه الطريقة الهمجية السخيفة التي لا تليق بمثقف ينتمي للقرن الحادي والعشرين، وعليه اكتشف كلانا أننا لسنا سعداء كما نتصور!
صار كل منا يرى في حياته نقائص ما كانت لتوجد لو كنا تزوجنا بعد قصة حب عنيفة، شعر كل واحد فينا أنه قد خُدع بشكل ما، مشاعر وحوادث ومواقف كان يجب أن نعيشها لكننا بغباء تخلينا عنها وهرولنا إلى لحظة النهاية، نتذكر في حسرة جلوسنا حول أكواب الشاي والقهوة والجاتوه محاصرين بنظرات الأهل التي لا تنقطع، وصحبة "المحرم" الذي لا يسمح لنا بلحظة انفراد نختلسها في غفلة ونحن جلوس في كازينو أو أثناء تجولنا في حديقة أو مول ما.
توقف صاحبي عن الكلام محاولاً اكتشاف كنه الابتسامة التي ترتسم على شفتي قبل أن يقول: ما رأيك فيما قلته؟.
هنيهة من الصمت سمحت لها أن تفصل بين شكواه وكلامي قبل أن أجيب: إنها اللعنة يا صديق، لعنة التحولات التي تطرأ على عالمنا وتحاول أن تحيل كل ما فيه إلى نمط واحد، لعنة المعركة الدائرة بين قيمنا الأصيلة والرؤى الجديدة، لعنة اكتشافنا نحن أبناء الجيل الجديد لاحتياجات عاطفية ونفسية لم يدركها أهل الزمان الفائت، وبحثنا المتطرف عن حل لها وجواب.
وكي أطمئنك، فأنا أيضاً كان زواجي مثلك تماماً، زواج "صالونات" كما يسمونه، شخصيًا لم يشغل بالي كثيراً الشكل والطريقة التي تم بها زواجي، كل ما شغل بالي هو مدى ملائمة كل منا لصاحبه، كاذبون من أخبروك بأن الحب قبل الزواج منجاة، مخادعون من حدثوك أن فترة الحب تلك قادرة على كشف جوانب من شخصية الطرف الآخر ومن ثم معرفة مدى ملائمته لك من عدمه، الأرقام تخبرنا بذلك، حالات الطلاق تؤكد هذا، آلاف القصص التي ظن أصحابها أنهم لامسوا السحاب وأقاموا الليل وأقعدوه على صوت عبدالحليم حافظ وكاظم الساهر يؤكدون هذا، قصص حبهم الملتهبة قبل الزواج لم تصمد أمام مسؤولية الزواج، مما يعني أن الحل ليس هنا.
والحقيقة يا صاحبي أن كل زواج لم يقم على أساس من المصارحة والمكاشفة مصيره إلى تعاسة، كل ارتباط لم يسبقه صدق من كلا الطرفين وسعي حثيث في تعرية النفس وكشف جوانب ضعفها وقوتها سيذهب بنا إلى طريق مسدود.
أنا أيضاً لم أتزوج حبيبتي، لكنني كنت حريصاً أن أجعلها حبيبتي!.
كنت مصمماً أن أدمر مقولة "كان في الإمكان أفضل مما كان"، ومن ثم سعيت في دأب كي أتقبل عيوبها، وأثمن ما تفعله هي الأخرى كي تقبل ما بي من عيب وعوج، لم أصغ أبداً لكلام بعضهم الساخر من أن زواج الصالونات زواج بائس، وقررت أن أنعم بما وهبني الله من قلب عفيف لم يوزع مشاعره على طاولات الأندية قبل أن يوزع رقم هاتفه على طلاب الحب.
سيقولون قديم هو في الحب، عتيق في مشاعره، لا بأس يا صديقي، لكنني لست بائساً تعيساً، أنا رجل يدرك تماماً أن الكمال في دنيا الناس غير موجود، وأن جزء من حصافة المرء في قبوله بما امتلك وعدم مد العين إلى ما لدى الآخرين، وكذلك في محاولته الدائبة لتجميل الواقع بدلاً من الشكوى والتذمر.
لم تتزوج حبيبتك؟!
لا بأس في ذلك، اجعلها من اليوم حبيبتك، ولا تظن أنه لو عاد بك الزمان ستصل إلى نتيجة أخرى، وصدقني جزء من تعاستنا يسكن في "لو" تلك التي تفتح عمل الشيطان، وتقتل بواعث الرضا والراحة فينا.
كريم الشاذلي
))









 


آخر تعديل همسات ايمانية 2016-08-20 في 10:13.
رد مع اقتباس