منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - موضوع مميز بانوراما فلسطين
الموضوع: موضوع مميز بانوراما فلسطين
عرض مشاركة واحدة
قديم 2021-05-10, 14:09   رقم المشاركة : 6244
معلومات العضو
BAROUD
سَفِيرُ الأَقْصَى
 
الصورة الرمزية BAROUD
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

يقول الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا الله عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا).
إخوة الإيمان والإسلام
مِنْ أجلِها ذَرَفَتْ عُيُون *** وَلِتُرْبِهَا حَنَّتْ قُلُـوب
إنها فلَسطين، أرضُ القدس، أرضُ الأقصى، ومَسرى نبيِّنا صلى الله عليه وسلم، والقبلة التي توجّه إليها رسولُ الله بعد الهجرة سبعة عشر شهرا.
إنها فلسطين، أرضُ الكثير من الأنبياء والمرسلين، فعلى أرضها عاش إبراهيمُ وإسحاقُ ويعقوب ويوسف ولوط وداود وسليمان وزكريا ويحيى وعيسى عليهم السلام وغيرُهمُ الكثيرُ ممن لم تُذكَر أسماؤهم من أنبياءِ بني إسرائيل.
إنها فلسطين، أرضُ ‏بَيْتِ الْمَقْدِسِ، وبيتُ المقدس أَرْضُ الْمَحْشَرِ وَالْمَنْشَرِ، ‏إنها فلسطين مَصْرَعُ الدَّجَّالِ ومَقتلُه حيثُ يلقاه عيسى عليه السلام، إنها فلسطين من الشام الأرض التي دعا لها رسولُ الله بقوله: اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي ‏شَامِنَا ‏‏وَفِي ‏ ‏يَمَنِنَا .
إنها فلسطين، كان عليها الكثيرُ منْ صحابةِ رسول الله، منهم: عُبادةُ بنُ الصَّامِت، وشدَّادُ بنُ أَوْس، وأسامةُ بنُ زيدِ بنِ حارثة، وواثِلَةُ بنُ الأَسْقَع، ودِحيةُ الكَلْبِيّ، وأَوسُ بنُ الصَّامِت، ومَسعودُ بنُ أَوْس، وغيرُهم مِنَ الصَّحابةِ الكرام رضي الله عنهم.
إنها فلسطين، كان عليها الآلافُ منْ أعلامِ الأُمَّةِ وعلمائِها الذينَ أضَاؤُوا في سمائِها بُدورًا ولمعوا فيها نجومًا، ومِن هؤلاء : مالكُ بنُ دينار وسفيانُ الثَّوري وابنُ شهاب الزّهري والشافعيُّ وغيرُهم.
نعم، هذه هي فلسطين.. من أجلها تَتَابَعَتِ التَّضْحِيَات، وعظم البذل.
ومن أجلها قال السلطانُ العادلُ محمود نور الدين زنكي: أَسْتَحِي مِنَ اللهِ أنْ أَتَبَسَّمْ وبيتُ المقدسِ في الأسر.
وَمِنْ أَجْلِهَا شمخَ صلاحُ الدِّين برأسِه وأعدَّ عدَّتَه لِيحرِّرَ أرضَ الأقصى، وقد نصره اللهُ وفتحَ بيتَ المقدس....
واليومَ بُحَّتْ أصواتُ المنادِين والمستغيثينَ وكثيرٌ مَن يتصامَمُ عن نداءِ إخوانِنا !
إخوةَ الإيمان والإسلام، إن ذكرى بطولاتِنا وأمجادِنا لا بدَّ أن تُحرِّكَ عزائمَنا إلى نُصرةِ دينِنا. ولعلكم تقولون ماذا نفعل؟ وأنا أقولُ لِيَكُن كلٌّ منكُم صلاحَ الدِّين، وما يمنع؟
ليرجعْ كلٌّ إلى نفسِه ابتداءً فليصلِحْهَا ويقوِّم عِوَجَها ثم ليلتفت إلى أقرب الناس إليه فيفعل مثلَ ذلك، وهكذا تصلُحُ الأمَّةُ كلُّها.
قال الله تعالى (وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِىٌّ عَزِيزٌ) [الحج:40].
لقد كان السلطانُ صلاح الدين رحمه الله شجاعًا، كريمًا، حليمًا، حسنَ الأخلاق، متواضعا، حافظا لكتاب الله، حافظا لكتابِ التنبيهِ في الفقه الشافعي، كثيرَ السماعِ للحديثِ النبويِّ الشريف، وكان رقيقَ القلبِ سريعَ الدمعةِ عندَ سماعِ القرءانِ والحديث، كثيرَ التعظيمِ لشعائرِ الدِّين، وكان مُتَقَشِّفًا في مأكلِه وملبسِه، ولم يُؤخِّر صلاةً عن وقتِها، ولا صلّى إلا في جماعة، عمّرَ المساجدَ والمدارس، وعمّرَ قلعةَ الجبل، وسورَ القاهرة، وحرَّرَ القُدس، وبَنَى قُبَّةَ الشافعي، وأبطلَ الضَّريبة، وكانَ شافعيَّ المذهبِ أشعريَّ الاعتقاد، بنى مدرسةً في القاهرة لتعليمِ العقيدةِ فقط، وأمرَ المؤذِّنينَ أن يُعلنوا وقتَ التسبيح على المآذِن بالليل، بذكرِ العقيدةِ المرشدة، فواظبَ المؤذِّنونَ على ذِكرها في كلِّ ليلةٍ بسائرِ الجوامع، وفيها هذه الكلمات: الله موجودٌ قبلَ الخلقِ، ليس له قبلٌ ولا بعدٌ، ولا فوقٌ ولا تحتٌ، ولا يَمينٌ ولا شمالٌ، ولا أمامٌ ولا خلفٌ، ولا كلٌّ، ولا بعضٌ، ولا يقالُ متى كانَ ولا أينَ كانَ ولا كيفَ، كان ولا مكان، كوَّنَ الأكوانَ، ودبَّـرالزمانَ، لا يتقيَّدُ بالزمانِ ولا يتخصَّصُ بالمكان.
وكانَ أمرَ بتعليمِ كتابِ ألفهُ عالم من عُلماء ذلِك العصر فقدمهُ للسُلطان صلاح الدين فأعجب بهِ السُلطان فقرر تدريسهُ للصِغارِ والكِبار وهو هذا الكِتاب المُسمى العقيدة الصلاحية شُهِرَ بينَ عُلماء أهل السنة بهذا اللفظ لأنهُ قررَ تدريسَ هذهِ العقيدة في المدارِس للصِغار والكِبار، وفيها:
وصـانع الـعالم لا يـحويه
قطر تعالى الله عن تشبيه
قـد كـان موجودا ولا مكانا
وحـكمه الآن عـلى ما كانا
سـبحانه جـل عـن المكان
وعـزّ عـن تـغير الزمان
فـقد غـلا وزاد فـي الغلو
مـن خـصه بـجهة الـعلو
وحـصر الصانع في السماء
مـبدعها والعرش فوق الماء
وأثـبـتوا لـذاته الـتحيزا
قد ضلّ ذو التشبيه فيما جوّزا










رد مع اقتباس