منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - رثاء الفردوس الاسلامي المفقود في الشعر العربي
عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-04-06, 23:34   رقم المشاركة : 34
معلومات العضو
maghi
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية maghi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

قصيدة .. غرناطة لنزار قباني

في مدخل الحمراء كان لقاؤنا
ما أطيب اللقيا بلا ميعاد
عينان سوداوان في حجريهما
تتوالد الأبعاد من أبعاد..
هل أنت اسبانية؟.. ساءلتها
قالت: وفي غرناطة ميلادي
غرناطة؟!.. وصحت قرون سبعة
في تينك العينين.. بعد رقاد
وأمية راياتها مرفوعة
وجيادها موصولة بجياد
ما أغرب التاريخ كيف أعادني
لحفيدة سمراء من أحفادي
وجه دمشقي رأيت خلاله
أجفان بلقيس وجيد سعاد
ورأيت منزلنا القديم.. وحجرة
كانت بها أمي تمد وسادي
والياسمينة رصعت بنجومها
والبركة الذهبية الإنشاد
ودمشق أين تكون؟.. قلت ترينها
في شعرك المنساب نهر سواد
في وجهك العربي.. في الثغر الذي
ما زال مختزناً شموس بلادي
في طيب (جنات العريف) ومائها
في الفل.. في الريحان.. في الكباد
سارت معي والشعر يلهث خلفها
كسنابل تركت بغير حصاد
ومشيت مثل الطفل خلف دليلتي
وورائي التاريخ.. كوم رماد
الزخرفات أكاد أسمع نبضها
والزركشات على السقوف تنادي
قالت: هنا الحمراء.. زهو جدودنا
فاقرأ على جدرانها أمجادي
أمجادها!! ومسحت جرحاً نازفاً
ومسحت جرحاً ثانياً بفؤادي
ياليت وارثتي الجميلة أدركت
أن الذين عنتهم أجدادي!
عانقت فيها عندما ودعتها
رجلاً يسمى (طارق بن زياد)










رد مع اقتباس