منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الدَّالَّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ
عرض مشاركة واحدة
قديم 2021-01-02, 05:37   رقم المشاركة : 158
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B11

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته



"لا إله إلا الله" هي الكلمة التي من أجلها

خلق الله الخلق وأرسل الرسل وأنزل الكتب

وجُرِّدت سيوف الجهاد وانقسم الناس إلى فريقين:

مؤمنين، وكفار.

ولأجلها قام سوق الجنة والنار، ووضع الميزان

ونُصِب الصراط . وهي حق الله على العباد

فهي كلمة الإسلام ومفتاح دار السلام

وعنها يسأل الأولون والآخرون

كثيرٌ من الناس يظنون أنهم سيدخلون الجنان

ولا يُعذبَّون في النيران بمجرد قولهم لا إله إلا الله

ويحتجون بهذا الحديث

عن أبو موسى الأشعري قَالَ:

قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

أبشِروا وبَشِّروا النَّاسَ؛ مَن قال:

لا إلهَ إلَّا اللهُ، صادقًا بها دَخَلَ الجنَّةَ


أخرجه أحمد (19689) واللفظ له

ولم يعلم هؤلاء أن شهادة التوحيد

إن لم يحقق العبد شروطها ويستوفي أركانها

فهي مجرد كلمة خرجت من اللسان

أو نطق بها أعجمي لا يفهم القرآن.

قال الحسن للفرزدق وهو يدفن امرأته:

"ما أعددت لهذا اليوم

قال: شهادة أن لا إله إلا الله منذ سبعين سنة

قال الحسن: نِعم العدة

لكن اعلم أن لا إله إلا الله لها شروط

فإياك وقذف المحصنة".

وقيل للحسن أيضًا: إن أُناسًا يقولون:

من قال: لا إله إلا الله دخل الجنة

فقال: "من قال لا إله إلا الله

فأدى حقها وفرضها دخل الجنة".

وقالَ وَهْبَ بْنُ مُنَبِّهٍ لِمَنْ سَأَلَهُ:

أَلَيْسَ لَا إِلَهَ إِلَّا اَللَّهُ مِفْتَاحُ اَلْجَنَّةِ؟

قَالَ: "بَلَى، وَلَكِنْ مَا مِنْ مِفْتَاحٍ إِلَّا وَلَهُ أَسْنَانٌ

فَإِنْ جِئْتَ بِمِفْتَاحٍ لَهُ أَسْنَانٌ فُتِحَ لَكَ

وَإِلَّا لَمْ يُفْتَحْ لَكَ" (رواه البخاري مُعلَّقًا)


بتصرفٍ من: رسالة كلمة الإخلاص؛ لابن رجب الحنبلي

وقد ذكر العلماء لكلمة الإخلاص شروطًا

لا تصح إلا إذا اجتمعت، واستكملها العبد،

والتزمها بدون مناقضة لشيء منها.

وليس المرادُ من ذلك عدَّ ألفاظِها وحِفْظَهَا

فكم من عامي اجتمعت فيه

والتزمها ولو قيل له عَدِّدْها لم يحسن ذلك.

فقد نبّه الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله في كتابه:

(معارج القبول) قال رحمه الله:

"ليس المراد من ذلك عد ألفاظها وحفظها

فكم من عامي اجتمعت فيه والتزمها

ولو قيل له أعددها لم يُحسِن ذلك

وكم حافظٍ لألفاظها يجري فيها كالسهم

وتراه يقع كثيرًا فيما يناقضها والتوفيق بيد الله"


اهـ (الجزء الأول؛ صفحة: [377]).

وهذه الشروط مأخوذة بالتتبع والاستقراء

للأدلة من الكتاب والسنة

فالعلماء المحققون استقرؤوا نصوص الكتاب والسنة

فوجدوا أن كلمة التوحيد "لا إله إلا الله"

قُيِّدت في الكتاب والسنة بقيودٍ ثِقال

وهي هذه الشروط لا تنفع قائلها إلا بها.


شروط لا إله إلا الله:

الأول: العلم بمعناها نفيًا وإثباتًا.

الثاني: اليقين، وهو: كمال العلم بها

المنافي للشك والريب.

الثالث: الإخلاص المنافي للشرك.

الرابع: الصدق المنافي للكذب.

الخامس: المحبة لهذه الكلمة، ولما دلت عليه، والسرور بذلك

. السادس: الانقياد لحقوقها

وهي: الأعمال الواجبة، إخلاصًا لله، وطلبًا لمرضاته.

السابع: القبول المنافي للرد".


الشرط الأول:

العلم بمعناها نفيًا وإثباتًا بحيث يعلم القلب

ما ينطق به اللسان فإذا عَلِم العبد أن الله عز وجل

هو المعبود وحده، وأن عبادة غيره باطلة

وعمل بمقتضى ذلك العلم فهو عالِمٌ بمعناها.

وضد العلم الجهل؛ وهو الذي أوقع الضلال

من هذه الأمة في مخالفة معناها

حيث جهلوا معنى الإله

وبالتالي أجازوا عبادة غير الله مع الله

فمن جهل معنى لا إله إلا الله لابد أنه سينقضها

إما باعتقاد أو قول أو عمل.


والدليل على صحة هذا الشرط قوله تعالى:

{فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} [محمد من الآية:19].

وفي الحديث فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم

أنه قال: مَن ماتَ وهو يَعْلَمُ أنَّه لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، دَخَلَ الجَنَّةَ.


رواه مسلم 26 عن عثمان بن عفان

أيْ: مَن ماتَ وهو مُؤمنٌ باللهِ ويَعلَمُ بتَوحِيدِه

وعَمِل بمُقتَضاهُ، دَخَل الجَنَّةَ في الآخِرةِ

برَحْمةِ اللهِ سُبحانَه، وإنْ كان له ذُنُوبٌ حُوسِبَ عليها

بالقَدْرِ الذي يُريدُهُ اللهُ عزَّ وجلَّ، ثُمَّ يُدخِله الجَنَّةَ.

وهذا ما عَلَيهِ مَذهبُ أَهْلِ السُّنَّةِ:

أنَّه مَن ماتَ مُوحِّدًا باللهِ عزَّ وجلَّ دَخَل الجَنَّةَ.


https://dorar.net/hadith/sharh/88156

وتأتي أهمية هذا الشرط كذلك من جهة كونه

يتقدّم العمل بالتوحيد، وهو لازمٌ له

لأن التوحيد لا يمكن العمل به إلا إذا تقدّمه العلم..

فالعلم يتقدّم العمل في كل شيءٍ،

ولا يصح العكس في ذلك.

وعليه من حُرِم العلم بالتوحيد لزمه تباعًا

أن يُحرم العمل به ولا بد، لذا كان الصحابة رضي الله عنهم

يعنون تعلُّم التوحيد الأهمية والأولوية قبل أي علمٍ آخر.

كما في الحديث عن جندب بن عبد الله قال:

"كنا مع النبي ونحن فتيان، فتعلمنا الإيمان

-أي التوحيد- قبل أن نتعلّم القرآن

ثم تعلّمنا القرآن فازددنا به إيمانًا"


(صحيح سنن ابن ماجة: [52]).

وكان النبي صلى الله عليه وسلم

إذا أرسل أحدًا من أصحابه إلى أي بلدٍ من البلدان

يأمره بأن يدعو أهلها أولًا إلى التوحيد

قبل أن يدعوهم إلى أي شيءٍ آخر

جاء في رواية للحديث عند البخاري:

((فليكن أول ما تدعوهم إلى أن يوحِّدوا الله تعالى))


رواه البخاري في كتاب التوحيد

باب ما جاء في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم

أمتَه إلى توحيد الله تبارك وتعالى 6/ 2685 (6937).


وفي رواية لهما:

((فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله))


رواه البخاري في كتاب الزكاة

باب لا تؤخذ كرائم أموال الناس في الصدقة 2/ 529 (1389)

ومسلم في كتاب الإيمان

باب الدعاء إلى الشهادتين وشرائع الإسلام 1/ 50 (19).


فَلْيَكُنْ أوَّلَ ما تَدْعُوهُمْ إلى أنْ يُوَحِّدُوا اللَّهَ تَعَالَى

فَإِذَا عَرَفُوا ذلكَ، فأخْبِرْهُمْ أنَّ اللَّهَ قدْ فَرَضَ عليهم

خَمْسَ صَلَوَاتٍ في يَومِهِمْ ولَيْلَتِهِمْ


رواه البخاري 7372

وهذا بخلاف ما عليه كثير من الدعاة المتأخرين

حيث تراهم أول ما يبتدئون به الناس دعوتهم

إلى الصلاة والصوم والزكاة قبل أن يدعوهم

إلى التوحيد الخالص، ويُعرفهم على معناه..

بل ومن دون أن يدعوهم إلى التوحيد

أو يعنوه اهتمامهم! لذا لا تفاجأ لو رأيت

بعض هؤلاء الدعاة يقعون في الشرك ويمارسونه

وهم يدرون أو لا يدرون..

فالشرك لا يلفت انتباههم ولا يثير حفيظتهم لأنهم لا يعرفونه

كما أن التوحيد لا يُعنى منهم الاهتمام والدراسة

لجهلهم لفضله وقيمته.


قال الإمام البخاري: [256هـ])

"باب العلم قبل القول والعمل


لقوله تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ}، فبدأ بالعلم").

قال الإمام الشافعي:

"فعلى كل مسلم أن يتعلم من لسان العرب ما بلغه جهده

حتى يشهد به أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله

ويتلو به كتاب الله، وينطق بالذكر فيما افترض

عليه من التكبير، وأمر به من التسبيح والتشهد وغير ذلك"


(الرسالة: [1/ 42-53]

بتحقيق: أحمد شاكر، ط: دار الكتب العلمية).


ولا يخفى أن إلزام المسلم بهذا يفيد ضرورة فهم الشهادتين

وفهم معناها لا مجرد ترديدهما بلسان العرب بلا فهم.


اخوة الاسلام

و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

من اجل استكمال الموضوع