منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - السيرة النبوية.. سؤال وجواب
عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-02-18, 05:20   رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال :

هل يمكن أن تذكروا لي بعض الأحاديث التي تدل على علاقة
الصداقة والمحبة بين أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ؟

فقد وجدت حديث سودة عندما أعطت ليلتها لعائشة رضي الله عنهن ’، ولكن
قرأت أحاديث أخرى تتحدث عن غيرتهن ؟

الحمد لله تزوج زوجي امرأة أخرى قبل 6 أشهر ، وهي عزيزة على قلبي ، ولكن عائلتها التي تتبع العادات والتقاليد أكثر من الشرع جعلت ضرتي تشعر بالسوء ؛ لأنهم يحاولون إقناعها بأنني غير سعيدة بوجودها كزوجة ثانية ، وأنني أغار منها ، وقد حاولت الحديث مع عائلتها للتخفيف من شدة الموقف ، فلا شيء مما يدعونه صحيح ـ بفضل الله ـ

بل وقد سمعت منهم أن نساء النبي كانوا يتنازعن كما تفعل النساء اليوم ، ـ استغفر الله ـ ولكنهم يريدون أحاديث تثبت حسن العلاقة بين الزوجات ، وهم يقولون : إنّ حديث سودة لا ينطبق علينا ؛ لأنني أصغر من ضرتي ، فهلا ذكرتم بعض الأحاديث ، مع العلم أنني من المسلمات الجدد ، ولغتي العربية ضعيفة .


الجواب :

الحمد لله


لا شك أن الرباط الذي كان ينظم العلاقة بين أزواج النبي صلى الله عليه وسلم : هو رباط الأخوة الإيمانية ، والمحبة في الله ، وهذا هو الأصل الذي ينبغي أن يجمع المؤمنين عامة ؛ ثم يزيد على ذلك : قربهم من نور النبوة ، ومهبط الوحي والرسالة ؛ ولذلك : كان الورع وتقوى الله هو العاصم من الفتن ، والحكم في مواطن الزلزلة ، والاختبارات الصعبة .
وقد سمى النبي صلى الله عليه وسلم الضرائر أخوات ، فروى مسلم (1408) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( لَا تَسْأَلُ الْمَرْأَةُ طَلَاقَ أُخْتِهَا لِتَكْتَفِئَ صَحْفَتَهَا وَلْتَنْكِح ْ، فَإِنَّمَا لَهَا مَا كَتَبَ اللهُ لَهَا ) .
فكيف بالأخوة التي كانت بين زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ؟!

لقد كان الورع وتقوى الله ، هو القاعدة الصلبة التي تنكسر عندها : رغبات النساء الطبيعية، وغيرتهن ، وتنافسهن في الزوج الواحد ؛ فلم يكن الشيطان يطمع أن يظفر من بيت النبوة، بمكيدة توقع في بلية ، وحاشاهن من ذلك كله ، وهن الطاهرات المطهرات .

قالت عائشة رضي الله عنها في حديث الإفك : " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ عَنْ أَمْرِي ، فَقَالَ : (يَا زَيْنَبُ، مَا عَلِمْتِ ؟ مَا رَأَيْتِ ؟ ) ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَحْمِي سَمْعِي وَبَصَرِي، وَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ عَلَيْهَا إِلَّا خَيْرًا " قَالَتْ عائشة: " وَهِيَ الَّتِي كَانَتْ تُسَامِينِي مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَعَصَمَهَا اللَّهُ بِالوَرَعِ ".

رواه البخاري (2661) ، ومسلم (2770) .

قال النووي رحمه الله :

" قَوْلُهَا: " أَحْمِي سَمْعِي وَبَصَرِي" أَيْ: أَصُونُ سَمْعِي وَبَصَرِي مِنْ أَنْ أَقُولَ سَمِعْتُ وَلَمْ أَسْمَعْ ، وَأَبْصَرْتُ وَلَمْ أُبْصِرْ. قَوْلُهَا: "وَهِيَ الَّتِي كَانَتْ تُسَامِينِي" أَيْ تُفَاخِرُنِي وَتُضَاهِينِي بِجَمَالِهَا وَمَكَانِهَا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَهِيَ مُفَاعَلَةٌ مِنَ السُّمُوِّ وَهُوَ الِارْتِفَاعُ " .

انتهى من " شرح النووي على مسلم " (17/ 113) ,.

وقال الحافظ رحمه الله :

" فِيهِ ذَبُّ الْمُسْلِمُ عَنِ الْمُسْلِمِ، خُصُوصًا مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْفَضْلِ ، وَرَدْعِ مَنْ يُؤْذِيهِمْ وَلَوْ كَانَ مِنْهُمْ بِسَبِيلٍ "

انتهى من " فتح الباري " (8/ 479) .

وروى البخاري (2581) ، ومسلم (2442) عن عَائِشَةُ قَالَتْ: " أَرْسَلَ أَزْوَاجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ ، زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَهِيَ الَّتِي كَانَتْ تُسَامِينِي مِنْهُنَّ فِي الْمَنْزِلَةِ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَلَمْ أَرَ امْرَأَةً قَطُّ خَيْرًا فِي الدِّينِ مِنْ زَيْنَب َ. وَأَتْقَى لِلَّهِ وَأَصْدَقَ حَدِيثًا، وَأَوْصَلَ لِلرَّحِمِ ، وَأَعْظَمَ صَدَقَةً ، وَأَشَدَّ ابْتِذَالًا لِنَفْسِهَا فِي الْعَمَلِ الَّذِي تَصَدَّقُ بِهِ ، وَتَقَرَّبُ بِهِ إِلَى اللهِ تَعَالَى ، مَا عَدَا سَوْرَةً مِنْ حِدَّةٍ كَانَتْ فِيهَا، تُسْرِعُ مِنْهَا الْفَيْئَةَ " .

فلم تمنعها مساماتها من حسن الثناء عليها بما هي أهله .

ولا يمنع ذلك كله أن يحدث بينهن ، رضوان الله عليهن جميعا ، ما يحدث بين النساء البعيدات من الغيرة الطبيعية ، فكيف بمن كن ضرائر عند رجل واحد ؛ فكيف إذا كان الرجل الذي يجمعهن : هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أشرف الخلق قاطبة ؟!

عن عروة بن الزبير : " أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَتْهُ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا لَيْلًا ، قَالَتْ فَغِرْتُ عَلَيْهِ ، فَجَاءَ ، فَرَأَى مَا أَصْنَعُ ، فَقَالَ : ( مَا لَكِ يَا عَائِشَةُ ؛ أَغِرْتِ ؟ ) .

فَقُلْتُ : وَمَا لِي لَا يَغَارُ مِثْلِي عَلَى مِثْلِكَ ؟!

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَقَدْ جَاءَكِ شَيْطَانُكِ ؟ )

قَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَوْ مَعِيَ شَيْطَانٌ ؟

قَالَ : ( نَعَمْ ) .

قُلْتُ : وَمَعَ كُلِّ إِنْسَانٍ ؟

قَالَ : ( نَعَمْ ) .

قُلْتُ : وَمَعَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟

قَالَ : ( نَعَمْ ؛ وَلَكِنْ رَبِّي أَعَانَنِي عَلَيْهِ حَتَّى أَسْلَمَ ) .

روى مسلم في صحيحه (2815) .











رد مع اقتباس