[إبراهيم رحمة]

ها أنا بعدَ غِيابي عني..
مِن بعيدِ البعيدْ..
أتَهَـادى..
ربما لم يكن قد حانْ..
مِن بعيدْ..
بَعضي يَلُوحُ لِـي..
بَعضي يُشِيرُ لِـي..
بعضُ السَّماواتْ..
بعضُ ما قد كانَ مِنْ قديمْ..
بعضُ زمانْ..
مِن بَعيدِ البعيدْ..
كُلُّ ما في الأمرِ هَـا أنا أعرفُنِـي..
بعدَ نَثَـارِ رَحيلْ..
بعدَ نَثَـارِ صَقيعْ..
يَعُودُ ذاكَ الذي يَكُونُـهُ أنَـــا..
يَتَهَـــادى..
مُتَّشِحًا بِلَوْنِ فَرَحْ..
ذاكَ الذي يَكُونُـهُ أنا أتَـــى..
مِنْ بعيدِ البعيدِ أتَـــى..
يَبْدأُ بِــي مَدَارِجَ الحُـلُولْ..
يَفْتَـــحُ بِـي مَعَارجَ البعيدِ البعيدْ..
ذاكَ الذي دلَّني على يَدِي..
فَأُمسِكُ باليَدِ يَـــدي..
صَوْبَـــهُ.. صَوْبَ البعيدِ البعيدْ..
صَوْبَــــهُ ذاك الذي يَكُونُـــهُ أنـــا..
أَمْضِــــي..
نَـحْوِي أنـــا أَمْضِي..
نحو البعيدِ البعيدِ الـمَـجْبُولِ بِـي أنــا..
أمضي..
ها أنــا بعدَ غيابــي..
أعثُــرُ عَنِّــي فيكْ..
ها أنــا أنتَ يــا أنـــا..