بتواصل تراجع أسعار النفط للشهر السادس على التوالي أي منذ جوان المنصرم، تتجه مداخيل الجزائر المالية من المحروقات لتلقي هزة عنيفة الجزائر تفوق 15 مليار دولار، وهي قيمة مرشحة لأن تتفاقم أكثر جراء قرار منظمة "أوبك" الأخير الذي ساهم في تواصل انهيار أسعار الخام في الأسواق الدولية.
قدر الخبير الاقتصادي والنفطي، عبد الرحمن مبتول، خسائر الخزينة العمومية من مداخيل النفط جراء تراجع الأسعار بنحو 15 مليار دولار، مشيرا إلى أن عائدات سوناطراك بنهاية السنة من المرجح أن لا تفوق 50 مليار دولار عكس ما صرح به وزير الطاقة يوسف يوسفي.
وذكر عبد الرحمن مبتول في تصريح لـ "الشروق" أن استمرار تراجع الأسعار منذ شهر جوان المنصرم ووصولها إلى 70 دولار أول أمس، يجعل من معدل السعر نحو 90 دولار للبرميل، وهو ما يعني أن الجزائر ستفقد ما قيمته 15 إلى 20 مليار دولار بنهاية السنة الجارية، وقال "تراجع سعر النفط بدولار واحد يترتب عنه تراجع في المداخيل بنحو 700 مليون دولار بنهاية السنة.
وأوضح مبتول أن خسائر الجزائر ستكون أكبر كون سعر الغاز مرتبط كذلك بسعر النفط، وقال "التراجع سيكون كبير لان أسعار الغاز هي الأخرى ستتضرر"، وأضاف "لطالما نصحنا المسؤولين بعدم ربط أسعار الغاز بأسعار النفط والتخلي عن سياسة العقود لكن لا أحد استمع إلينا".
وبحسب مبتول فإن الجميع متخوف من تراجع الأسعار وتراجع مداخيل سنة 2014 وأثرها على الاقتصاد الوطني، لكن الخطر الأكبر والتخوف الكبير هو في 2015، أين تشير جميع المؤشرات إلى تواصل تراجع الأسعار، التي ستكون في حدود 70 إلى 80 دولار لا أكثر.
اقترحت خلية أزمة على سلال ولا أحد استمع إلي
وذكر الخبير الاقتصادي عن مقترح قدم للوزير الأول عبد المالك سلال خلال ندوة الخاصة بالصناعة والتنمية الاقتصادية، بخصوص تشكيل خلية أزمة مستقلة لا تضم إطارات وزرة الطاقة لمتابعة التطورات وتفادي تأثيرات تراجع الأسعار على الاقتصاد الوطني، حتى لا تتكرر كارثة 86، أين هوت الأسعار بـ50 بالمائة، وبقيت الحكومة تتفرج ودفع بنا إلى الاستدانة وإعادة الجدولة لاحقا، خصوصا وأن الولايات المتحدة حسبه ستكون بلدا مصدرا اعتبار من 2017 واحتياطات الموزمبيق الضخمة التي ستدخل الإنتاج.
وبالنظر إلى جدول أسعار متوسط سلة أوبك فإن البرميل الجزائري فقد 37 دولارا منذ شهر جوان المنصرم أين كان في حدود 107.80 دولار للبرميل، ليصل إلى 70 دولار أول أمس، مباشرة بعد قرار "أوبك" للحفاظ على مستويات الإنتاج الحالية وعدم تخفيضها.
https://www.echoroukonline.com/ara/articles/224554.html