السؤال :
رزقت امرأة من معارفي بولد وسمته محمدا ، فتقول : محمد وأحس أنك من نور الكوثر ، ونور السماء ، وأكثر) فما حكم قولها هذا القول ؟
الجواب :
الحمد لله
قول الأخت المذكورة : أحس أنك من نور الكوثر ونور السماء .
هو على ما اعتاده الناس من المبالغة باستعمال التشبيه البليغ ، وذلك بحذف أداة التشبيه ووجه الشبه، فحقيقة قولها: أحس كأنك من نور الكوثر ونور السماء في إشراقك وتعلق النفس بك وتشوقها إليك، ونحو ذلك من المعاني.
وتدليل الصغير ، وملاعبته ، ومناغاته بمثل ذلك : نرجو ألا يكون به بأس ؛ لأنه مما يعلم أنه من باب المبالغة في الاستملاح والتدليل ، وإظهار المحبة وتعلق القلب به ، وهذا أمر فطري ، يعرفه الناس ، ويعتادون مثله .
وأما قولها: "أو أكثر" : فالذي يظهر أنه من الإغراق في المبالغة والإطراء ، حتى يوقع في الكذب ، وليس في مجرد المجازات أو التشبيهات الملائمة .
ولتنظر ما ثبت في الحديث ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ( مَوْضِعُ سَوْطِ أَحَدِكُمْ مِنَ الجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا ) رواه البخاري (2892).
فإن أهون شيء في الجنة – وليس فيها شيء هين – أعظم من الدنيا كلها ، فكيف يوصف الطفل بأن جماله أكثر من الكوثر ؟!
والله أعلم.