منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - حلقات "حسين" في محراب القرآن والضاد.
عرض مشاركة واحدة
قديم 2019-07-09, 09:55   رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف الخيمة والمنتديات الأدبيّة
 
الصورة الرمزية علي قسورة الإبراهيمي
 

 

 
إحصائية العضو









افتراضي





أحبّتي وخلاّني.
سلامٌ تحاكيه رياض أزاهر** وشوق نمت به عيون سواهر.
تحية من شطت به عنكم داره ** ولكنه للودّ والعهد ذاكر.
وإن كان بُعد الديار قد حال بيننا ** فأنتم له قلب وسمع وناظر.
طلب مني حسين ــ أسكنه الله في أعالي الجنان ــ أن أكتب هذه الآية:
" أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلمِ الله الذين جاهدوا منكم ويعلمَ الصابرين".
ثم قال لي في جملة " ويعلمَ الصابرين " وما سبب نصب " يعلمَ" ؟
ولو تتأمل الذي سبقها سوف تجد جملة " ولمّا يعلمِ الله الذي جاهدوامنكم ". وهنا الفعل " يعلمِ " هو مجزوم بِلمّا، ولكنه كُسر للاتقاء الساكنين.
فأحترتُ كالعادة، وخصوصا أن جملة " يعلمَ الصابرين " قد سبقت بحرف الواو.
وكما تعلمتُ أن الربط هنا بين الجملتين هو حرف الواو والذي أظنه حرف عطف.
ولكن حسين أظهر لي ما لم يكن في الحسبان.
حين قال لي:
أن هذا الواو ليس حرف عطف.
وأتمنى أن تصغي إليّ جيدًا.
إن الله جل في علاه أردف قوله " ويعلمَ الصابرين " بعد نفي واستفهام.
وأتى بواو المعية وليس واو العطف على تقدير معنى مفعول معه، لأجل ذلك نصب " يعلمَ " بعد واو المعية.
إذًا أن " يعلمَ " إن هو إلاّ فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبًا بعد واو المعية الواقعة بعد نفي واستفهام.
فيصير المعنى : لا تدخلوا الجنة إلاّ أن يعلمَ الله المجاهدين منكم مع الصابرين على الشدائد.
وبعبارة أخرى : أتحسبون أن تدخلوا الجنة في حال انتفاء علم الله بجهادكم مع انتفاء علمه بصبركم.. وكأننا نفهم سياق الآية بما يلي:
أحسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يجتمع العلمان.
فالجهاد لابد من الصبر لمن أراد أن يقوم به.
كما أن الصبر على المحن وعلى أهوال الشدائد هو سبب النجاح في الجهاد، ومتى كان ذلك فإنه يجلب النصر والانتصار، أو الشهادة والفوز بالجنة... وهي شجاعة لا بعدها شجاعة.
سئل علي بن أبي طالب ــ رضي الله عنه، وكرم الله وجهه ــ عن الشجاعة، فقال : صبر ساعة.
والله أعلم.
وكالعادة خيم الصمت والسكون.
وخرجت وأنا لا أدري ما أقول.
تحياتي.












رد مع اقتباس