فقه المرأة / أم سمية الأثرية
الحمد لله و صلى الله وسلم على رسوله
و على آله و أصحابه و من اهتدى بهداه
أمَّا بعد :
-جاء في الحديث "مفتاح الصلاة الطهور " و "إسباغ الوضوء شطر الإيمان" .
إن معرفة الطهارة من العلم الفرض -لمن وجبت عليه الصلاة - فالطهارة طهارتان :
طهارة من الحدث وطهارة من الخبث،
فطهارة الحدث بالوضوء أو الغُسل
أو البدَل عنهما الصعيد الطيب في التيمم،
و طهارة الخبث بالاستنجاء من البول والغائط
و البعد عن النجاسات العينية في البدن والثوب و البقعة، و ليس على من نام أو خرجت منه ريح استنجاء،
إنما عليه الوضوء لأن الاستنجاء شرع لإزالة النجاسة و لا نجاسة هنا.
و الإستجمار يقوم مقام الاستنجاء بالماء و يكون بالحجارة أو ما يقوم مقامها مثل المناديل
ولا بد فيه من ثلاثة أحجار طاهرة فأكثر على أن تكون وترا لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم،
فالإنسان مخير بين الاستنجاء بالماء أو الإستجمار بالحجارة و ما أشبهها أو الجمع بينهما
و لا يجوز الإستجمار باليد اليمنى و الأفضل استعمال الماء و هو الأصل
و ليس معنى هذا أنه لا تزول النجاسة إلا بالماء،
إنما المراد التنبيه على كون الماء هو الأصل في رفع الحدث و إزالة النجاسة،
و إلا فإنه متى زالت النجاسة بأي وجه كان زال حكمها، فإن الحكم إذا ثبت بعلة زال بزوالها،
وقد ثبت في الشرع إزالة النجاسة بغير الماء في مواضع :
منها الإستجمار بالحجارة ،و منها دلك النعلين بالتراب ،
و منها المرور بذيل ثوب المرأة على التراب بعد مروره على الخبث .
يطلق على الوضوء الطهارة الصغرى و يطلق على الغسل الطهارة الكبرى
فالطهارة الصغرى تكون من الحدث الأصغر كالبول والغائط
و الطهارة الكبرى تكون من الحدث الأكبر كالحيض و الجنابة ،
وللحديث بقية إن شاء الله...