منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - اضمنوا لي ستاً أضمن لكم الجنة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2021-05-21, 22:42   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
BFATIHA
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية BFATIHA
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة amirhib مشاهدة المشاركة
السلام عليكم .
يقول الله تعالى ( وما ينطق عن الهوى إن هو الا وحي يوحى )
يقول الله تعالى ( إنه لقول رسول كريم )
المصحف هو قول لله والنطق به رسول الله اصل الله عليه وسلم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

( وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) ) النجم

هناك سؤالان إذا تدبرنا جوابهما فهمنا معنى هذه الآيات الكريمة ، وربما حللنا إشكالاً بين من يعتبر جميع ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم وحياً من الله بدليل هذه الآية الكريمة ، وبين من يعتبر أن هذه الآية خاصة بالقرآن فقط وليس بجميع ما قاله صلى الله عليه وسلم في حياته.

السؤال الأول : لماذا استخدمت الآية تعبير ( ينطق ) ولم تستخدم تعبير ( يقول ) ؟

السؤال الثاني : لماذا نفت الآية أن يكون نطقه صلى الله عليه وسلم عن الهوى مع أن هواه عليه السلام هو تبع لما جاءه من الله تعالى ؟

وللإجابة على السؤالين نقول إن ما نسب الى الرسول صلى الله عليه وسلم في تبليغ آيات القرآن الكريم للناس وإسماعهم إياها هو النطق بها وليس القول، لأن القول للوحي

( إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19) ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ ) التكوير

وقوله تعالى ( إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ) يحصر نطق الرسول عليه السلام بالقرآن فقط وليس بأي كلام غيره ، لأن الآية مرتبطة أيضاً بما سبقها في قوله تعالى مخاطباً قريش ( مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى ) ، حيث اتهموا النبي عليه السلام بالسحر لأنه جاء بكلمات عجيبة بالنسبة لهم وهي القرآن الكريم . ثم تتابع الآيات
( عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى (6) وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى (7) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى ) ،
أي أوحى إليه القرآن الكريم ، وإذاً فقوله تعالى ( وما ينطق عن الهوى ، إن هو إلا وحي يوحى ) محصور بنطق الرسول لآيات القرآن وليس لأي قول يقوله صلى الله عليه وسلم ، وهذا يعني أنه في حديثه الشخصي صلى الله عليه وسلم ربما تحدث عن الهوى ولكن هواه لم يكن ليخرج أبداً عما جاء به من عند الله ، فهو عليه السلام كان خلقه القرآن ، وكان قرآناً يمشي على الأرض ، ولكنه ربما بالغ في مخالفة نفسه كما حدث حين حرّم على نفسه ما أحل الله تعالى له فعاتبه ربه بقوله
( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) التحريم: 1 ،
وكذلك حين منعه الحياء من الإفصاح عما أراده الله تعالى له من تزويجه زينب بنت جحش بعد أن قضى منها زيد وطراً ، فنزلت الآيات منبهة مرة أخرى
( وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ ) الأحزاب: 37 .

وعليه فلو كان كل كلامه صلى الله عليه وسلم (وحياً يوحى) لما حدثت هذه الأمور ولما نزلت تلك الآيات التي تعاتبه وتوجهه صلى الله عليه وسلم نحو الوجهة التي يريدها الله تعالى .
على أن هذه الأمور كانت دائماً أموراً شخصية مرتبطة بحياته الشخصية صلى الله عليه وسلم ، أما الأمور الأخرى فنحن مطالبون فيها باتباعه صلى الله عليه وسلم من خلال كل حديث منسوب إليه وثبتت صحة نسبته ، وذلك لقوله تعالى
( وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) الحشر: 7 .

والله تعالى أعلى وأعلم

الموقع : بيان المعاني في كلمات القرآن الكريم فيسبوك فرق بين القول والنطق

للكاتب زياد داود السلوادي









رد مع اقتباس