منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - خراسان الكبرى vs طوران العظيم
عرض مشاركة واحدة
قديم 2024-03-27, 11:08   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
سندباد علي بابا
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية سندباد علي بابا
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ممر زنغزور


شريط بري يبلغ طوله 40 كيلومترا، يمر عبر منطقة "زنغزور" الأرمنية، ويربط أذربيجان بإقليم نخجوان المتمتع بالحكم الذاتي، التابع لأذربيجان إداريا، والمنفصل عنها جغرافيا.


ويلعب ممر زنغزور دورا حاسما في زيادة الاتصال الإقليمي، ويتسع تأثيره بحيث يربط أوروبا بآسيا.


يقع ممر زنغزور عند التقاء جبال القوقاز الصغرى ومرتفعات الأناضول وجبال زاغروس، ويربط أذربيجان بإقليم نخجوان الأذري المتمتع بالحكم الذاتي، حيث تفرق بينهما الأراضي الأرمينية.


والممر عبارة عن شريط بري يبلغ طوله 40 كيلومترا، يمر بمنطقة "زنغزور" التاريخية، والتي تطلق عليها أرمينيا اسم "سيونيك"، وذلك بالقرب من الحدود الأرمينية الإيرانية، عبر مدينة "مِغري"، حيث المسافة الأقصر بين إقليم نخجوان وبقية أذربيجان.


خلال حرب ناغورني قره باغ الأولى، التي بدأت عام 1992 فقدت أذربيجان اتصالها البري المباشر مع نخجوان، وكان عليها أن تصل إليها برا أو جوا عبر أراضي إيران وجورجيا، ففقدت بالتالي الاتصال المباشر مع تركيا، التي لا تمتلك حدودا مع أذربيجان إلا في الجزء الشمالي الغربي من نخجوان.


ترفض أرمينيا إمكانية إنشاء "ممر زنغزور" دون أن تكون لها سيطرة عليه، وذلك خشية أن تفقد سيطرتها على حدودها الجنوبية، التي تُعَدُّ المنفذ الوحيد إلى إيران.


واتهم الرئيس التركي إيران بأنها تعرقل إنشاء ممر زنغزور، الذي يربط بلاده بأذربيجان، وأعلنت تركيا في 13 سبتمبر/أيلول 2023 أنها ستبدأ قريبا العمل على إنشاء الممر.


ترى أذربيجان أن فتح ممر زنغزور يعنى إعادة بناء السكك الحديدية التي تعود إلى الحقبة السوفياتية، وبناء طرق سريعة في المنطقة لربط أذربيجان بمنطقة نخجوان، ويهدف الممر -بحسب باكو- إلى منح أذربيجان إمكانية الوصول غير المقيد إلى نخجوان دون أي نقاط تفتيش في أرمينيا أثناء المرور عبر أراضيها.


ويعد الممر جزءا من طريق نقل إستراتيجي يمتد من العاصمة الأذرية باكو إلى قارص، المحافظة الشرقية لتركيا، بحيث يمنح الممر تركيا وصولا مباشرا إلى أذربيجان، مرورا بالأراضي الأرمينية.


وبشكل عام، فإن الممر هو مشروع جيوسياسي يربط أوروبا بآسيا الوسطى والصين عبر طريق أذربيجان-تركيا.


على الرغم من أن طول ممر زنغزور ليس كبيرا ولا يغطي مساحة واسعة على الخريطة العالمية، إلا أنه يتمتع بأهمية جيوسياسية كبيرة، وسيكون له -في حال تم فتحه- تأثير كبير على بنية اتصالات النقل في المنطقة.


ويلعب الممر دورا حاسما في زيادة الاتصال الإقليمي، ليس فقط على مستوى القوقاز، ولكن أيضا عبر أوراسيا الكبرى، حيث ينضم إلى الأراضي التركية والروسية والإيرانية والأرمنية وآسيا الوسطى ويربط أوروبا بآسيا.


وتعد أذربيجان وتركيا وروسيا المستفيدين المباشرين الرئيسيين من افتتاح الممر، بالإضافة إلى دول إقليمية أخرى، وفي حين أن حلف شمال الأطلسي وروسيا كانا على خلاف في ما يتعلق بالعديد من القضايا من الصراع الأوكراني إلى الشرق الأوسط، يبدو أن لدى كل منهما وجهات نظر إيجابية بشأن فتح طريق النقل.


أكدت أرمينيا رفضها السماح بأن يكون لأذربيجان "ممر" عبر الأراضي الأرمينية، وقال وزير الخارجية الأرميني أرارات ميرزويان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إن إنشاء ممر "عبر أراضي أرمينيا، لكنه خارج عن سيطرتنا غير مقبول لنا، وينبغي ألا يكون مقبولا للمجتمع الدولي".


وتعتبر أرمينيا أن إنشاء ممر زنغزور من دون نقاط سيطرة وتفتيش أرمينية تقويض لسيادة البلاد، الأمر الذي يجعلها غير قادرة على حماية مصالحها الوطنية.


يثير المشروع مخاوف إيران التي تخشى انقطاع حدودها مع أرمينيا، وتطويقها في منطقة القوقاز من قبل تركيا وأذربيجان، وقالت القيادة الإيرانية إن تغيير "الحدود التاريخية" في المنطقة "خط أحمر"، كما صرح القادة العسكريون مرارا بأنهم لن يسمحوا بمثل هذه الخطوة، وعملوا على تعزيز الحشود العسكرية في المنطقة الحدودية.


وفي أعلى مستويات القيادة، أعلن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية علي خامنئي معارضته لأي تغيير من هذا النوع، وهو موقف أعرب عنه في محادثات مع كل من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.


واتهم السفير الإيراني الأسبق في أذربيجان محمد باقر بهرامي -في تصريح للتلفزيون الإيراني- كلا من إسرائيل وبريطانيا وتركيا وأذربيجان بالعمل من أجل خلق "عالم تركي" عبر إنشاء ممر يمتد حتى تركمانستان، بل وحتى مناطق الإيغور المسلمين في الصين.


وُصف مشروع زنغزور أيضا بأنه ممر للناتو (حلف شمال الأطلسي)، إذ أن الحلف -الذي يضم تركيا في عضويته- بتشجيعه على إنشاء هذا الممر يسعى إلى الوصول إلى روسيا عبر بحر قزوين.


المصدر: الجزيرة









رد مع اقتباس