منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الجزائر واعتراف ترامب بمغربية الصحراء
عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-12-24, 21:19   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
Mohand_Zekrini
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي الجزائر واعتراف ترامب بمغربية الصحراء

الجزائر واعتراف ترامب بمغربية الصحراء
إن اصطفاف عرب التطبيع وراء خطوة المغرب بفتح معبر الكركرات بالقوة العسكرية، وما قابله من إعلان جبهة البوليساريو العودة إلى الكفاح المسلح، سارع في إبرام الصفقة الثلاثية بين أمريكا ترامب وإسرائيل والمغرب، إذ تحصل كل طرف منها على ما يريد.
أمريكا، فحاكمها المتهور دونالد ترامب، الذي هو من أكثر رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية صهيونية، ما جعله يفتك مرتبة مرموقة في المحل الماسوني، أخذ على عاتقه حماية إسرائيل وخدمتها "حتى أن هو صرح مازحا خلال حملته الانتخابية الأخيرة أنه في حالة عدم تصويت الأمريكان عليه سيترشح في إسرائيل" فبعد أن اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل وقطع علاقاته بما يسمى بالسلطة الفلسطينية لأنها لم تجاريه ولم تنخرط في صفقة القرن، استغل عدم تماسك القرار العربي وزعامة المملكات الخليجية على جامعة الدول العربية وحاجتها للاستناد والاستئناس بصاحب القوة إقليميا والرغبة الجامحة لإيران في امتلاك السلاح النووي، ليدفع بها لإعلان التطبيع مع الكيان الإسرائيلي واحدة تلو الأخرى، فبعد الإمارات والبحرين والسودان التي قايضها برفع اسمها من الدول الداعمة للإرهاب وبالتالي رفع العقوبات المفروضة عليه، والسعودية التي هي من دول التطبيع، إذ ماذا يمثل تطبيع البحرين؟ التي تقع في خصر السعودية لولا رضا هذه الأخيرة على خطواتها، وفتح مجالها الجوي على الملاحة الإسرائيلية الخطوة التي أفرحت بني صهيون، واستقبالها في زيارة سرية رئيس الوزراء الإسرائيلي "النتن ياهو" بنيامين نتنياهو بمدينة نيوم السعودية رفقة كاتب الدولة الأمريكي مايك بومبيو، واجتماعهما بالحاكم الفعلي للسعودية ولي العهد السعودي الأمير ابن سلمان، الزيارة التي كشف عنها الإعلام الأمريكي والإسرائيلي وسكت عنها الإعلام السعودي، أتى الدور على المغرب.
إسرائيل، التي كان سعيها الدؤوب هو تطبيع علاقاتها بالجوار العربي، وبالتالي إنهاء حالة العداء بينها وبين هذه الدول، التي كانت تصف نفسها بأنها جزيرة الحرية وسط بحر هائج، ومن خلال ذلك قبر الكفاح الفلسطيني.
المغرب، الذي يترأس لجنة تحرير القدس، فعلاقاته بالإسرائيليين تعود إلى سنين مرت، إذ أن المالك الراحل الحسن الثاني من الداعين إلى علاقات مع إسرائيل ومن المنبهرين بالفكر الصهيوني إذ طلب بتزاوج العقل الإسرائيلي بالمال العربي واستقبل بقصره بإفران الزعيم الإسرائيلي الراحل شمعون بيريز في وقت يتحرج الحكام العرب من ربط أية علاقات بالاسرائليين، كما أدار نفسه بمستشارين يحملون الجنسية الإسرائيلية من اليهود المغاربة، كما أن جنازته شاهدت حضور رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك أيهود براك، وبالتالي فإن أضحوكة تطبيع علاقاته بإسرائيل التي كانت في الأصل اكثر من طبيعية كان مقابل مقايضة ترامب بالاعتراف بالسيادة المغربية على أراضي الصحراء الغربية.
أما جزائريا، فالجزائر التي لم تكن لها الشجاعة أن ترد حينا على هذه الصفقة إلا بعد مرور وقت وأن تخرج بموقف يوازي حتى موقف حركة التحرر الصحراوية، ستخسر كثيرا من اعتراف ترامب بمغربية الصحراء، فبعد أن كانت الولايات المتحدة الأمريكية محايدة في النزاع المغربي الصحراوي.
الأستاذ/ محند زكريني









 


رد مع اقتباس