منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - مساوئ الأخلاق ومذمومها
عرض مشاركة واحدة
قديم 2021-04-14, 04:28   رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

أخوة الإسلام

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

آثار الانتِقَام

للانتقام آثارٌ سيِّئةٌ تعود على المنتقم نفسه

ومِن هذه الآثار:

1- أنَّ صاحب هذه الصِّفة لا ينال السِّيادة والشَّرف:

عن داود بن رشيد قال: قالت حكماء الهند:

(لا ظفر مع بغي... ولا سؤدد مع انتقام)


[4508] ((المجالسة وجواهر العلم)) للدينوري (4/358).

وعن ابن الكلبيِّ عن أبيه، قال:

(كان سلم بن نوفل الدِّيليُّ سيِّد بني كِنَانة

فخرج عليه ذات ليلة رجل مِن قومه

فضربه بالسَّيف، فأُخِذ بعد أيامٍ

فأُتِيَ به سلم بن نوفل، فقال: ما الذي فعلت؟!

أما خشيت انتقامي؟!

قال: له فلِمَ سوَّدناك إلَّا أن تكَظْم الغَيْظ

وتعفو عن الجاني، وتَحْلُم عن الجاهل

وتحتمل المكروه في النَّفس والمال. فخلَّى سبيله


[4509] ((المجالسة وجواهر العلم)) للدينوري (4/498).

3- أنَّ المنتقم لا يجب شُكْرُه ولا يُحْمَد ذِكْرُه:

قال الأبشيهي: (قيل: مَن انتقم فقد شَفَى غَيْظه

وأخذ حقَّه، فلم يجب شُكرُه

ولم يُحمَد في العالمين ذِكْرُه)


[4511] ((المستطرف)) (ص 197).

4- أنَّ الانتِقَام يعقبه النَّدامة:

قال ابن القيِّم:

(فما انتقم أحدٌ لنفسه قطُّ إلَّا أعقبه ذلك ندامة)


[4512] ((مدارج السالكين)) (2/303).

5- يُوَلِّد بين النَّاس الأحقاد والضَّغائن.

حُكم الانتِقَام

الانتِقَام جائزٌ إذا انتُهِك شيءٌ مِن محارم الله

وأمَّا في غير ذلك العفو والصَّفح أولى وأفضل

فعن عائشة -رضي الله عنها- أنَّها قالت:

((ما خُيِّر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين

إلَّا أخذ أيسرهما، ما لم يكن إثمًا

فإن كان إثمًا كان أبعد النَّاس منه

وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه

إلَّا أن تُنْـتَهَك حُرْمَة الله، فينتقم لله بها))


[4513] رواه البخاري (3560)، ومسلم (2327).

والله سبحانه وتعالى قد أذن لمن اعتُدي عليه

أن يردَّ بالمثل على مَن اعتدى عليه، قال تعالى:

فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى [البقرة: 194]

وقال أيضًا: وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا [الشُّورى: 40]

ومع هذا فقد بيَّن سبحانه وتعالى أنَّ العفو

عن المعتدي والتَّغاضي عن خطئه

أفضل مِن الانتِقَام منه قال تعالى:

فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ [الشُّورى:40]

وهذا فيما يتعلَّق بحقوق العباد مِن ضربٍ

وتعدِّي أو تجنِّي ونحو ذلك.

وأمَّا إن كان الاعتداء حاصلًا في شيء مِن حقوق الله

كالجور في الحكم بين الخصوم

أو الخيانة في الأهل ونحو ذلك

فإنَّ الاعتداء بالمثْل حينئذ لا يجوز.

فليس لك أن تجور في الحكم، ولا أن تخونه في أهله

لأنَّ ذلك اعتداء على حقوق الله وحدوده.

قال القرطبيُّ في تفسير قوله تعالى:

وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ

فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ [الشُّورى: 40].

وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا

قال العلماء: جعل الله المؤمنين صنفين

صنفٌ يعفون عن الظَّالم

فبدأ بذكرهم في وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ [الشُّورى: 37]

وصنفٌ ينتصرون من ظالمهم.

ثمَّ بيَّن حدَّ الانتصار بقوله

: وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا

فينتصر ممَّن ظلمه مِن غير أن يعتدي.

قال مقاتل وهشام بن حُجَير: هذا في المجروح

ينتقم مِن الجارح بالقِصَاص دون غيره مِن سبٍّ أو شتمٍ)


[4514] ((الجامع لأحكام القرآن)) (16/40).

قال ابن رجب الحنبليُّ:

(وأما قوله: وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ [الشُّورى: 39]

فليس منافيًا للعفو

فإنَّ الانتصار يكون بإظهار القُدْرة على الانتِقَام

ثمَّ يقع العفو بعد ذلك، فيكون أتمَّ وأكمل)


[4515] ((جامع العلوم والحكم)) (1/450).

قال الأبشيهي: (والذي يجب على العاقل

إذا أَمْكَنه الله تعالى أن لا يجعل العقوبة شيمته

وإن كان ولا بدَّ مِن الانتِقَام، فليرفق في انتقامه

إلَّا أن يكون حدًّا مِن حدود الله تعالى)


[4516] ((المستطرف)) للأبشيهي (ص 197).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ الانتِقَام









رد مع اقتباس