منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - مساوئ الأخلاق ومذمومها
عرض مشاركة واحدة
قديم 2021-04-13, 04:48   رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B11

أخوة الإسلام

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

خُلُقِ الانتِقَام

معنى الانتِقَام لغةً:

الانتقام مصدر انتقم

وأصل هذه المادة يدلُّ على إنكارِ شيءٍ وعَيبه

يقال: لم أَرْض منه حتى نَقِمْت وانتَقَمْت

إذا كافأَه عقوبةً بما صنَع. والنِّقْمَةُ العقوبة

وانْتَقَمَ الله منه أي: عاقَبَه، والاسم منه: النَّقْمة

ونَقَمْت ونَقِمْتُ: بالَغْت في كراهة الشَّيء


[4486] انظر: ((الصحاح)) للجوهري (5/2045)

((مقاييس اللغة)) لابن فارس(5/464)

((لسان العرب)) لابن منظور (12/590)

((المصباح المنير)) للفيومي (2/623).


معنى الانتِقَام اصطلاحًا:

الانتقام هو: إنزال العقوبة مصحوبًا

بكراهية تصل إلى حدِّ السَّخط


[4487] ((نضرة النَّعيم)) (9/4007).

وقال أبو هلال العسكريُّ:

(الانتِقَام: سَلْبُ النِّعمة بالعذاب)

[4488] ((الفروق)) (ص 77).

- الفرق بين الانتِقَام والعقاب:

أنَّ الانتِقَام: سَلْبُ النِّعمة بالعذاب..

والعقاب: جزاء على الجُرم بالعذاب

لأنَّ العقاب نقيض الثَّواب، والانتِقَام نقيض الإنعام


[4489] ((الفروق)) (ص 77).

الانتِقَام في القرآن الكريم

- قال تعالى: فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ

مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ [البقرة: 194].

قال السعدي: (ولما كانت النُّفوس -في الغالب-

لا تقف على حدِّها إذا رُخِّص

لها في المعاقبة لطلبها التَّشفِّي -أي: الانتِقَام-

أمر تعالى بلزوم تقواه، التي هي الوقوف عند حدوده

وعدم تجاوزها

وأخبر تعالى أنَّه مَعَ الْمُتَّقِينَ [البقرة: 194]

أي: بالعون، والنَّصر، والتَّأييد، والتَّوفيق)

[4490] ((تيسير الكريم الرحمن)) (ص 89).

- قال الله تعالى: وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ [الشُّورى: 37].

قال ابن جرير الطَّبري:

(وقوله: وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ يقول تعالى ذكره:

وإذا ما غضبوا على من اجترم إليهم جُرمًا

هم يغفرون لمن أجرم إليهم ذنبه

ويصفحون عنه عقوبة ذنبه)


[4491] ((جامع البيان)) (21/545).

وقال أبو إسحاق: (ولم يقل هم يقتلون

وفي هذا دليل على أنَّ الانتِقَام قبيح فِعْله على الكِرَام

فإنَّهم قالوا: الكريم إذا قَدِر غَفَر

وإذا عثر بمساءة ستر

واللَّئيم إذا ظفر عقر، وإذا أَمِن غَدَر)


[4492] ((غرر الخصائص الواضحة)) (ص 501).

بيَّن الله سبحانه وتعالى أنَّ العفو عن المعتدي

-والتَّغاضي عن خطئه- أفضل مِن الانتِقَام منه.

- قال تعالى:لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ

إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ 28

إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ

فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ [المائدة: 28-29].

فهابيل كان أقوى وأقدر على الانتِقَام والبطش

لكن منعه خوف الله.


الانتِقَام في السُّنَّة النَّبويَّة

- عن عائشة رضي الله عنها أنَّها قالت:

((ما خُيِّر رسول الله صلى الله عليه وسلم

بين أمرين إلَّا أخذ أيسرهما، ما لم يكن إثمًا

فإن كان إثمًا كان أبعد النَّاس منه

وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه

إلا أن تُنتَهك حُرْمَة الله فينتقم لله بها))


[4494] رواه البخاري (3560)، ومسلم (2327).

- وعنها رضي الله عنها قالت:

(ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا قطُّ بيده

ولا امرأة، ولا خادمًا، إلَّا أن يجاهد في سبيل الله

. وما نِيل منه شيء قطُّ، فينتقم مِن صاحبه

إلا أن يُنْتَهك شيء مِن محارم الله

فينتقم لله عزَّ وجلَّ)


[4495] رواه مسلم (2328).

قال ابن عثيمين: (حديث عائشة رضي الله عنها

أنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم ما ضرب أحدًا

-لا خادمًا ولا غيره- بيده

إلَّا أن يجاهد في سبيل الله

وهذا مِن كرمه صلى الله عليه وسلم

أنَّه لا يضرب أحدًا على شيءٍ مِن حقوقه هو الخاصَّة به

لأنَّ له أن يعفو عن حقِّه

وله أن يأخذ بحقِّه. ولكن إذا انتُهِكت محارم الله

فإنَّه صلى الله عليه وسلم لا يرضى بذلك

ويكون أشدَّ ما يكون أخذًا بها

لأنَّه صلى الله عليه وسلم لا يُقرُّ أحدًا على

ما يُغضِب الله سبحانه وتعالى

وهكذا ينبغي للإنسان أن يحرص على أخذ العفو

وما عفي مِن أحوال النَّاس وأخلاقهم ويعرض عنهم

إلَّا إذا انتُهِكَت محارم الله، فإنَّه لا يقرُّ أحدًا على ذلك)


[4498] ((شرح رياض الصالحين)) (3/606).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ الانتِقَام









رد مع اقتباس