أخوة الإسلام
السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ
نماذج من أحوال الصحابة عند الغَضَب
عمر رضي الله عنه:
روي أن رجلًا قال لعمر:
(إنَّك لا تقضي بالعدل، ولا تعطي الحق
فغضب واحمرَّ وجهه، قيل له: يا أمير المؤمنين
ألم تسمع أنَّ الله يقول:
خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ [الأعراف: 199]
وهذا جاهل، فقال: صدقت
فكأنما كان نارًا فأطفئت)
[6582] رواه البخاري (4642).
معاوية رضي الله عنه:
(خطب معاوية يومًا، فقال له رجل: كذبت.
فنزل مغضبًا فدخل منزله
ثم خرج عليهم تقطر لحيته ماءً
فصعد المنبر فقال: أيها الناس
إن الغَضَب من الشيطان، وإن الشيطان من النَّار
فإذا غضب أحدكم فليطفئه بالماء
ثم أخذ في الموضع الذي بلغه من خطبته)
[6583] رواه ابن قتيبة في ((عيون الأخبار)) (1/405).
عبد الله بن عباس رضي الله عنه:
سبَّ رجل ابن عباس رضي الله عنهما
فلمَّا فرغ قال: يا عكرمة
هل للرجل حاجة فنقضيها؟
فنكس الرجل رأسه واستحى
[6584] رواه الثعلبي في ((تفسيره)) (9/80).
أبو الدَّرداء رضي الله عنه:
أسمعَ رجلٌ أبا الدرداءَ رضي الله عنه كلامًا
فقال: يا هذا، لا تغرقن في سبِّنا
ودع للصلح موضعًا
فإنَّا لا نكافئ من عصى الله فينا
بأكثر من أن نطيع الله فيه
[6585] ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (252).
أبو ذر رضي الله عنه:
قال أبو ذر رضي الله عنه لغلامه:
(لِمَ أرسلت الشاة على علف الفرس؟
قال: أردت أن أغيظك
قال: لأجمعنَّ مع الغيظ أجرًا
أنت حرٌّ لوجه الله تعالى)
[6586] ((ربيع الأبرار ونصوص الأخيار)) للزمخشري (2/227).
نماذج من حال السلف عند الغَضَب
علي بن الحسين:
حُكيَ أنَّ جارية كانت تصبُّ الماء لعلي بن الحسين
فسقط الإبريق من يدها على وجهه فشجَّه
أي: جرحه، فرفع رأسه إليها
فقالت له: إنَّ الله يقول: وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ
فقال لها: قد كظمت غيظي.
قالت: وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ قال لها: قد عفوت عنك.
قالت: وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [آل عمران: 134]
قال: اذهبي فأنت حرَّة لوجه الله
عمر بن عبد العزيز:
(غضب يومًا عمرُ بن عبد العزيز
فقالَ لهُ ابنُه: عبدُ الملكِ رحمهما الله:
أنتَ يا أميرَ المؤمنين مع ما أعطاك الله
وفضَّلك به تغضبُ هذا الغَضَب؟
فقال له: أو ما تغضبُ يا عبدَ الملك؟
فقال عبد الملك: وما يُغني عنِّي سعةُ جوفي
إذا لم أُرَدِّدْ فيه)
[6587] ((جامع العلوم والحكم)) لابن رجب (1/366).
(وأسمعه رجل كلامًا، فقال له: أردتَ أن يستفزني الشيطان
بعزِّ السلطان، فأنال منك اليوم ما تناله مني غدًا
انصرف رحمك الله)
[6588] ((عيون الأخبار)) لابن قتيبة (1/290).
دخل عمر بن عبد العزيز المسجد ليلة في الظلمة
فمرَّ برجل نائم فعثر به
فرفع رأسه وقال: أمجنون أنت؟
فقال عمر: لا. فهمَّ به الحرس، فقال عمر: مه
إنما سألني أمجنون؟ فقلت: لا
[6589] ((الطبقات الكبرى)) لابن سعد (5/397).
المهدي:
(قيل: غضب المهدي على رجل، فدعا بالسياط
فلمَّا رأى شبيب شدَّة غضبه، وإطراق الناس
فلم يتكلموا بشيء، قال: يا أمير المؤمنين
لا تغضبنَّ لله بأشد مما غضب لنفسه. فقال: خلُّوا سبيله)
[6590] ((مختصر منهاج القاصدين)) لابن قدامة (ص 236).
عبد الله بن عون:
(روي عن القعنبي قال: كان ابن عون لا يغضب
فإذا أغضبه رجل قال: بارك الله فيك)
[6591] ((سير أعلام النبلاء)) للذهبي (6/366).
(وكان لابن عون ناقة، يغزو عليها ويحجُّ
وكان بها مُعجبًا. قال: فأمر غلامًا له أن يستقي عليها
فجاء بها وقد ضربها على وجهها
فسالت عينها على خدها
فقلنا: إن كان من ابن عون شيء فاليوم!
قال: فلم يلبث أن نزل
فلما نظر إلى الناقة قال: سبحان الله
أفلا غير الوجه
بارك الله فيك اخرج عني، اشهدوا أنه حرٌّ)
[6592] ((سير أعلام النبلاء)) للذهبي (6/371).
و لنا عودة من اجل استكمال شرح
خُلُقِ الغَضَب