منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - مفكر فلسطيني يحذر من قوات دولية على حدود غزة والضفة الهدف للاحتلال
عرض مشاركة واحدة
قديم 2021-02-28, 20:21   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
lamine1801
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

مقال مميز شكرا لك

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحاج بوكليبات مشاهدة المشاركة
المؤرخ المصري د. عاصم الدسوقي في ذكرى الوحدة: فُرضت على عبد الناصر.. الذين يهاجمون فكرة القومية العربية يخطبون ودّ أمريكا.. ومأزق سورية أنها بين عدوين والحكّام العرب استسلموا للمشروع الأمريكي الصهيوني وللشعوب ..

قال المؤرخ المصري الكبير د.عاصم الدسوقي أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر إن الوحدة التي تمت بين مصر وسورية في خمسينيات القرن الماضي فُرضت على الرئيس جمال عبد الناصر، مشيرا إلى أن مأزق سورية حتى اليوم أنها بين عدوين: في الشمال تركيا، وفي الجنوب إسرائيل.
وأضاف الدسوقي في تصريحات خاصة لـ”رأي اليوم” أنه منذ حرب فلسطين 1948 تحاول أن تلملم نفسها، وجاء حديث عبد الناصر بعد ثورة يوليو عن العروبة وتوحد العرب وفلسطين ليلهم السوريين فكرة الاندماج مع مصر للدفاع عن سورية.
وتابع قائلا: “جاء شكري القوتلي إلى مصر في 1957 وأصر على موافقة عبد الناصر على الوحدة، فرد عبد الناصر عليه قائلا: ليس الوقت مناسبا، نحن لدينا قضايا داخلية بعد تأميم قناة السويس، وبعد العدوان الثلاثي، فأصر القوتلي على طلبه، فوصل عبد الناصر إلى فكرة إرضاء السوريين،فعقد اتفاقية دفاع مع سورية عام 57، وغادر القوتلي القاهرة، لكن فكرة الوحدة مع مصر كانت تراوده، ولم تقنعه فكرة اتفاقية الدفاع المشترك، فعاد مرة أخرى إلى مصر في فبراير 58.
وقالوا لعبد الناصر: لن نخرج من مصر إلا بعد إعلان الوحدة، فتم له ما أراد، وأعلنت الوحدة في 22 فبراير 1958 وأصبح اسمها الجمهورية العربية المتحدة.. الإقليم الشمالي والإقليم الجنوبي، وتم تشكيل مجلس أمة عن البلدين”.
وقال الدسوقي إن السوريين استثمروا خطاب عبد الناصر عن الوحدة العربية، مشيرا إلى أن عبد الناصر كان لا يزال يتهيأ لتنظيم الأوضاع في الداخل، وتستيف البيت المصري بعد 52.
أسباب الفشل
وتابع الدسوقي: “قامت الوحدة على ما يرام، وأمنت سورية على نفسها، لكن الذي تسبب في إفشال الوحدة هو تطبيق قوانين التأميم الاشتراكية سنة 61 ، وكان من اللازم تطبيقها في كلا البلدين، وحدثت مشكلة مردها وجود شركة في سورية خماسية يمتلكها 5 أفراد تحتكر السوق السوري في ظل مناخ رأسمالي ، فمن هنا جاءت القوانين الاشتراكية وبالا على الشركة السورية الخماسية، فبدأت تلك الشركة في إفشال تلك الوحدة للهروب من تطبيق الاشتراكية، ونجحوا عن طريق الاتصال بعبد الكريم النحلاوي أحد الضباط السوريين،الذي كان مستاءً لوجود ضباط مصريين فوقه، فتم التنسيق بينه وبين قادة تلك الشركة السورية الخماسية على أساس أن يقود حركة انفصال، وكانت حجته واهية وهي: انه قاد حركة انفصال عن مصر بسبب تعالي المصريين على السوريين، وهذا ليس صحيحا، فهل كان هذا التعالي المزعوم مفاجئا، فقد مرت أعوام 58 و59 و60 .”
مقولة عبد الناصر الشهيرة
وتابع الدسوقي: “هنا قال عبد الناصر كلمته المشهورة: مهم أن تبقى الجمهورية العربية المتحدة، لكن الأهم أن تبقى سورية
وتخلص عبد الناصر من العبء، وهرب النحلاوي إلى الارجنتين وظل هناك لم يستطع أن يأتي إلى سورية بعد تهديده بالقتل”.
وردا على سؤال: هناك من يرى السعودية وآخرين في إفشال الوحدة بين مصر وسورية؟
أجاب الدسوقي: نعم، وهذا اتجاه آخر، وهو أن الدولة السعودية مع الاتجاه الإسلامي، وليس مع الاتجاه العربي، والدولة الإسلامية ليست صالحة مع الدول التي بها أقليات مسيحية ويهودية، وإلى الآن هناك تخوف من حكم الجماعات الإسلامية اتقاءً للفتنة الطائفية.
عاطفية
وردا حول ما يزعمه البعض من أن تجربة الوحدة كانت عاطفية، ولم يعد هناك ما يسمى القومية العربية؟
أجاب د.الدسوقي: “هذا الكلام يتسق مع الموجة الجديدة التي تحارب القومية العربية، وتسعى إلى تفكيك البلاد العربية؛ إحياءً لمشروع شمعون بيريز الذي نشره عام 1982
يقوم على تقسيم الشرق الاوسط إلى عدة دول تبلغ 73 دولة على أسس طائفية عرقية أو دينية أو مذهبية ، وهذا كان أساسا لثورات الربيع العربي”.
ألم يخطئ عبد الناصر؟
وردا على سؤال: ألم يخطئ عبد الناصر بقبول الوحدة؟
أجاب الدسوقي: “خليك مكانه، خيار الوحدة تم فرضه عليه دفاعا عن سورية، وعبد الناصر كان رافضا لها وكان يتحين الفرصة الملائمة، وكان يهدف أولا إلى ترتيب البيت المصري”.
وعن وجود استفادة ما من تجربة الوحدة؟
قال الدسوقي: هذه التجربة أفادته، وتم رفع شعار: اشتراكية وحدة، مخالفا شعار حزب البعث، حرية وحدة اشتراكية عبد الناصر عندما أراد تطبيق الاشتراكية، حدث الانفصال.
الأمل
وردا على سؤال: في هذا المأزق التاريخي للعرب، هل من سبيل لوحدة عربية أم باتت هدفا بعيد المنال؟
أجاب الدسوقي: “ستظل الوحدة العربية هدفا للشعوب، بعد أن تم استقطاب الحكام العرب للمشروع الأمريكي الصهيوني الذي بدأه السادات بالاعتراف بإسرائيل وعقد المعاهدة ، وتم اللعب على عقول العرب باستخدام الألفاظ، مثل التطبيع”.
وتابع الدسوقي: “مثلا عندما طبعت الإمارات مع إسرائيل، ماذا قال بن زايد: قال انا طبعت مع إسرائيل لخدمة قضية فلسطين، لأننا اتفقنا مع إسرائيل على إيقاف بناء المستوطنات”.
وتساءل الدسوقي مستنكرا: أليس هناك فرق بين كلمتي إيقاف ومنع؟
مشيرا إلى أنهم يلعبون بالألفاظ.
واختتم د.الدسوقي قائلا: “العرف الأمريكي في الوثائق التي قرأتها يؤمن بأن أهل الشرق أناس بسطاء، عقليتها ليست مركبة، لا يفهمون ما بين السطور، ولا ما وراء الكلمات، وأهم شيء أن تمتدح كبيرهم، وبعدها اطلب ما تشاء، مثلما فعلوا مع السادات، مدحوه بوصفه رجل العام، وكان لهم ما أرادوا.
على الجانب الآخر عرضوا على عبد الناصر عام 68 بعد العدوان أن تنسحب إسرائيل من سيناء بدون قتال، في مقابل أن يعترف بإسرائيل ويعقد اتفاقية سلام معهم، فما كان منه إلا أن رفع شعار: ما أُخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة هذا نموذج على من كان مدركا للعدو، وكان عبد الناصر لا تغره الكلمات، فكان عندما يمتدحونه، يقول: اذا عدوي اللي أنا عارف إن هو عدوي مدحني، يبقى أنا ماشي غلط، طول ما بيشتمني، يبقى أنا ماشي صح.
وحذر الدسوقي من مديح صندوق النقد الدولي لاقتصاد مصر، مؤكدا أن هذا الصندوق لا يريد الخير لمصر، بل يطبق سياسات استعمارية خطيرة.

المصدر: موقع رأي اليوم الإلكتروني









رد مع اقتباس