منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الأخت المراقبة [[ بسمة ]] ضيفة تحت مجهر الخيمة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2021-09-18, 18:06   رقم المشاركة : 58
معلومات العضو
المانجيكيو
مراقب منتدى خيمة الجلفة و منتديات الشؤون السياسية
 
الصورة الرمزية المانجيكيو
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة *عبدالرحمن* مشاهدة المشاركة
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

طرحت من قبل هذا السؤال و انتظرت احتراما

حتي تتوفر الفرصة كاملة الي اختنا بسمة

و قد اجادت في اجابتها

حتي طرحت السؤال من جديد

و ارجوا ان تقبلوا حضوري السريع

حارج اطار الاستضافة

..........


اخي كيان حر

ارجوا ان تكون صبور معي حتي نصل سويا

الي الاجابة التي تشرح صدرك

سؤالك المباشر هو

لماذا خلقت بعض الألام تفوق احتمالنا إن كنا نحن أضعف منها أليس هذا اختلالا في ميزان القوى ؟ أو أن هناك سرا ما نجهله ؟

مبرر وجودها قد نفهم في البدايه بهذا المثال

يقول الله عز وجل :

رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ (البقرة: 286]

و هذا الدعاء

ربنا لاتسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا

ولا يرحمنا ولا تمنع رزقك وفضلك واحسانك علينا

او استجابة دعائنا بذنوبنا

فاغفرها اللهم لنا واكفنا شرور خلقك اجمعين

و هذا الحديث الشريف

اللهمَّ اقسمْ لنا من خشيتِك ما يحولُ بيننا وبين معاصيكَ ,

ومن طاعتِك ما تبلغُنا به جنتَك

ومن اليقينِ ما يهونُ علينا مصيباتِ الدنيا ,

ومتعنَا بأسماعِنا وأبصارِنا وقوتِنا ما أحييتَنا ,

واجعلْه الوارثَ منا , واجعلْ ثأرنا على منْ ظلمَنا ,

وانصرْنا على منْ عادانا , ولا تجعلْ مصيبَتنا في دينِنا

, ولا تجعلِ الدنيا أكبرَ همِّنا , ولا مبلغَ علمِنا ,

ولا تسلطْ علينا منْ لا يرحمُنا

الجامع الصغير 1499

و بعد المراجعة اليسيرة لما سبق يتضح

نفي تقديرك ان هذا راجع الي اختلالا في ميزان القوى

بل لكل فعل رد فعل

و ما زاد الالم إلاَّ بكثرة الذنوب

و اعلم علم اليقين ان كل شئ في هذا الكون تحت مشيئة الله

و اقوي عدوا علي الاطلاق للانسان و هو السحر

يقول الله عز وجل :

وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ [البقرة:102]


و جانب اخر عام

اقتباس:
ما من شر أو داء في الدنيا والآخرة إلا وسببه الذنوب والمعاصي
والمتأمل في كتاب ربنا سبحانه يجد أن الله قص

علينا ما حل بالأمم السابقة من أنواع العقوبات

جزاء معصية الله ومخالفة أمره

فما الذي أخرج الوالدين من الجنة

دار اللذة والنعيم إلى دار الآلام والأحزان


وما الذي أخرج إبليس من ملكوت السماء وطرده الله ولعنه

ومسخ ظاهره وباطنه وبدله بالقرب بعداً

وبالرحمة لعنة وبالجنة ناراً

فهان على الله غاية الهوان وحل عليه غضب الرب

فمقته أكبر المقت

كل هذا بمخالفة أمر الله وارتكاب نهيه


عودة الي العبد الصالح

و السؤال هل هذا الامر يشملة

نعم يشملة لانه مع انه انسان صالح

يخطاء من الحين للاخر و لو بدون قصد

لذلك جاء الحديث الشريف

- كلُّ بني آدمَ خطَّاءٌ ، و خيرُ الخطائين التوابونَ

اخرجه الترمذي (2499)

و حتي يخرج من الدنيا كما ولدته امه


و اخيرا وقفة تأمل

هل يمكننا ان نسكن الالم مهما كانت قوتة بدون عقاقير

نعم يمكننا ذلك و الامثلة كثيرة

فهذا راجع الي قوة احضار الايمان و ثباتة

اثناء قوة الالم

و يحضر معي مثال حي بل مثال لكل مثال

الصحابي عروة بن الزبير بن العوام

علم عروة بن الزبير بما اجمع عليه الاطباء

فلم يبد الجزع على وجهه ولا الحزن على ملامحه

وواجه المحن بنفس راضية وقلب صبور

وعندما اخذوه لبتر ساقه

قالوا له: الا نسقيك مرقدا «شرابا اشبه بالمخدر»

حتى يغيب عقلك فلا تحس بالألم ونحن ننشر ساقك بالمنشار

فابتسم عروة ابتسامة عريضة تعبر عن صدق ايمانه

وثباته امام ضربات القدر

وقال لهم: لا

ما ظننت ان احدا يؤمن بالله يشرب شيئا يغيب عقله

حتى لا يعرف ربه عز وجل

ولكن ان كنتم لابد فاعلين فافعلوا ذلك وانا في الصلاة

فاني لا احس بذلك ولا اشعر به.

وما ان قام الى الصلاة واستغرق فيها كدأبه

حتى نشر الاطباء ساقه فلم يتألم ولم يختلج

ولم يتحرك عضو من اعضائه

ثم امسك بعد الصلاة بالساق المبتورة وقلبها بين يديه

وقال: اللهم انك تعلم اني لم امش بها

الى سوء او الى معصية قط.

و هل هذا فقط ما حدث معاه و هذا والله يكفي بالنسبة لي

وحدث في تلك الليلة التي قطعت فيها ساقه

ان دخل ابنه حظيرة الدواب فرفسته فرس فمات في الحال

واجتمعت على عروة مصيبتان في ليلة واحدة

بتر ساقه وموت احب اولاده اليه

فكيف استقبل المصيبتين وواجه المحنتين

وبماذا خرج من امتحان الله له في نفسه وولده

كان في ايمانه وصبره كالطود الشامخ العظيم

لا تحركه الرياح ولا تهزه الاعاصير ولا تؤثر فيه الانواء

فقد جاءه الوليد بن عبدالملك يعزيه في رجله

وفي ابنه الذي قتل برفسة فرس

فقال عروة: اللهم لك الحمد كان لي اطراف اربعة

فاخذت واحدا وابقيت ثلاثة

وكان لي بنون سبعة فاخذت واحدا وابقيت ستة

فلئن كنت قد ابتليت فلطالما عافيت

ولئن كنت قد اخذت فلطالما اعطيت فلك الحمد يا رب.


عاش عروة بن الزبير احدى وسبعين سنة

حمل خلالها لواء العلم وجسد مبادئ الاسلام

في سلوكه النوراني

اخي الفاضل

ان اردت المزيد ازيد


و عليكم السلام و رحمة الله
شكرا أخي عبد الرحمن على هذه الاستفاضة و الشرح القيّم
إذا كان هناك فائدة استفدتها من كلامك فهي فائدة و قيمة الصبر و الثبات على الشدائد و أن الإنسان بإمكانه أن يتحمل ما دام يقينه و إيمانه راسخ لا يتزعزع

لكنني بصراحة لحد الآن لا أفهم لماذا الألم و المعاناة سببها الذنوب و المعاصي
لو كانت هذه الجملة قاعدة في الحياة لما عانى الغلمان و الصبيان الرضع فلماذا يعاني رضيع أو صبي صغير الألم و المعاناة حتى الموت فعلى أي ذنب يتألمون و يعاقبون ؟ .... إذا قلت لي ذلك ابتلاء لهم فأقول لك أن بعض الابتلاءات تفوق الاحتمال و نهايتها الموت .... و لو بحثنا في سبب معاناة و آلام هؤلاء الأطفال نجد السبب هو إهمال الوالدين أو بسبب نظام سياسي فاسد جعل الشعب يعيش أوضاع اجتماعية متردية فتنتشر المجاعات و الأمراض أو بسبب ولادتهم في بيئة حرب متوترة الأوضاع
لذلك أقول أن لكل نتيجة سبب و سبب تألم هؤلاء الأطفال هي أسباب لم يخترها الأطفال بوعي بل وجدوا أنفسهم فجأة في هذه الحياة محاطين بواقع سلبي جدا .. لذلك أنا أتساءل لماذا رضي الله أن يتم إنجابهم لكي يتألموا و يموتو ؟
أرجو أن أكون قد ابرزت وجهة نظري

شرفت أخي عبد الرحمن