منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الأخت المراقبة [[ بسمة ]] ضيفة تحت مجهر الخيمة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2021-09-18, 15:10   رقم المشاركة : 56
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كيان حر مشاهدة المشاركة
أهلا بالطيبة الملهمة
عذرك معك أختي و خذي كل وقتك

صراحة كلامك جميل و رائع و يزرع الأمل في النفس و حتى لو قمت بمراجعته منطقيا سأجد أن الألم منطقي لأنه كما تفضلت لولاه لما شعرنا بطعم الحياة و حلاوة المتاع و الصحة .

و لكن هناك نقطة لم أستطع فهمها تماما لا أدري إن كنت سأجيد نقلها لكم بالصورة التي في عقلي و لكنني سأحاول الإيضاح و سأبدأ من قولك [[ لولا الألم لما تعلمنا الصبر ]] ... و لذلك أنا أتساءل :
الصبر على ماذا ؟ ..... ما هو الشيء الأسوء الذي يعلمنا الألم الصبر عليه ؟
في ظني لا أعتقد أن هناك ما هو أسوء من الألم في أعلى درجاته و حتى لو بلغ الانسان من الصبر ما بلغ إلا أن هناك حدود لاحتماله و صبره و هذا طبيعي لأننا بشر و نحن ضعفاء أمام الألم إن فاق حدود احتمالنا و هذا الذي أقصده أنا لماذا خلقت بعض الألام تفوق احتمالنا إن كنا نحن أضعف منها أليس هذا اختلالا في ميزان القوى ؟ أو أن هناك سرا ما نجهله ؟


السؤال للجميع حتى لا أثقل على ضيفتنا بكثير من الفلسفة في مجلس جاءت لتستريح فيه و لك أن تتجاهلي السؤال إن بدا صعبا
و سآتيك لاحقا بالأطباق التي تشتهيها من الأسئلة :d

أرجو لك الآن جلسة طيبة ممتعة .
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

طرحت من قبل هذا السؤال و انتظرت احتراما

حتي تتوفر الفرصة كاملة الي اختنا بسمة

و قد اجادت في اجابتها

حتي طرحت السؤال من جديد

و ارجوا ان تقبلوا حضوري السريع

حارج اطار الاستضافة

..........


اخي كيان حر

ارجوا ان تكون صبور معي حتي نصل سويا

الي الاجابة التي تشرح صدرك

سؤالك المباشر هو

لماذا خلقت بعض الألام تفوق احتمالنا إن كنا نحن أضعف منها أليس هذا اختلالا في ميزان القوى ؟ أو أن هناك سرا ما نجهله ؟

مبرر وجودها قد نفهم في البدايه بهذا المثال

يقول الله عز وجل :

رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ (البقرة: 286]

و هذا الدعاء

ربنا لاتسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا

ولا يرحمنا ولا تمنع رزقك وفضلك واحسانك علينا

او استجابة دعائنا بذنوبنا

فاغفرها اللهم لنا واكفنا شرور خلقك اجمعين

و هذا الحديث الشريف

اللهمَّ اقسمْ لنا من خشيتِك ما يحولُ بيننا وبين معاصيكَ ,

ومن طاعتِك ما تبلغُنا به جنتَك

ومن اليقينِ ما يهونُ علينا مصيباتِ الدنيا ,

ومتعنَا بأسماعِنا وأبصارِنا وقوتِنا ما أحييتَنا ,

واجعلْه الوارثَ منا , واجعلْ ثأرنا على منْ ظلمَنا ,

وانصرْنا على منْ عادانا , ولا تجعلْ مصيبَتنا في دينِنا

, ولا تجعلِ الدنيا أكبرَ همِّنا , ولا مبلغَ علمِنا ,

ولا تسلطْ علينا منْ لا يرحمُنا

الجامع الصغير 1499

و بعد المراجعة اليسيرة لما سبق يتضح

نفي تقديرك ان هذا راجع الي اختلالا في ميزان القوى

بل لكل فعل رد فعل

و ما زاد الالم إلاَّ بكثرة الذنوب

و اعلم علم اليقين ان كل شئ في هذا الكون تحت مشيئة الله

و اقوي عدوا علي الاطلاق للانسان و هو السحر

يقول الله عز وجل :

وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ [البقرة:102]


و جانب اخر عام

ما من شر أو داء في الدنيا والآخرة إلا وسببه الذنوب والمعاصي

والمتأمل في كتاب ربنا سبحانه يجد أن الله قص

علينا ما حل بالأمم السابقة من أنواع العقوبات

جزاء معصية الله ومخالفة أمره

فما الذي أخرج الوالدين من الجنة

دار اللذة والنعيم إلى دار الآلام والأحزان


وما الذي أخرج إبليس من ملكوت السماء وطرده الله ولعنه

ومسخ ظاهره وباطنه وبدله بالقرب بعداً

وبالرحمة لعنة وبالجنة ناراً

فهان على الله غاية الهوان وحل عليه غضب الرب

فمقته أكبر المقت

كل هذا بمخالفة أمر الله وارتكاب نهيه


عودة الي العبد الصالح

و السؤال هل هذا الامر يشملة

نعم يشملة لانه مع انه انسان صالح

يخطاء من الحين للاخر و لو بدون قصد

لذلك جاء الحديث الشريف

- كلُّ بني آدمَ خطَّاءٌ ، و خيرُ الخطائين التوابونَ

اخرجه الترمذي (2499)

و حتي يخرج من الدنيا كما ولدته امه


و اخيرا وقفة تأمل

هل يمكننا ان نسكن الالم مهما كانت قوتة بدون عقاقير

نعم يمكننا ذلك و الامثلة كثيرة

فهذا راجع الي قوة احضار الايمان و ثباتة

اثناء قوة الالم

و يحضر معي مثال حي بل مثال لكل مثال

الصحابي عروة بن الزبير بن العوام

علم عروة بن الزبير بما اجمع عليه الاطباء

فلم يبد الجزع على وجهه ولا الحزن على ملامحه

وواجه المحن بنفس راضية وقلب صبور

وعندما اخذوه لبتر ساقه

قالوا له: الا نسقيك مرقدا «شرابا اشبه بالمخدر»

حتى يغيب عقلك فلا تحس بالألم ونحن ننشر ساقك بالمنشار

فابتسم عروة ابتسامة عريضة تعبر عن صدق ايمانه

وثباته امام ضربات القدر

وقال لهم: لا

ما ظننت ان احدا يؤمن بالله يشرب شيئا يغيب عقله

حتى لا يعرف ربه عز وجل

ولكن ان كنتم لابد فاعلين فافعلوا ذلك وانا في الصلاة

فاني لا احس بذلك ولا اشعر به.

وما ان قام الى الصلاة واستغرق فيها كدأبه

حتى نشر الاطباء ساقه فلم يتألم ولم يختلج

ولم يتحرك عضو من اعضائه

ثم امسك بعد الصلاة بالساق المبتورة وقلبها بين يديه

وقال: اللهم انك تعلم اني لم امش بها

الى سوء او الى معصية قط.

و هل هذا فقط ما حدث معاه و هذا والله يكفي بالنسبة لي

وحدث في تلك الليلة التي قطعت فيها ساقه

ان دخل ابنه حظيرة الدواب فرفسته فرس فمات في الحال

واجتمعت على عروة مصيبتان في ليلة واحدة

بتر ساقه وموت احب اولاده اليه

فكيف استقبل المصيبتين وواجه المحنتين

وبماذا خرج من امتحان الله له في نفسه وولده

كان في ايمانه وصبره كالطود الشامخ العظيم

لا تحركه الرياح ولا تهزه الاعاصير ولا تؤثر فيه الانواء

فقد جاءه الوليد بن عبدالملك يعزيه في رجله

وفي ابنه الذي قتل برفسة فرس

فقال عروة: اللهم لك الحمد كان لي اطراف اربعة

فاخذت واحدا وابقيت ثلاثة

وكان لي بنون سبعة فاخذت واحدا وابقيت ستة

فلئن كنت قد ابتليت فلطالما عافيت

ولئن كنت قد اخذت فلطالما اعطيت فلك الحمد يا رب.


عاش عروة بن الزبير احدى وسبعين سنة

حمل خلالها لواء العلم وجسد مبادئ الاسلام

في سلوكه النوراني

اخي الفاضل

ان اردت المزيد ازيد