منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - حُسْنُ الْخُلُقِ
عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-08-24, 04:34   رقم المشاركة : 43
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

نماذج مِن إيثار الصَّحابة رضوان الله عليهم

ضرب الصَّحابة أروع أمثلة الإيثَار وأجملها

ومَن يتأمَّل في قصص إيثارهم

يحسب ذلك ضربًا مِن خيال

لولا أنَّه منقولٌ لنا عن طريق الأثبات

وبالأسانيد الصَّحيحة الصَّريحة.

وإليكم بعضًا مِن النَّماذج

التي تروي لنا صورًا رائعة مِن الإيثَار:


ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم:

- عن أبي هريرة رضي الله عنه ((أنَّ رجلًا أتى النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم، فبعث إلى نسائه، فقلن: ما معنا إلَّا الماء. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَن يضمُّ- أو يضيف- هذا؟

فقال رجل مِن الأنصار: أنا. فانطلق به إلى امرأته

فقال: أكرمي ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقالت: ما عندنا إلَّا قوت صبياني.

فقال: هيِّئي طعامك، وأصبحي سراجك


[367] وأصبحي سراجك: أي أوقديه.

انظر: ((فتح الباري)) لابن حجر (7/120).


ونوِّمي صبيانك إذا أرادوا عشاء. فهيَّأت طعامها، وأصبحت سراجها، ونوَّمت صبيانها

ثمَّ قامت كأنَّها تصلح سراجها فأطفأته، فجعلا يريانه أنَّهما يأكلان، فباتا طاويين


[368] الطيان: الجائع.

انظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (15/20).


فلمَّا أصبح غدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ضحك الله اللَّيلة- أو عجب مِن فعالكما-

فأنزل الله: وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [الحشر:9]))


[369] رواه البخاري (3798)

مِن حديث أبي هريرة رضي الله عنه.


الأنصار... إيثار منقطع النَّظير:

أقبل المهاجرون إلى المدينة لا يملكون مِن أمر الدُّنْيا شيئًا

قد تركوا أموالهم وما يملكون خلف ظهورهم

وأقبلوا على ما عند الله عزَّ وجلَّ

يرجون رحمته ويخافون عذابه

فاستقبلهم الأنصار الذين تبوَّؤوا الدَّار

وأكرموهم أيَّما إكرام

ولم يبخلوا عليهم بشيء مِن حطام الدُّنْيا...

في صورة يعجز عن وصفها اللِّسان

ويضعف عن تعبيرها البيان:

- فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ((لما قدم المهاجرون المدينة نزلوا على الأنصار في دورهم

فقالوا: يا رسول الله، ما رأينا مثل قوم نزلنا عليهم أحسن مواساة في قليل، ولا أبذل في كثير منهم، لقد أشركونا في المهنأ (4) وكفونا المؤنة

ولقد خشينا أن يكونوا ذهبوا بالأجر كلِّه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كلَّا ما دعوتم الله لهم وأثنيتم به عليهم))


[371] رواه الضيَّاء في ((المختارة)) (5/290)

مِن حديث أنس رضي الله عنه.

وصحَّح سنده البوصيري في ((إتحاف الخيرة)) (7/325).


- وهذا عبد الرَّحمن بن عوف ((لـمَّا قدم المدينة آخى النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن الرَّبيع الأنصاريِّ

وعند الأنصاريِّ امرأتان، فعرض عليه أن يناصفه أهله وماله

فقال له: بارك الله لك في أهلك ومالك، دلُّوني على السُّوق...))


[372] رواه البخاري (2048)

مِن حديث عبد الرَّحمن بن عوف رضي الله عنه.


إيثار... حتى بالحياة:

وقد وصل الحال بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن آثروا إخوانهم بحياتهم.

. وهذا غاية الجود، ومنتهى البذل والعطاء.

- ففي غزوة اليرموك قال عكرمة بن أبي جهل: قاتلت رسول الله صلى الله عليه وسلم في مواطن وأفرُّ منكم اليوم؟!

ثمَّ نادى: مَن يبايع على الموت؟

فبايعه عمُّه الحارث بن هشام، وضرار بن الأزور في أربعمائة مِن وجوه المسلمين وفرسانهم، فقاتلوا قدَّام فسطاط خالد حتى أُثْبِتُوا جميعًا جراحًا

وقُتِل منهم خلقٌ، منهم ضرار بن الأزور -رضي الله عنهم-...

فلمَّا صرعوا مِن الجراح استسقوا ماء، فجيء إليهم بشربة ماء، فلمَّا قربت إلى أحدهم نظر إليه الآخر

فقال: ادفعها إليه. فلما دُفِعَت إليه نظر إليه الآخر، فقال: ادفعها إليه. فتدافعوها كلُّهم -مِن واحد إلى واحد- حتى ماتوا جميعًا ولم يشربها أحد منهم -رضي الله عنهم- أجمعين


[373] ((البداية والنهاية)) لابن كثير (7/15).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ الإيثَار









رد مع اقتباس