منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - حلقات "حسين" في محراب القرآن والضاد.
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-10-22, 17:08   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف الخيمة والمنتديات الأدبيّة
 
الصورة الرمزية علي قسورة الإبراهيمي
 

 

 
إحصائية العضو









افتراضي

سألني حسين ــ رحمه الله ــ مرة. ما حكم المعطوف على اسم الحرف المشبه بالفعل؟
فتشجعتُ وكأنني على ثقة كبيرة من نفسي، وأجبتُ:
حكم المعطوف على اسم الحرف المشبه بالفعل هو النصب سواء أ كان العطف قبل مجيء الخبر نحو:
إنّ الشتمَ والسبّ محرّمان، أم بعده نحو: إنّ الشتمَ محرمٌ والسبَّ.
فتبسم ــ رحمه الله ــ لثقتي بنفسي. ثم قال لي: صدقت، فيما قلتَ. ولكنه يجوز مع النصب وجهٌ آخر وهو الرفع.
فقطبتُ جبيني، وقلتُ له أنّى يكون ذلك؟!
فأجاب بنوعٍ من الثقة التامة، وقال: يكون الرفع بشرطين:
أحدهما: عند استكمال الخبر.
والثاني: أن يكونَ الحرف المشبه بالفعل ( إنّ، أو إنّ، أو لكنّ) مثل:
ــ إنّ التقاعسَ ممنوعٌ والتكاسلُ
ــ أعجبني أن سعيدًا حاضرٌ ونبيلٌ والعمال مشتغلون لكنّ ربَّ العمل غائب ومراقبُ العمال.
وحتى أبرهنُ لك على ذلك فالشاعر العربي يقول:
فمن يكُ لم يُنجب أبوه وأمّه ** فإنّ لنا الأم النجيبةَ والأبُ.
وإذا لم تقتنع فهاك هذا البيت من الشعر قاله شاعر من العرب الأقحاح:
وما قصّرتُ بي في التسامي خؤولة ** ولكن عمي الطيب الاصل والخالُ
وبدأ في شرح ذلك معلّلاً حين قال:
إنّ المرفوعَ بعد العاطف في مثل هذه الحالات، إن هو إلاّ مبتدأ حُذف خبره. أو هو معطوف على ضمير الرفع المستتر في الخبر، وذلك إن كان بين الخبر والمعطوف فاصل. وهذان الإعرابان جائزان في الشاهدين الأخيرين لأن المرفوع بعد حرف العطف مفصول بينه وبين الخبر.
وعلى الاعراب الأول يكون تقدير الخبر المحذوف في الشاهد الأول: لنا، وجملة ( لنا الاب) معطوفة على جملة ( لنا الأم النجيبة).
كما يكون تقديره في الشاهد الثاني: "الطيب الاصل"، وجملة (الخال الطيب الاصل) معطوفة على جملة ( لكن عمي الطيب الاصل)
وعلى الإعراب الثاني يكون العطف عطف مفرد على مفرد.
وعليه يقودنا الكلام الى تأمل ما جاء في قوله تعالى، والحكم عليه. يقول جلّ من قائلٍ:
(( إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون))
وكَدليلٍ وبرهانٍ على أن العرب يقولون بذلك .. أسوق ما قاله ضابئ بن الحارث البرجمي، حيث يقول:
ومن يكُ أمسى بالمدينة رحلهُ ** فإني وقيار بها لغريبُ
وعليه فإنّ الاسمَ المرفوعَ في هذه الشواهد إمّا هو مبتدأ حُذف خبره، فهو مع خبره جملة معترضة بين اسم الحرف المشبه بالفعل وخبره، وإمّا مبتدأ خبره المذكور بعده، فيكون خبر الحرف المشبه بالفعل هو المحذوف وتكون جملة المبتدأ وخبره معطوفة على جملة الحرف المشبه بالفعل واسمه وخبره.
وعليه فإن ما جاء في الآية الكريمة.. أن التقدير فيها: " والصابئون كذلك "
وكذلك قول الشاعر البرجمي ، فالتقدير فيه : " وقيار غريب "
كما يقودنا الكلام للبرهنة على أن ما جاء بين طيات الآية الكريمة ألا تعارض فيه مع ما جاء في كلام العرب الاقحاح.
وهذا ردٌّ بليغ على الذين في قلوبهم زيغ، والذين لا هم سوى تخطئة القرآن الكريم.
فتعالى الله عما يقولون علوًّا كبير.
ثم أنتهى الدرس. ولكم أن تحكموا
تحياتي.









رد مع اقتباس