كم اتذكره، ولا أنا عن ذكراه من الساهين
مرة قرأ عليّ قوله تعالى:
(( وإن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن وقد فرضتم لهن فريضة فنصف ما فرضتم إلا أن يعفون أو يعفو الذي بيده عقدة النكاح وأن تعفوا أقرب للتقوى ولا تنسوا الفضل بينكم إن الله بما تعملون بصير))
ثم طلب مني كتابتها.
وقال ما قولك في " أن يعفون " ؟ وماذا ترى؟
نظرتُ مليًّا وجليًّا
فكانتِ الغرابة مني بمكانٍ .. حين نظرت، وظننتُ أن " أن يعفون " وقد تعلمتُ سابقا أن :
أن : حرف نصب يبنى على السكون، ينصب الفعل المضارع.
وإن كان الفعل " يعفون " من الافعال الخمسة، فلابد أن تكون علامة نصبه حذف النون من آخره.
فبادرني حسين. ألا َترى أنّ النون لا تزال باقية. فكيف تبقى النون في الفعل المضارع المنصوب "يعفون "؟
فعجزتُ عن الرد، ولم أعرف من الآية الكريمة القصد.
عندها قال لي:
ليتك تقول لي عمن تتكلم عنه الآية الكريمة؟
فقلت : لا شك أنها تتكلم عن النساء وطلاقهن .
فقال حسين:
إذن قد فض الاشكال.
فالنون هنا هي نون النسوة
لهذا فإن الفعل " يعفون " ما هو إلاّ فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة في محل نصب بأن المصدرية الناصبة.
إذن فالنون : نون النسوة، ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.
ونستنتج من ذلك أن هناك فرق بين نون الثبوت، والنون النسوة.
والواو ليست واو الجماعة ، إنما هي واو الفعل.
وتقدير ما جاء الآية .. تعفو النساء وتسامح.
وبهذا فض الاشكال ، وعُرف معنى ما جاء في القرآن.
ولي عودة إن شاء الله.
تحياتي.