منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - حُسْنُ الْخُلُقِ
عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-09-13, 05:08   رقم المشاركة : 64
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

نموذج مِن تأنِّي الأنبياء والمرسلين عليهم السَّلام

نبيُّ الله يوسف عليه السَّلام:

تأنَّى نبيُّ الله يوسف -عليه الصَّلاة والسَّلام-

مِن الخروج مِن السِّجن حتى يتحقَّق الملك

ورعيَّته براءة ساحته ونزاهة عرضه

وامتنع عن المبادرة إلى الخروج ولم يستعجل في ذلك.

قال تعالى: وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ [يوسف: 50].

قال ابن عطيَّة:

(هذا الفعل مِن يوسف -عليه السَّلام-

أناةً وصبرًا وطلبًا لبراءة السَّاحة)


[593] ((المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز))

لابن عطية (3/252).


نموذج للتَّأني مِن سير الصَّحابة رضي الله عنهم

تأنِّي أبي ذر الغفاري في قصَّة إسلامه

قال ابن عبَّاس:

((لـمَّا بلغ أبا ذر مبعث النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم

بمكَّة قال لأخيه: اركب إلى هذا الوادي

فاعلم لي علم هذا الرَّجل الذي يزعم أنَّه يأتيه

الخبر مِن السَّماء، فاسمع مِن قوله ثمَّ ائتني

فانطلق الآخر حتى قدم مكَّة

وسمع مِن قوله

ثمَّ رجع إلى أبي ذر فقال: رأيته يأمر بمكارم الأخلاق

وكلامًا ما هو بالشِّعر.

فقال: ما شفيتني فيما أردت فتزوَّد وحمل شنَّة


[594] الشنة: الخلق من كل آنية صنعت من جلد

. انظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (13/241).


له فيها ماء حتى قدم مكَّة

فأتى المسجد فالتمس النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم ولا يعرفه

وكره أن يسأل عنه، حتى أدركه -يعني اللَّيل- فاضطجع

فرآه عليٌّ فعرف أنَّه غريب

فلمَّا رآه تبعه، فلم يسأل واحد منهما صاحبه

عن شيء حتى أصبح

ثمَّ احتمل قربته وزاده إلى المسجد

فظلَّ ذلك اليوم

ولا يرى النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم، حتى أمسى

فعاد إلى مضجعه، فمرَّ به عليٌّ

فقال: ما آن للرَّجل أن يعلم منزله؟ فأقامه

فذهب به معه، ولا يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء

حتى إذا كان يوم الثَّالث فعل مثل ذلك

فأقامه عليٌّ معه، ثمَّ قال له: ألا تحدِّثني؟

ما الذي أقدمك هذا البلد؟

قال: إن أعطيتني عهدًا وميثاقًا لترشدنِّي، فعلتُ، ففعل

فأخبره، فقال: فإنَّه حقٌّ وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم

فإذا أصبحت فاتَّبعني

فإنِّي إن رأيت شيئًا أخاف عليك

قمت كأنِّي أُريق الماء

فإن مضيت فاتَّبعني حتى تدخل مدخلي، ففعل

فانطلق يقفوه

حتى دخل على النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ودخل معه

فسمع مِن قوله، وأسلم مكانه))


[595] رواه مسلم (2474).

فنجد في هذه القصَّة أنَّ أبا ذرٍّ رضي الله عنه لم يظهر

ما يريده حتى يتحصَّل على بغيته

وقد تأنَّى رضي الله عنه في البحث

عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم والسُّؤال عنه

حتى لا تعلم به قريش، وتثنيه عن هدفه الذي مِن أجله

تحمَّل المشاق والمتاعب.


و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ التَّأنِّي أو (الأناة)









رد مع اقتباس