السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهاليوم وانا أفكّر وهذا الوقت بالذات يعيد إلي ذكريات ماضية دافئة، قد لا تصدّقون ما سأقوله، كانت أمي تقدم لي النّصائح في هذا الوقت أكثر من أي وقت آخر من اليوم بحكم أنها كانت لا تنام بالليل، وكنت أبقى مستيقظة معها حتى لا تبقى وحيدة وحتى لا ينفجر دماغها من التفكير في مشاكلنا. أكثر ما لا يمكنني نسيانه كيف أثبتت لي أنها تعرفني أكثر من نفسي، نعم لم أكن أعرف نفسي ولم أكن لأعرفها لولا تنبيهاتها، صحيح أغلبنا يصاب بخيبة أمل عندما يكتشف أنه ليس كما كان يعتقد، وأنه أضعف مما كان يتخيل، ولذلك كنت أرفض ما تقوله لي على فرض أنه غير صحيح وأنا أدرى بنفسي –زعموا-لكن يبقى ذلك الكلام يدور في رأسي فأبدأ في رحلة الاكتشاف، وفي كل مرة أعود إليها مطأطأة الرأس قائلة: نعم أنت على حق أخبريني كيف أغير من نفسي، لم أفز ولا مرة واحدة طوال عمري.
يمكنني القول أنني لم أندم أبدا على العناد لأن ذلك ساعدني على الحصول على أكبر قدر ممكن من النصائح العظيمة، وهي رصدي الذي الثمين أعتمد عليه في حياتي، لكن الآن بعد استلامي المشعل أدركت مقدار صعوبة الأمر وكم كانت مهمة اكتشافنا وتوجيهنا والصبر على عصياننا منهكة ومتعبة.
وجود شخص كهذا في حياتنا مكسب لا ينبغي أن نتعامل معه باستهتار، فتش عن هذا الشخص في حياتك واعتني به ولا تجعله يعاني معك أكثر من ذلك.
هل لك شخص في حياتك يعرفك أكثر من نفسك؟كيف تتعامل معه؟