منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - تربية الأولاد
الموضوع: تربية الأولاد
عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-10-02, 14:29   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

دعت على جنينها فمات بعد ولادته

السؤال:

كانت أمي حامل ، وكنا نمر بظروف صعبة ، ومشاكل عائلية ، وطلبت من الله عز وجل أن يأخد ما في بطنها ، وبعد الولادة توفي الطفل ، من دون أن تفعل أمي أي شيء لا اجهاض ولا أي محاولة للتخلص منه

ومرت الأيام ، وهي الآن تحس بأن دعوتها تلك هي السبب ، وهي المسؤولة عن وفاة الطفل .

والسؤال :

هل هناك ارتكاب خطأ في دعاء أمي على جنينها وهي حامل ، وهل من كفارة ليغفر لها الله سبحانه وتعالى ؟


الجواب :

الحمد لله

أولا :

الواجب على المسلم إذا مرت به ظروف وأحوال يكرهها أن يصبر لأمر الله ، ولا يتسخط القدر ، ولعل فيما يكره خيرا كثيرا ، كما قال تعالى : ( فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ) النساء/ 19 .

ثانيا :

الذرية من زينة الحياة الدنيا ، ومن نعم الله تعالى العظيمة على الإنسان ، فلا يجوز أن يقابل الإنسان هذه النعمة بالكراهة لها والدعاء عليها بالهلاك

وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الدعاء على الولد .

ثالثا :

أما دعاء والدتك على ما في بطنها فقد ذكر ابن القيم رحمه الله أن مثل هذا الدعاء قد يستجاب له وقد لا يستجاب .
فإن كان الحامل لها على هذا الدعاء شدة الغضب وهي لم تقصد الدعاء

فمثل هذا الدعاء لا يستجيب الله تعالى له ، ويكون موت الطفل قدَّره الله تعالى ولم يكن سببه الدعاء

وفي هذا قال الله تعالى : ( وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ )

قال مجاهد :

" هو قول الإنسان لولده وماله إذا غضب عليهم : اللهم لا تبارك فيه والعنه ، فلو يعجل لهم الاستجابة في ذلك كما يستجاب في الخير لأهلكهم ".

قال ابن القيم

: " فاقتضت رحمة العزيز العليم أن لا يؤاخذه بذلك ولا يجيب دعاءه لأنه عن غير قصد منه ، بل الحامل له عليه الغضب الذي هو من الشيطان " انتهى .

أما إذا كانت قد دعت وهي مختارة لهذا الدعاء قاصدة له فقد يكون هذا الدعاء وافق ساعة إجابة ، كما ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ

وَلا تَدْعُوا عَلَى أَوْلادِكُمْ وَلا تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ ، لا تُوَافِقُوا مِنْ اللَّهِ سَاعَةً يُسْأَلُ فِيهَا عَطَاءٌ فَيَسْتَجِيبُ لَكُمْ ) رواه مسلم (3014)

فالحديث يدل على أن لله أوقاتا لا يرد فيها داعيا

والإنسان قد يدعو على غيره ظلما وعدوانا فيستجيب الله له .

انظر : " إغاثة اللهفان " (1/32-34) .

وعلى كل حال ؛ فهذا الدعاء خطأ وقد نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم ، فعلى والدتك أن تستغفر الله تعالى ولا تعد لمثل هذا الدعاء مرة أخرى .

فبهذا يمحوا الله عنها هذا الذنب ، وليس عليها كفارة .

والله أعلم .









رد مع اقتباس