منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - تربية الأولاد
الموضوع: تربية الأولاد
عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-09-27, 11:39   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ما هي الطريقة المثلى في احتواء عصبية الأطفال ؟

السؤال :

سؤالي يخص بنتاي ، فهما تبلغان من العمر 4 سنوات وسنتين ، أجد صعوبة كبيرة في تربيتهما ، فكلما حاولت أن أتعامل معهما بلين في نهاية المطاف أصرخ ، أو أضرب ، أو أقول أشياء لا أود قولها

وأحس بكراهية ، بنتاي لا تسمعان كلامي ، فالكبرى منهما إذا قلت لها شيئا ترد علي بكثير من الأقوال ، والثانية بدأت تعاندها مما يثير غضبي، مع العلم إنني مررت بظروف صعبة جعلتني متوترة ، فما هو الحل ؟

كيف أستطيع جعل بناتي مطيعات ؟

وكيف أستطيع أن أجعل نفسي أكثر صبرا ؟


الجواب :

الحمد لله

تربية الأولاد بصفة عامة ، والبنات بصفة خاصة يحتاج لتوفيق عظيم من الله تعالى ،

فقد كان يقال قديما : "الأدب من الآباء ، والصلاح من الله" .

انتهى من"الآداب الشرعية لابن مفلح" (3/552) .

وهذه قاعدة عظيمة في تربية الأولاد ؛ فكثير من الآباء يظن أنه قادر على تربية ولده ، بمهاراته التربوية ، وقدراته العقلية ، وملكاته النفسية !

ويظن أنه بإدخالهم لأفضل المدارس ، وتعليمهم أرقى العلوم ، وخلطهم بأرقى طبقات المجتمع: يظن أنه بذلك قد سيطر على نفوسهم ، وهيمن على تصرفاتهم .

وهذا غلط فادح !

نعم ، الوالدان مطالبان بأن يأخذا بكل أسباب التربية النافعة، الصالحة ، المتاحة لهما .

ولكن البأس ، كل البأس : إنما هو في ركون قلوب الآباء لهذه الأسباب ، ثقة بها واعتمادا على قوتها وشأنها

فالإنسان إذا وكله الله إلى نفسه ضل .. وإذا وكله إلى علمه ذل

وهذا نبينا صلى الله عليه وسلم وهو ، رسول الله ، وكفى ؛ قال له ربنا سبحانه : ( إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ) القصص/56 .

وهذا نبي الله نوح عليه السلام لم يملك لابنه شيئا حتى كان من الكافرين !!

ولما ناجى ربه ، وناداه : (رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ) هود/45 .

قال له ربنا جل وعلا : ( يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ)هود/46 .

ولهذا كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم كل يوم إذا أصبح وإذا أمسى : (يا حي يا قيوم ، برحمتك أستغيث ، أصلح لي شأني كله ، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين) .

رواه الحاكم وحسنه الألباني في "صحيح الجامع" (5820).

فتأملي ، يا أمة الله ، في هذا المعنى الجليل الذي يغفل عنه كثير من الآباء في زماننا :

ألا نركن إلى أنفسنا في تربية أولادكنا ، ولا نركن إلى فهومنا ، وعلومنا .

بل نركن إلى الركن الوثيق ، والملجأ والمعاذ ، والمستغاث والمستعان ، رب العالمين ، الرحمن الرحيم .

فهو وحده : من يملك القلوب ، ويصرفها كيف يشاء ، ونواصي العباد بيده سبحانه ؛ إن شاء أقامها على الهدى ، أقامها ، وإن شاء أن يزيغها ، أزاغها ؛ سبحانه من قادر ، حكيم ، عليم ، لطيف ، خبير .

ومن أهم صور الأخذ بالأسباب في هذا الباب : أن يقابل العناد ، بالحكمة ، والتروي ، والتؤدة .

ذلك أن مقابلة العناد بالعناد : لا يولد إلا مزيدا من العناد !!

فالأمر فيه كلعبة شد الحبل بين طرفين ، كلما زاد طرف في الجذب ، كان ذلك حافزا للطرف الآخر ، لمزيد من الجذب !!

أما إذا تركت الأم طرف الحبل أمام طفلها ، فلم تعامله بندية ، وتحدٍّ ؛ أوشكت أن تقطع عليه مادة العناد ، ورجع أمره إلى ضعف ، وكفٍ عن المزيد من الإفساد .

والطفل العنيد ، عادة ما يتسم بالدهاء ، والتحايل الدائم على ما يريد فعله من أشياء .

وعادة ما يشعر بالاضطهاد ممن حوله ، من الإخوة والأقارب والآباء والأجداد ، وذلك لكثرة ما يصدر عنهم من انتقاد ، وقسوة وغلظة قاطعة لحبائل الوداد .

وهذان العاملان ، معا : من شأنهما أن يفضيا به إلى نوع من العزلة النفسية عن مجتمعه ، والرغبة الشديدة في الانتقام منه .

وهذا يظهر عادة في صورة العناد والسلوكيات العنيفة المتمردة على قواعد هذا المجتمع !

فالواجب عليكِ ، والحالة هذه : مقابلة التحايل والتذاكي ، بالتغافل والتسامح .
ومقابلة شعور الطفل بالاضطهاد ، بإشعاره بالتراحم والتعاطف .

ومقابلة سلوكه المتمرد العنيد ، بإظهار الحب ، والرغبة الصادقة في صلاحه ، حبا فيه ، وحرصا عليه .

مع اتخاذ المواقف التربوية الحازمة ، بغير قسوة ، أو إظهار للندية والتحدي في معاملته .

ثم اعلمي : أن احتواء الأطفال لا يتم إلا باجتناب أمرين ، وفعل أمرين :

أما ما ينبغي اجتنباه : فالإساءة اللفظية ، والإساءة الجسدية .

وأما ما ينبغي فعله : فالاحتواء اللفظي ، والاحتواء الجسدي .

وبيان ذلك كما يلي :









رد مع اقتباس