منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - موضوع مميز احزان طغت القلب يا ايام
الموضوع: موضوع مميز احزان طغت القلب يا ايام
عرض مشاركة واحدة
قديم 2022-01-11, 19:04   رقم المشاركة : 241
معلومات العضو
Ali Harmal
مشرف منتدى الحياة اليومية
 
الصورة الرمزية Ali Harmal
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خيتي المباركة كنزة...حقيقة الشهيدة هي الأم فخر الأمة والوطن...
الأم الشهيدة...الشُهداء أمهاتنا في الجبهة الأمامية في الحياة لحماية أولادهم...
الأم الشهيدة التي لا تستطيع النوم عندما يمرض إبنها...
الأم الشهيدة التي إن أعدت الغذاء وهي قلقة هل أولادها سوف يحبون ما جهزته لهم...
الأم الشهيدة التي عندما يخرج إبنها الى المدرسة تعيش الألم في كل جسدها حتى في روحها...
حتى يعود من المدرسة فتهرع إليه وتضمه الى صدرها وكأني بها تراه بعد غياب طويل...
الأم الشهيدة التي لا تخاف إلا من الريح التي تعصف بولدها تخاف على صدره وتعانق ظله في غيابه حتى يعود الى البيت سالما...
الأم الشهيدة تخاف من الكوارث والأمراض وحتى الخسوف...
من أجل ولدها من السقوط هنا أو هناك...
وتتمنى لو تستطيع أن تدخله قلبها وتغرسه في ذاتها حتى تلاحظ فيه كل شاردة وواردة...
الأم الشهيدة التي لا تخاف الزمن ولكنها تخاف على ولدها من الزمن ومن مسالك هذه الحياة وغموضها وتشعب مسالكها فهي تدرك متاهة الحياة وقسوتها...
الأم الشهيدة تدرك بان الزمن يتحرك وأن المشاعر تتغير وتتبدل ولكن حركاتها نحو ولدها دائما من أجل سعادته وراحة باله...
الأم الشهيدة فجأة تكتشف بأن ولدها قد كبر وأنه ممكن أن يخرج الى معركة الحياة...
فتنظر في المرآة وتتأكد هنا بأنها كبرت هي أكثر منه...
وهل سوف يتسلل في صمت الى خارج حياتها...
الأم الشهيدة التي تشاهد ولدها يكبر يوما بعد يوم وفي أعماقها يبقى طفلا لا يستطيع أن ينتصر على الزمن...
هذه الأحاسيس سوف تقودها الى شيء من الحزن والألم فيها والقلق سوف يضعف هذا القلب ولكنها لا تهتم طالما من أجل أولادها...
الأم الشهيدة التي تتواصل مع افكارها برؤية تشمها موسيقى الأمومة فتحس بالغربة الى جوار ولدها...
وهنا يدخل الفزع في عروقها بأن التفكير قادها الى عالم القسوة في المجتمع الذي يعيشه...
الأم الشهيدة التي كان الألم ينهش رأسها دائما وجاءت المعلومات من الطبيب ينصحها بأن تخلع جميع أسنانها...
هذه الفكرة أرعبتها وتركت في عالمها أصواتا مخيفة مرعبة وقاسية ...
مجرد الفكرة نزعت من عالمها بأن الموافقة مستحيلة...
إذا أصبحت بدون أسنان فسوف يشمئز من طعامها أولادها...
وهكذا ماتت الفكرة عند ولادتها لأنها أصيبت بالهلع...
الأم الشهيدة التي نادرا ما تشتري ثيابا جديدة فتجد أرفف خزانتها فارغة إلا من عدد قليل جدا وللغاية...
ولكن دائما تتزين وترتب مظهرها وكأنها على سفر أو على موعد مهم...
وفي الحقيقة هي تفعل كل ذلك من أجل أولادها ومن اجل قلبها الذي يمشي على الأرض بينهم...
هذه أمنا الشهيدة عاشت معنا فأسعدتنا وبالفعل عاشت...
شهيدة تقدم لنا العناية والاهتمام والرعاية فكانت الأم والمدرسة والممرضة والطبيبة والرفيقة والصديقة والحبيبة والحارسة...
فآثارها ينبت فينا ذاكرة إنسانية عظيمة وتتركت فينا رؤية حقيقية لحياتنا كلها حكمة وإزدهار...
أطال الله في أعمار كل أم شهيدة ما زالت تكافح من أجل بناء الحياة في أبنائها...
ورحم الله كل أم شهيدة عشنا معها كل الغيث وكل أنواع الحياة وألوانها وإبتساماتها...
وهزت فينا كل غبار الزمن والحياة ...وأغلقت كل نوافذ الغضب والزعل والألم ...
وما شاهدنا معها إلا بساتين الزنبق والفل...
أفكار مرت في خاطري حملها الغيث على ضؤ القمر...
تحياتي








 


آخر تعديل Ali Harmal 2022-01-12 في 19:37.
رد مع اقتباس