ماهي فرنسا في الجزائر؟
فرنسا في الجزائر ليست مُجرد حزب والذي يُعرف بــ "حزب فرنسا"، وليست مجموعة من الضباط الذين سيطروا في فترة ما على حُكم الجزائر والذين كانوا في السابق يخدمون في الجيش الفرنسي قبل اِلتحاقهم بالثورة قبيل اِندلاعها [وهم يرحلون اليوم بفعل عامل التقدم في السن]، وليست مجموعة محدودة العدد من النخب الفكرية والسياسية والثقافية والعسكرية من البربر والعرب تُهيمن على القرار في البلاد، ولكن فرنسا في الجزائر اليوم أكبر من ذلك بكثير، فرنسا في الجزائر لطالما وستظل وستبقى تيار شعبي واسع ومُعتبر [بالملايين] تطغى عليه التبعية اللغوية أحياناً على مستوى أعلى الهرم في ذلك التيار والفكرية والاستلاب التاريخي والثقافي والنفسي، وهي أيضاً شبكة واسعة وكبيرة من المصالح المُعقدة والمتشابكة مالياً واجتماعياً [العلاقات الأسرية ورابطة الدم] واقتصادياً لا يمكن اِنهاؤها بقرار شعبوي هنا أو هناك لأغراض سياساوية آنية، وعلى فكرة هذا التيار يجمع العرب الفرانكو فيليين أكثر من البربر الفرانكوفيليين.
العرب والمسلمين أمام ثلاث خيارات هي:
1/ إما القبول بمشروع اليسار الغربي الذي سيعمل لتقليص فائض السكان في الجنوب بالجوع [بحجة التغير المناخي/ القضاء على الغذاء في العالم] والقضاء على الأسرة والمرأة بتشجيع المثــلية وظاهرة المتحولين جنسياً و ولتجاوز الاختلال الديموغرافي الذي هو اليوم في صالح الشعوب الفقيرة وليس في صالح الشعوب الغنية المسيطرة على العالم والتقنية والسلاح النووي وعلى ثروات العالم من ذهب وماس وغيرها وعلى اقتصاد ومقدرات العالم.
2/ أو [إما] القبول باليمين المتطرف الذي يسعى لطرد المسلمين والعرب والأفارقة من أوروبا وأمريكا والدول الغربية وربما في وقت لاحق دعم انقلابات عسكرية دموية في بلدان الجنوب ودفعهم لحروب أهلية داخلية لإبادة أكبر عدد من سكان تلك البلاد النامية.
3/ أو[إما] القبول بنظام دولي جديد متعدد الأقطاب يضمن فيه سكان الجنوب والدول النامية من عدم استفراد الغرب والأنجلوساكسونيين بدول العالم وبخاصة العالم الثالث وتدشين حروب إبادة فيها، وفتح أفاق اقتصادية مُتعددة وخيارات للشعوب النامية متنوعة للهجرة نحو قارات أخرى قد تزدهر فيها التجارة ووظائف العمل وأفاق العيش [كما هو الحال لمشروع الصين/ مبادرة الحزام وطريق الحرير].
بقلم: عابر سبيل