منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - حُسْنُ الْخُلُقِ
عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-08-23, 16:34   رقم المشاركة : 42
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

نماذج مِن إيثار رسول الله صلى الله عليه وسلم


أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم مِن جميع الأخلاق

أوفر الحظِّ والنَّصيب

فما مِن خُلُقٍ إلَّا وقد تربَّع

المصطفى صلى الله عليه وسلم على عرشه

وعلا ذِروة سَنَامه

ففي خُلُق الإيثَار كان هو سيِّد المؤثرين وقائدهم

بل وصل الحال به صلى الله عليه وسلم

أنَّه لم يكن يشبع -لا هو ولا أهل بيته-

بسبب إيثاره صلى الله عليه وسلم

قال ابن حجر

: (والذي يظهر أنَّه صلى الله عليه وسلم كان يؤثر بما عنده

فقد ثبت في الصَّحيحين

أنَّه كان -إذا جاءه ما فتح الله عليه مِن خيبر وغيرها

مِن تمر وغيره- يدَّخر قوت أهله سنة

ثمَّ يجعل ما بقي عنده عُدَّة في سبيل الله تعالى

ثمَّ كان مع ذلك -إذا طرأ عليه طارئ أو نزل به ضيف

- يشير على أهله بإيثارهم

فربَّما أدَّى ذلك إلى نفاد ما عندهم أو معظمه)


[354] ((فتح الباري)) لابن حجر (11/280).

وإليكم أخوة الاسلام

بعض الصُّور مِن إيثار رسول الله صلى الله عليه وسلم:


- عن سهل بن سعد

قال: ((جاءت امرأة ببردة، قال: أتدرون ما البردة؟

فقيل له: نعم، هي الشَّملة منسوج في حاشيتها.

قالت: يا رسول الله، إنِّي نسجت هذه بيدي أكسوكها

فأخذها النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم محتاجًا إليها

فخرج إلينا وإنَّها إزاره

فقال رجل مِن القوم: يا رسول الله

اكسنيها. فقال: (نعم).

فجلس النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم في المجلس

ثمَّ رجع فطواها، ثمَّ أرسل بها إليه

فقال له القوم: ما أحسنت، سألتها إيَّاه

لقد علمت أنَّه لا يردُّ سائلًا. فقال الرَّجل:

والله ما سألته إلَّا لتكون كفني يوم أموت.

قال سهل: فكانت كفنه))


[355] رواه البخاري (2093)

مِن حديث سهل بن سعد رضي الله عنه .


- وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما

قال: ((إنَّا يوم الخندق نحفر فعرضت كُدْيَةٌ


[356] الكدية: الأرض الغليظة

وقيل: الأرض الصلبة

وقيل: هي الصفاة العظيمة الشديدة.

انظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (15/216).


شديدةٌ فجاءوا النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم

فقالوا: هذه كُدْيَةٌ عرضت في الخندق.

فقال: أنا نازل ثمَّ قام -وبطنه معصوبٌ بحجر

ولبثنا ثلاثة أيَّام لا نذوق ذواقًا-

فأخذ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم المعول فضرب في الكُدْيَة

فعاد كثيبًا أهيل أو أهيم


[357] أهيل: منهال لا يثبت.

انظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (11/741).

أهيم: الرمال الهيم هي التي لا تروى.

انظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (12/627).


فقلت: يا رسول الله ائذن لي إلى البيت

فقلت لامرأتي: رأيت في النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم

شيئًا ما كان في ذلك صبر فعندك شيء؟

فقالت: عندي شعير وعناق


[358] العناق: الأنثى من المعز.

انظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (10/374).


فذبحت العناق

وطحنت الشَّعير حتى جعلنا اللَّحم بالبرمة.

ثمَّ جئت النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم والعجين قد انكسر

والبرمة بين الأثافي


[359] الأثافي مفردها: الأثفية والإثفية:

وهي الحجر الذي توضع عليه القدر.

انظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (9/3).

طعيِّم: مصغر طعام.

انظر: ((عمدة القاري)) لبدر الدين العيني (17/180).


قد كادت أن تنضج. فقلت:طعيِّم لي

فقم أنت -يا رسول الله- ورجل أو رجلان. قال: كم هو؟

فذكرت له، فقال: كثير طيِّب.

قال: قل لها لا تنزع البرمة


[360] البرمة: قدر من حجارة.

انظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (12/45).


ولا الخبز مِن التَّنُّور حتى آتي. فقال: قوموا.

فقام المهاجرون والأنصار

فلمَّا دخل على امرأته. قال: ويحك

جاء النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بالمهاجرين والأنصار

ومَن معهم! قالت: هل سألك؟

قلت: نعم. فقال: ادخلوا ولا تضاغطوا


[361] التضاغط: التزاحم.

انظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (7/342).


فجعل يكسر الخبز ويجعل عليه اللَّحم ويخمِّر البرمة

والتَّنُّور إذا أخذ منه

ويقرِّب إلى أصحابه ثمَّ ينزع

فلم يزل يكسر الخبز ويغرف حتى شبعوا

وبقي بقيَّةٌ. قال: كلي هذا وأهدي

فإنَّ النَّاس أصابتهم مجاعة))


[362] رواه البخاري (4101)

مِن حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما.



- وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:

((قال أبو طلحة لأمِّ سليم: لقد سمعت

صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضعيفًا

أعرف فيه الجوع، فهل عندك مِن شيء؟

قالت: نعم. فأخرجت أقراصًا مِن شعير

ثمَّ أخرجت خمارًا لها فلفَّت الخبز ببعضه

ثمَّ دسَّته تحت يدي ولاثتن ببعضه


[363] اللوث الطي واللي.

انظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (2/185).


ثمَّ أرسلتني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال: فذهبت به فوجدت رسول الله صلى الله عليه وسلم

في المسجد ومعه النَّاس، فقمت عليهم

فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: آرسلك أبو طلحة؟

فقلت: نعم. قال:بطعام؟

قلت: نعم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن معه: قوموا.

فانطلق وانطلقت بين أيديهم حتى جئت أبا طلحة فأخبرته

فقال أبو طلحة: يا أمَّ سليم

قد جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنَّاس

وليس عندنا ما نطعمهم. فقالت: الله ورسوله أعلم.

فانطلق أبو طلحة حتى لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم

فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو طلحة معه

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هلمِّي يا أمَّ سليم ما عندك

فأتت بذلك الخبز، فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم ففتَّ

وعصرت أمُّ سليم عكَّة فأدمته


[364] فأدمته أي صيرت ما خرج من العكة له إدامًا

والعكة بضم المهملة وتشديد الكاف إناء من جلد

مستدير يجعل فيه السمن غالبا والعسل.

انظر: ((فتح الباري)) لابن حجر (6/590).


ثمَّ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه ما شاء الله أن يقول

ثمَّ قال: ائذن لعشرة. فأذن لهم

فأكلوا حتى شبعوا، ثمَّ خرجوا

ثمَّ قال: ائذن لعشرة. فأذن لهم، فأكلوا حتى شبعوا ثمَّ خرجوا

ثمَّ قال: ائذن لعشرة. فأذن لهم

فأكلوا حتى شبعوا، ثمَّ خرجوا

ثمَّ قال: ائذن لعشرة. فأكل القوم كلُّهم حتى شبعوا

والقوم سبعون أو ثمانون رجلًا))


[365] رواه البخاري (3578)، ومسلم (2040)

مِن حديث أنس رضي الله عنه .




و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ الإيثَار









رد مع اقتباس