منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - نسي الطين ساعة أنه طين / قصيدة أهديها للمتكبر
عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-02-22, 23:22   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
حفياد آدم
مشرف خيمة الجلفة
 
الصورة الرمزية حفياد آدم
 

 

 
إحصائية العضو










New1 نسي الطين ساعة أنه طين / قصيدة أهديها للمتكبر










قصيدة الطّين لإيليا أبو ماضي








نَسِيَ الطينُ ساعَةً أَنَّهُ طينٌ // حَقيرٌ فَصالَ تيها وَعَربَد

وَكَسى الخَزُّ جِسمَهُ فَتَباهى // وَحَوى المالَ كيسُهُ فَتَمَرَّد

يا أَخي لا تَمِل بِوَجهِكَ عَنّي // ما أَنا فَحمَة وَلا أَنتَ فَرقَد

أَنتَ لَم تَصنَعِ الحَريرَ الَّذي // تَلبَس وَاللُؤلُؤَ الَّذي تَتَقَلَّد

أَنتَ لا تَأكُلُ النُضارَ إِذا جِع // ت وَلا تَشرَبُ الجُمانَ المُنَضَّد

أَنتَ في البُردَةِ المُوَشّاةِ مِثلي // في كِسائي الرَديمِ تَشقى وَتُسعَد

لَكَ في عالَمِ النَهارِ أَماني // وَرُأى وَالظَلامُ فَوقَكَ مُمتَد

وَلِقَلبي كَما لِقَلبِكَ أَحلا // مٌ حِسانٌ فَإِنَّهُ غَيرُ جَلمَد

أَأَمانِيَّ كُلَّها مِن تُرابٍ // وَأَمانيكَ كُلَّها مِن عَسجَد

وَأَمانِيَّ كُلُّها لِلتَلاشي // وَأَمانيكَ لِلخُلودِ المُؤَكَّد

لا فَهَذي وَتِلكَ تَأتي وَتَمضي // كَذَويها وَأَيُّ شَيءٍ يُؤَبَّد

أَيُّها المُزدَهي إِذا مَسَّكَ السُقــ // ـمُ أَلا تَشتَكي أَلا تَتَنَهَّد

وَإِذا راعَكَ الحَبيبُ بِهَجرٍ // وَدَعَتكَ الذِكرى أَلا تَتَوَجَّد

أَنتَ مِثلي يَبَشُّ وَجهُكَ لِلنُعمى // وَفي حالَةِ المَصيبَةِ يَكمَد

أَدُموعي خِل وَدَمعُكَ شَهدٌ // وَبُكائي زُل وَنَوحُكَ سُؤدُد

وَاِبتِسامي السَرابُ لا رَيَّ فيهِ // وَاِبتِساماتُكَ اللَآلي الخَرَّد

فَلَكٌ واحِدٌ يُظِلُّ كِلَينا // حارَ طَرفي بِه وَطَرفُكَ أَرمَد

قَمَرٌ واحِدٌ يُطِلُّ عَلَينا // وَعَلى الكوخ وَالبِناءِ المُوَطَّد

إِن يَكُن مُشرِقاً لِعَينَيكَ إِنّي // لا أَراهُ مِن كُوَّةِ الكوخِ أَسوَد

النُجومُ الَّتي تَراها أَراها // حينَ تَخفى وَعِندَما تَتَوَقَّد

لَستَ أَدنى عَلى غِناكَ إِلَيها // وَأَنا مَعَ خَصاصَتي لَستُ أُبعَد

أَنتَ مِثلي مِنَ الثَرى وَإِلَيهِ // فَلِماذا يا صاحِبي التيه وَالصَد

كُنتَ طِفلاً إِذ كُنتُ طِفلا وَتَغدو // حينَ أَغدو شَيخاً كَبيراً أَدرَد

لَستُ أَدري مِن أَينَ جِئت وَلا ما // كُنتُ أَو ما أَكونُ يا صاحِ في غَد

أَفَتَدري إِذَن فَخَبِّر وَإِلّا // فَلِماذا تَظُنُّ أَنَّكَ أَوحَد

أَلَكَ القَصرُ دونَهُ الحَرَسُ الشا // كي وَمِن حَولِهِ الجِدارُ المُشَيَّد

فَاِمنَعِ اللَيلَ أَن يَمُدَّ رَواقاً // فَوقَه وَالضَبابَ أَن يَتَلَبَّد

وَاِنظُرِ النورَ كَيفَ يَدخُلُ لا يَط // لُبُ أُذناً فَما لَهُ لَيسَ يُطرَد

مرقَدٌ واحِدٌ نَصيبُكَ مِنهُ // أَفَتَدري كَم فيكَ لِلذَرِّ مَرقَد

ذُدتَني عَنه وَالعَواصِفُ تَعدو // في طِلابي وَالجَوُّ أَقتَمَ أَربَد

بَينَما الكَلبُ واجِدٌ فيهِ مَأوىً // وَطَعاما وَالهُرُّ كَالكَلبِ يُرفَد

فَسَمِعتُ الحَياةَ تَضحَكُ مِنّي // أَتَرَجّى مِنك وَتَأبى وَتُجحِد

أَلَكَ الرَوضَةُ الجَميلَةُ فيها // الماء وَالطَير وَالأَزاهِر وَالنَد

فَاِزجِرِ الريحَ أَن تَهُز وَتَلوي // شَجَرَ الرَوضِ إِنَهُ يَتَأَوَّد

وَاِلجُمِ الماءَ في الغَدير وَمُرهُ // لا يُصَفِّق إِلّا وَأَنتَ بِمَشهَد

إِنَّ طَيرَ الأَراكِ لَيسَ يُبالي // أَنتَ أَصغَيتَ أَم أَنا إِن غَرَّد

وَالأَزاهيرُ لَيسَ تَسخَرُ مِن فَق // ري وَلا فيكَ لِلغِنى تَتَوَدَّد

أَلَكَ النَهرُ إِنَّهُ لِلنَسيمِ الرَط // بِ دَرب وَلِلعَصافيرِ مَورِد

وَهوَ لِلشُهبِ تَستَحِمُّ بِهِ في الصَي // فِ لَيلاً كَأَنَّها تَتَبَرَّد

تَدَّعيهِ فَهَل بِأَمرِكَ تَجري // في عُروقِ الأَشجارِ أَو يَتَجَعَّد

كانَ مِن قَبلُ أَن تَجيء وَتَمضي // وَهوَ باقٍ في الأَرضِ لِلجَزر وَالمَد

أَلَكَ الحَقلُ هَذِهِ النَحلُ تَجني // الشَهدَ مِن زَهرِه وَلا تَتَرَدَّد

وَأَرى لِلنِمالِ مُلكاً كَبيراً // قَد بَنَتهُ بِالكَدحِ فيه وَبِالكَد

أَنتَ في شَرعِها دَخيلٌ عَلى الحَق // ل وَلِصٌّ جَنى عَلَيها فَأَفسَد

لَو مَلَكتَ الحُقولَ في الأَرضِ طُرّاً // لَم تَكُن مِن فَراشَةِ الحَقلِ أَسعَد

أَجَميلٌ ما أَنتَ أَبهى مِنَ الوَر // دَةِ ذاتِ الشَذى وَلا أَنتَ أَجوَد

أَم عَزيز وَلِلبَعوضَةِ مِن خَدَّي // كَ قوت وَفي يَدَيكَ المُهَنَّد

أَم غَنِيٌّ هَيهاتِ تَختالُ لَولا // دودَةُ القَزِّ بِالحَباءِ المُبَجَّد

أَم قَوِيٌّ إِذَن مُرِ النَومَ إِذ يَغـ // ـشاك وَاللَيلُ عَن جُفونِكَ يَرتَد

وَاِمنَعِ الشَيبَ أَن يَلِمَّ بِفَو // دَيك وَمُر تَلبُثِ النَضارَةُ في الخَد

أَعَليمٌ فَما الخَيالُ الَّذي يَطـ // ـرُقُ لَيلاً في أَيِّ دُنيا يولَد

ما الحَياةُ الَّتي تَبين وَتَخفى // ما الزَمانُ الَّذي يُذَم وَيُحمَد

أَيُّها الطينُ لَستَ أَنقى وَأَسمى // مِن تُرابٍ تَدوسُ أَو تَتَوَسَّد

سُدتَ أَو لَم رَسُد فَما أَنتَ إِلّا // حَيَوانٌ مُسَيَّرٌ مُستَعبَد

إِنَّ قَصراً سَمَكتُهُ سَوفَ يَندَكُّ // وَثَوباً حَبَكتَهُ سَوفَ يَنقَد

لا يَكُن لِلخِصامِ قَلبَكَ مَأوىً // إِنَّ قَلبي لِلحَبيبِ أَصبَحَ مَعبَد

أَنا أَولى بِالحُبِّ مِنك وَأَحرى // مِن كِساءٍ يَبلى وَمالٍ يَنفَد












 


آخر تعديل أمير جزائري حر 2018-02-23 في 12:53.
رد مع اقتباس