[علي قسورة الإبراهيمي]

الاستاذ الشاعر/ عبد الحليم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قرأتُ مقطوعتك الشعرية هذه، فخّيّل إلى أنني أقرأ لأحدٍ من فطاحلة الشعراء الذي لان لهم قيادة زمام شعر التفعيلة، أيها الشاعر الفاضل.
وجدتُ في قصيدتك جزالة اللفظ، وترابط الكلمات، وتلك الموسيقى التي تدق بذلك الأضطراب وكأننا تعودنا على سماعها في أفلام الرعب.
أيها الشاعر
كما أنني أعجبتُ كل الإعجاب بقاموسكِ اللغوي.
زد عن ذلك مما زاد في تفعيلة قصيدتك بهاء أن جاءت بتفعيلة ( فاعلاتن /0//0/0)
ومع ذلك ذرني أن أقول لشاعرنا الفاضل:
هناك بعض التراكيب جاءت فيها بعض البعد عن السلاسة الشعرية، وكأني بها فيها بعض التنافر، وكمثال لذلك لا الحصر: " تمزيق قبري".
أ لستَ معي ــ أيها الفاضل ـــ أن القبر لا يُمزّق، بل الذي أعتاد عليه أهل البليغ والبيان من الضاد، أن القبر يُنبش أو يُهدم، وإنما الذي يمزّق هو إما الثوب أو الورق أو اللحم ... وهلّم جرّا.
وكما يسمح لي الفاضل أن أنتقل وإيّاه إلى هذه الجملة: " اشواقي تجوس الأفق" شاعرنا الفاضل.
فـ "جاس" أرجع أهل اللغة مفردته أنها مترادفة لـ " طاف "
لاجل ذلك فمعظم ما نقرؤه أنها تتبعها إما كلمة "حول" أو" خلال"، وحتى القرآن الكريم نقرأ فيه: " فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ"
ومع "نقدي " لقصيدتك، سوى أنني ــ يعلم الله أنني أعجبتُ بها.
فإن قبلتَ بما قلتُه فذلك ما يزيدني أننا لنا جولات في تدارس هذا الادب على أسس ومسلّمات أشار إليها أهل هذا الفن، وإن رأيت غير ذلك، فاضرب بما كتبته هنا عرض الحائط.
مع العلم أنني ولجتُ إلى مقطوعتك الشعرية لستُ كمشرفٍ، وإنما كعضوٍ متذوق للشعر الأصيل والجميل.
تحياتي