منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الدَّالَّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ
عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-08-31, 05:30   رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته




أن المسلم مأمور بدوام خشية الله

والخوف من عذابه

إلا أنه مأمور أيضا أن يبقي في قلبه

فسحة كبيرة من الأمل بالله

ورجاء عفوه وإحسانه

رجاء يدفع إلى الطمع برحمة الله

ولا يدفع إلى الكسل عن العمل الصالح

أو الوقوع في المحرمات


وهذه أحوال دقيقة

يجب على كل مسلم أن يتعلمها ويعامل الله بها .

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه قَالَ

: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

قَبْلَ مَوْتِهِ بِثَلَاثَةِ أَيَّامٍ يَقُولُ

( لَا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلَّا وَهُوَ يُحْسِنُ الظَّنَّ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ )


رواه مسلم (2877) .

والله تعالى وسعت رحمته كل شيء

وهو أرحم بنا من أمهاتنا وأبائنا

ولهذا قال الإمام سفيان الثوري رحمه الله :

" ما أحب أن حسابي جعل إلى والدي

فربي خير لي من والدي " انتهى .

وقال النووي رحمه الله :

" قال العلماء : معنى حسن الظن بالله تعالى

أن يظن أنه يرحمه ويعفو عنه

قالوا : وفى حالة الصحة

يكون خائفاً راجياً ويكونان سواء

وقيل : يكون الخوف أرجح

فإذا دنت أمارات الموت غلَّب الرجاء أو محَّضه

لأن مقصود الخوف الانكفاف عن المعاصي

والقبائح والحرص على الإكثار من الطاعات والأعمال

وقد تعذر ذلك أو معظمه في هذا الحال

فاستحب إحسان الظن المتضمن للافتقار

إلى الله تعالى والإذعان له

ويؤيده الحديث المذكور بعده

: ( يبعث كل عبد على ما مات عليه )

ولهذا عقبه مسلم للحديث الأول

قال العلماء معناه :

يبعث على الحالة التي مات عليها

ومثله الحديث الآخر بعده :

( ثم بعثوا على نياتهم ) " انتهى .

"شرح مسلم" (17/210) .

ويقول ابن القيم رحمه الله :

" وقد تبين الفرق بين حسن الظن والغرور

وأن حسن الظن إن حمل على العمل

وحث عليه وساعده وساق إليه فهو صحيح

وإن دعا إلى البطالة

والانهماك في المعاصي فهو غرور

وحسن الظن هو الرجاء

فمن كان رجاؤه جاذبا له على الطاعة زاجرا له

عن المعصية فهو رجاء صحيح

ومن كانت بطالته رجاء

ورجاؤه بطالة وتفريطا فهو المغرور " انتهى


"الجواب الكافي" (ص/24) .

و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر