منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - عوامل القوّة والضّعف في المؤسسات العسكرية العربية.
عرض مشاركة واحدة
قديم 2022-02-10, 09:28   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الحاج بوكليبات
محظور
 
إحصائية العضو










B1 عوامل القوّة والضّعف في المؤسسات العسكرية العربية.

عوامل القوّة والضّعف في المؤسسات العسكرية العربية.
.
من الذي جعل العراق في عهد صدام حسين وبعد حربين كونيتين حرب الخليج الثانية والغزو الأمريكي يحافظ على بقاء الدولة ووحدة الجيش السبب هو أن الجيش لم يكن مقسماً والذي ساعد العراق في ذلك أن نواة الجيش أو قيادة الجيش أو المحيطين بالرئيس وهو مدني لبس بزة عسكرية هم قبيلة واحدة من تكريت والفلوجة (سنة/ وأقارب صدام حسين) بمعنى أنَّ العسكريين المحيطين بالقيادة العراقية آنذاك كانوا من السّنّة ومن قبيلة الرئيس ولم يسقط نظام صدام حسين بثورات داخلية معارضة كردية ومعارضة شيعية متعددة لهذا السبب فقط، ولكنه في نهاية المطاف سقط بتدخل عسكري غربي كبير وواسع، في البداية تم تدمير الجيش العراقي بعد إخراجه من الكويت، والثاني تدمير العراق واسقاط نظامه بعد حصار اقتصادي دام لأكثر من 12 سنة في إطار برنامج الأمم المتحدة النفط مقابل الغذاء وتفتيش وتدمير ترسانته من الأسلحة.


يمكن اسقاط هذا الكلام على الحالة الليبية، فنظام العقيد معمر القذافي وفي ثمانينيات القرن الماضي تعرض لهجوم من طائرات غربية وأمريكية ضربت مقر القائد في منطقة العزيزية ولكن لحسن الحظ لم يكن القذافي ساعتها موجوداً في ذلك المكان ونجا في آخر المطاف.


وقادت أمريكا وبريطانيا وفرنسا والغرب محاولات للإطاحة بنظام العقيد باستخدام الجماعات المسلحة المعارضة للعقيد ولكنها فشلت في نهاية المطاف.


ولم تستطع تحقيق انقلاب داخلي على العقيد لسبب بسيط أن القذافي أحاط نفسه بقادة من العسكريين من قبيلته القذاذفة لذلك لم يتسرب الإنقسام والخيانة داخل الجيش وظل وفياً للقائد ولم يسقط نظام معمر القذافي والدولة الليبية التي تأسست بعد سقوط الملكية فيها إلَّا بتدخل أجنبي جمع دولا غربية مثل فرنسا وأمريكا وحلف شمال الأطلسي العسكري "الناتو" ودول عربية خليجية مثل: قطر والإمارت والسعودية.


يمكن إسقاط هذا الكلام على الحالة السورية التي إلتفت فيها الطائفة العلوية بالقيادة ومنعت سقوط الدولة والنظام في سوريا، هذا الكلام ينطبق على النّظام السعودي الذي أحاط نفسه بقبيلة السديريين التي تنحدر منها الأسرة المالكة هناك فالقيادة المدنية والعسكرية كلها مشكلة بشكل كلي من هذه القبيلة في أكثر الحالات، وكذلك الأمر بالنسبة للأسرة الهاشمية التي تلتف فيها قبيلة الملك عبد الله الثاني وتشكل العمود الفقري للقوات المسلحة هناك وفي الجانب المدني وكذلك في المملكة المغربية التي تحيط فيها قبيلة بمحمد السادس وهي جزء أساسي من القيادة العسكرية، دون أن ننسى نظام قطر وكيف أن قبيلة الأمير تميم بن حمد تحيط به وتستحوذ على قيادة الأركان والمناصب العسكرية والمدنية.


لذلك فإن مؤسسة الجيش أو قيادة مؤسسة الجيش التي تتعدد فيها القوميات والإثنيات والعرقيات والإيديولوجيات مُعرضة بلا شك للإنقسام وللخيانة في داخلها وفي كثرة الولاءات المختلفة وربما المتناقضة حد الصّراع فيما بينها.



ولذلك فالأفضل أن تكون المؤسسة العسكرية وقيادتها من قومية واحدة أو إثنية واحدة بشرط أن لا ترتبط بالفكر الفرونكوفيلي وأن تكون غير موالية لفرنسا.



وأن تكون قيادتها أبعد ما يكون عن الثقافيين المُسيسين المُتطرفين لعرقيتهم وقوميتهم وإثنيتهم لأنّ في ذلك ضرر على وحدة الشعب المُتعدد الأعراق والثقاقات.


وأن تكون تلك القيادة مؤدلجة أو مُسيسة ليس في الأمر ضير يذكر البتة، لكن السؤال ما نوعية تلك الأيديولوجية التي يحملها هؤلاء؟ وما طبيعة السياسة أو الفكر السياسي والثقافي الذي يحمله هؤلاء؟ فإن كان على شكل ما كان يحمله الرئيس الراحل "هواري بومدين" فذلك جيد وإن كان بخلاف ذلك وأنَّ ما يحمله هؤلاء فكر وثقافة فرنسية فإنَّ ذلك سيشكل خطراً داهماً وإن أملت ذلك الأمر مصالح شخصية لهؤلاء مع فرنسا وفي فرنسا، فالعالم لا يُختزل في فرنسا.. العالم واسع وكبير وشاسع ويمكن لهؤلاء بناء مصالحهم في أي بلد ودولة أفضل من فرنسا ألف مرّة.. أم هو ولع الضعيف بالخضوع للقوي ورغبة الضحية في البقاء تحت سطوة جلادها وعندها يحق لنا أن نتساءل ما قصة "الأحرار" التي صدعتم بها رؤوسنا طوال الفترة الماضية والتي هي تفسير لاسم تلك القومية والطائفة الثقافية.



لذلك كلّه فالبلاد لم تشذ عن تلك الدول العربية وفي أكثر من مكان آخر في العالم بهذا الشكل ولكن يبقى التذكير واجباً هنا وهو أنه ينبغي لقيادة الجيش في البلاد العربية أن لا تكون مرتهنة بفكرها وعقلها وجوارحها للفرونكوفيلية البغيضة، وأن تستبعد في قيادتها العناصر الثقافية المُسيسة المتطرفة لثقافتها ولعرقيتها، الأمر الذي يهدد بفقدان السيادة والإسقلال وتهديد وحدة الشعب أي بين مكوناته الثقافية والفكرية والعرقية والمذهبية.


بقلم:
الحاج بوكليبات








 


رد مع اقتباس