منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - ليس في الإسلام فلسفة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2021-12-03, 14:42   رقم المشاركة : 32
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

غلم المنطق

علم المنطق من العلوم التي أثارت جدلا واسعا بين العلماء

عبر العصور السابقة ، ما بين مؤيد له ومعارض

ولهذا الجدل أسباب موضوعية وأخرى تاريخية ، فمن ذلك :

1- أن واضع هذا العلم هو أرسطو اليوناني قبل ولادة المسيح

بنحو ثلاثمائة سنة ، ثم ترجم إلى العربية في عهد الدولة العباسية

بحدود سنة (180هـ)، فكانت نشأة هذا العلم ، عند اليونان

في عهود الظلام سبب تشكك وتردد الكثير من المسلمين

في أخذه والثقة به .

2- اشتماله على شيء من الحق في طرائق الإثبات

وعلى كثير من الباطل في مبادئه وقواعده أيضا

وخاصة في جانب النفي

فكان الحق الذي فيه باعثا لبعض أهل العلم على قبول هذا العلم

مع الدعوة إلى تصفيته ، وباعثا لآخرين

على إنكاره ورده جملة وتفصيلا .

3- استعمال الفلاسفة المفرط لهذا العلم في كتبهم ومخاطباتهم

واختلاطه بعلومهم اختلاطا فاحشا حتى غدا ركنا من أركانهم

وهذا ما حدا بكثير من أهل العلم إلى رده وإنكاره وتحريم تعلمه .


والنظرة التاريخية المنصفة تدل على أن الاتجاه الغالب لدى علماء الإسلام

في أول الأمر ، كان نحو نبذ هذا العلم بجميع ما فيه

: فالحق الذي فيه مستقر في العقول السليمة

ولا حاجة إلى قواعد أرسطو لضبطها

والباطل يجب نفيه ورده .


حتى جاء أبو حامد الغزالي

فكان أول من أدخل المنطق في علم أصول الفقه

وشرحه في مقدمة مطولة لكتاب

المستصفى في أصول الفقه "

وشكك في علوم من لم يتعلم هذا العلم

- وإن كان قد ذم المنطق في آخر كتبه -

وبعده انتشر وذاع في الآفاق بين المتكلمين والأصوليين .

و لنا عودة لنشر تفاصيل اخري عنه

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" ما زال علماء المسلمين وأئمة الدين يذمونه ويذمون أهله

وينهون عنه وعن أهله

حتى رأيت للمتأخرين فتيا فيها خطوط جماعة

من أعيان زمانهم من أئمة الشافعية والحنفية وغيرهم

فيها كلام عظيم في تحريمه وعقوبة أهله

حتى إن من الحكايات المشهورة التي بلغتنا أن الشيخ

أبا عمرو بن الصلاح أمر بانتزاع مدرسة معروفة من أبي الحسن الآمدي

وقال : أخذها منه أفضل من أخذ عكا .

مع أن الآمدي لم يكن أحد في وقته أكثر تبحرا في العلوم

الكلامية والفلسفية منه

وكان من أحسنهم إسلاما ، وأمثلهم اعتقادا " انتهى.

"مجموع الفتاوى" (9/8)

ويقول السيوطي رحمه الله :

" فن المنطق فن خبيث مذموم ، يحرم الاشتغال به

مبني بعض ما فيه على القول بالهيولى الذي هو كفر

يجر إلى الفلسفة والزندقة

وليس له ثمرة دينية أصلا بل ولا دنيوية

نص على مجموع ما ذكرته أئمة الدين وعلماء الشريعة :

........... والتقي ابن تيمية ، وألف في ذمه ونقضِ قواعده

مجلدا كبيرا سماه

" نصيحة ذوي الإيمان في الرد على منطق اليونان "

وقد اختصرته في نحو ثلث حجمه وألفت في ذم المنطق

مجلدا سقت فيه نصوص الأئمة في ذلك . .......

مختصرا من "الحاوي للفتاوي" (1/255-256)

ولكن ذلك كله لا يمنع أن يدرس طالب العلم المتخصص قواعد المنطق

من كتب أهله ، كي يطلع على طرائق هذا العلم

ويتعرف إلى مناهج أهله

فيكون على بصيرة من اصطلاحات القوم وأساليبهم

فلا يقع في مغالطات بعضهم

وينتبه إلى ما عندهم من الحق فيعرضه بطريقته المعتدلة

فيجمع بين العلوم النافعة ، وينتبه إلى العلوم الضارة

ويستعين على ذلك بالله تعالى أولا

ثم بأهل العلم الراسخين الذين مارسوا هذا العلم

وخبروا ما فيه من حق وباطل

كشيخ الإسلام ابن تيمية ، والعلامة محمد الأمين الشنقيطي

حيث ألف الأخير كتابا في قواعد هذا العلم

صفاه من الدخل والغلط الذي راج على الكثيرين .

https://waqfeya.net/book.php?bid=2698

يقول العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله :

" ولما كان من المتوقع أن يواجه الدعاة

إلى الحق دعاةً إلى الباطل مضللين

يجادلون لشبه فلسفية ، ومقدمات سوفسطائية

وكانوا لشدة تمرنهم على تلك الحجج الباطلة

كثيرا ما يظهرون الحق في صورة الباطل

والباطل في صورة الحق

ويفحمون كثيرا من طلبة العلم الذين لم يكن معهم سلاح

من العلم يدفع باطلهم بالحق

وكان من الواجب على المسلمين أن يتعلموا من العلم

ما يتسنى لهم به إبطال الباطل وإحقاق الحق على الطرق

المتعارفة عند عامة الناس ، حمل ذلك الجامعة –

يعني الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة –

على إنشاء كلية الدعوة وأصول الدين

ومهمتها تخريج دعاة قادرين على تبليغ الدعوة

بالحكمة والموعظة الحسنة

وعلى إقحام وإلزام الدعاة المضللين ببيان

ما يصحح أدلتهم ويظهر بطلان حجج خصومهم .

ومن أجل ذلك قررت في منهج هذه الكلية تدريس مادة

( آداب البحث والمناظرة ) لأنه هو العلم الذي يقدر به

من تعلمه على بيان مواضع الغلط في حجة خصمه

وعلى تصحيح مذهبه بإقامة الدليل المقنع على صحته

أو صحة ملزومه أو بطلان نقيضه ونحو ذلك .

مختصرا من "آداب البحث والمناظرة" (ص/3-5)

المصدر بتصرف

https://islamqa.info/ar/answers/1198...86%D8%B7%D9%82

و لنا عودة أخوة الإسلام










آخر تعديل *عبدالرحمن* 2021-12-03 في 14:44.
رد مع اقتباس